القس / داود لمعى مقدمة كثرت المشاكل ... تعددت ... تنوعت ... تفاقمت ... تشبعت ... الكل يهرب إلى الكنيسة األم ليجد فيها الراحة والعزاء.

Download Report

Transcript القس / داود لمعى مقدمة كثرت المشاكل ... تعددت ... تنوعت ... تفاقمت ... تشبعت ... الكل يهرب إلى الكنيسة األم ليجد فيها الراحة والعزاء.

Slide 1

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 2

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 3

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 4

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 5

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 6

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 7

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 8

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 9

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 10

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 11

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 12

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 13

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 14

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 15

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 16

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 17

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 18

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 19

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬


Slide 20

‫القس ‪ /‬داود لمعى‬

‫مقدمة‬
‫كثرت المشاكل ‪ ...‬تعددت ‪ ...‬تنوعت ‪...‬‬
‫تفاقمت ‪ ...‬تشبعت ‪...‬‬
‫الكل يهرب إلى الكنيسة األم‬
‫ليجد فيها الراحة والعزاء ‪ ...‬والحل‬
‫ويتعلم صاحب المشكلة‬
‫كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ‪,‬‬
‫وكيف يخدم ليجد ‪...‬‬

‫الخدمة هى الحل‬

‫دعوة لكل شعب الكنيسة أن‬
‫يخدم ‪ ...‬أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً‬
‫‪ ....‬رجاالً ونساء ‪ ...‬وراء إلهنا‬
‫ومعلمنا الصالح الذى قال ‪:‬‬
‫ليخدم بل‬
‫”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ‬
‫خدم وليبذل نفسه فدية عن‬
‫لي ِ‬
‫كثيرين“ (مت ‪)28 : 20‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬
‫هذه القصة حقيقية ولكن‬
‫األسماء كلها ليست حقيقية‪.‬‬

‫كانت سعاد ‪ ...‬أخصائية إجتماعية‬
‫‪ ...‬نشيطة ‪ ...‬محبوبة ‪ ...‬وكانت‬
‫شعلة نشاط فى بيتها وفى‬
‫المدرسة التى تعمل بها ‪ ,‬ولم يكن‬
‫لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ‪...‬‬
‫وبيت هادئ ‪ ...‬ولم تكن عالقتها‬
‫بالكنيسة قوية ‪.‬‬

‫وكانت سعاد على خالف قديم مع‬
‫أختها ‪ ...‬من وقت إنتقال والدتهما‬
‫ودخل الشيطان بينهما ‪ ...‬ولم تعد‬
‫تكلمها بالسنين ‪ ,‬وكلما تذكرتها‬
‫أحست بغضب داخلى ‪ ...‬وتذكرت‬
‫كل الكالم الصعب الذى دار‬
‫بينهما ‪ ...‬وكانت تردد بداخلها‬
‫” منها هلل ‪“...‬‬

‫تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها‬
‫للبالد العربية ‪ ...‬وتحولت‬
‫عالقتهما إلى تليفونات يومية‬
‫ودعوات حارة ‪ ...‬وأحست سعاد‬
‫بتعب غريب فى قدميها ‪ ...‬وثقل‬
‫فى الحركة ‪ ...‬وبدأت رحلة العالج‬
‫‪ ...‬وأنزعجت جداً من تشخيص‬
‫األطباء ‪ ,‬الذى فاجئها أنه مرض‬
‫فى األعصاب ‪ ,‬سيصيبها بشلل‬
‫قريب وليس له عالج ‪...‬‬

‫بكت سعاد بشدة وتذمرت ‪...‬‬
‫وأعترضت ‪ ...‬وقال ”ليه؟“‬
‫وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا‬
‫الكاهن ليشجعها ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫جافة جداً معه ‪ ...‬وكانت دائما ً‬
‫تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش‬
‫علشان يحصل كدة“‬
‫وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا‬
‫‪ ...‬أبونا السماوى ‪ ...‬وبركات‬
‫األلم والتجربة ‪ ...‬ولكنها كانت‬
‫تسمع غير مقتنعة ‪ ...‬وبعصبية‬
‫شديدة كانت ترفض كل تشجيع‪.‬‬

‫وزاد المرض ‪ ...‬ولم تعد قادرة‬
‫على الحركة بقدميها ‪ ...‬وكانت‬
‫أول يوم تجلس فيه على الكرسى‬
‫المتحرك ‪ ...‬يوما ً حزينا ً ال تنساه‪.‬‬
‫وجاءت إبنتها بضعة شهور‬
‫لتخدمها ‪ ...‬ولكنها لم تستطع أن‬
‫تمكث معها أكثر من ذلك من أجل‬
‫زوجها وطفلتها‪.‬‬
‫وظل زوجها صالح ‪ ...‬زوجا ً‬
‫صالحا ً ‪ ...‬يخدمها ويحاول معها‬
‫حتى تتناول فى البيت ‪ ,‬ولكنها‬
‫بغضب كانت ترفض كل شئ‬

‫وجاءت لزيارتها إيمان ‪ ...‬خادمة‬
‫من الكنيسة ‪ ...‬كانت تعمل معها‬
‫فى نفس المدرسة ‪ ,‬وكانت تحبها‬
‫‪ ...‬وبكت معها وهى تسمع‬
‫شكواها ‪ ...‬وأحباطاتها ‪ ...‬وكانت‬
‫إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه‬
‫الزيارة ‪ ...‬لكى يعطيها هللا نعمة‬
‫فى الكالم مع سعاد المجربة‪.‬‬
‫وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ‬
‫لها جزء من األنجيل ‪ ...‬كما‬
‫تعودت فى زيارة اإلفتقاد ‪...‬‬
‫فأذنت لها سعاد على مضض‪.‬‬

‫وأختارت إيمان (يعقوب ‪)1‬‬
‫لتقرأه لصديقتها القديمة‬
‫”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين‬
‫تقعون فى تجارب متنوعة عالمين‬
‫أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ‪...‬‬

‫ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا‬
‫تامين ‪ ...‬وإن كان أحد تعوزه‬
‫حكمة فليطب من هللا الذى‬

‫يعطى الجميع بسخاء و اليعير‬
‫ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب‬
‫‪“...‬‬

‫وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن‬
‫للتجربة أن تصير سبب فرح‬
‫باإليمان وبالصالة والصبر ‪...‬‬
‫والعمل التام ‪ ...‬وفتح هللا قلب‬
‫سعاد لتسمع هذه المرة ‪ ,‬وقالت‬
‫لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه‬
‫دلوقتى؟!“‬
‫أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية‬
‫تذمر ‪ ...‬أيه رأيك تقولى ياربى‬
‫يسوع المسيح أشكرك ‪ ...‬ياربى‬
‫سامحنى على كل حاجة ‪ ...‬ياربى‬
‫ساعدنى على أحتمال المرض“‬

‫قالت سعاد ألول مرة حاضر ‪...‬‬
‫هاحاول ‪ ...‬وايه كمان؟‬
‫قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم‬
‫تقرأى أصحاح بتمعن‬
‫وتصلى باألجبية باكر والنوم ‪...‬‬
‫وتسمعى شريط وعظة“‬
‫ضحكت سعاد وقالت لها‬
‫”بالراحة على يا إيمان“‬
‫فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى‬
‫جربى وهتشوفى أن نفسيتك‬
‫هتكون أحسن ‪ ...‬وأن هاطلب من‬
‫أبونا يجى يناولك فى البيت“‬

‫بدأ التغيير يظهر على سعاد ‪...‬‬
‫وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل‬
‫أسبوع وتقرأ معها األنجيل ‪ ...‬ظلت‬
‫سعاد متمسكة بالشفاء فى كل‬
‫صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً‪.‬‬
‫وفى زيارة بعد شهرين ‪ ...‬سألت‬
‫سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن‬
‫يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية‬
‫الخدمة وبركاتها ‪ ...‬ومش ناسية‬
‫أول زيارة لك يا إيمان ‪ ...‬اآلية‬
‫اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه‬
‫اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش‬
‫بأتحرك برجلى“‬

‫ترددت إيمان وقال بحكمة‬
‫”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا‬
‫يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“‬
‫وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ‪...‬‬
‫بماذا ينصحها؟!!!‬
‫فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن‬
‫تبقى خدمة ‪ ...‬خليها تسأل على‬
‫الناس التعبانة وتقول لهم كلمة‬
‫حلوة ‪ ...‬آية أو حكمة ‪ ...‬وبالذات‬
‫الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى‬
‫المرضى اللى زيها“‬

‫رجعت إيمان باألجابة لسعاد ‪...‬‬
‫التى فاجأتها وقالت لها‬
‫”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ‪...‬‬
‫أنا مسجلة على الموبايل حوالى‬
‫‪ 100‬تليفون ناس معرفة ‪...‬‬
‫هابعت لهم كل يوم آية من اللى‬
‫بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس‬
‫كثير لحسن يزهقوا منى“‬
‫فردت إيمان ”رائع ‪ ...‬فكرة هائلة ‪,‬‬
‫ومش الزم تبقى نفس اآلية ‪...‬‬
‫فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“‬

‫بدأت سعاد هذه الخدمة ‪ ...‬وتقدمت‬
‫بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال‬
‫رائعة ‪ ...‬رجعت لها تليفونات كثيرة‬
‫بالشكر والتقدير ‪ ...‬والبعض ممكن‬
‫يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى‬
‫تحاول تشرح بعد أن تبحث فى‬
‫التفاسير والعظات ‪ ...‬والبعض كان‬
‫يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ‪...‬‬
‫وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها‬
‫ساعات كل يوم ‪ ...‬وتغير وجهها‬
‫‪ ...‬ورجعت إبتسامتها وسعادتها ‪...‬‬
‫وأصبح كل من يزورها يتمتع‬
‫بكلمات النعمة وبروحها الحلوة‬

‫وبعد سماع عظة مؤثرة عن‬
‫التسامح ‪ ...‬ومع النمو الروحى‬
‫الملحوظ ‪ ...‬تحرك قلبها تجاه أختها‬
‫التى فارقتها من سنين بسبب‬
‫الخصام والقطيعة ‪ ...‬وتجاسرت‬
‫سعاد بعد صالة حارة وكلمتها‬
‫بالتليفون ‪ ...‬وبكت اإلثنتان تأثراً‬
‫‪ ...‬وتسارعت أختها بزيارتها فى‬
‫اليوم التالى ‪ ...‬وكان لقاء حاراً ‪...‬‬
‫فيه إعتذار وندم متبادل ‪ ...‬ورجعت‬
‫المحبة القديمة أقوى من زمان ‪.‬‬

‫وقالت سعاد لزوجها يوما ً ‪...‬‬
‫عارف يا صالح أنا دلوقتى بس‬
‫بأشكر ربنا بجد على المرض ‪ ...‬أنا‬
‫حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان‬
‫‪ ...‬وحاسة أن لى لزوم ورسالة ‪...‬‬
‫عمرى ما حسيت باألحساس ده زى‬
‫دلوقتى ‪ ,‬تصور أنى بطلت أقول‬
‫”يارب أشفينى“ من غير ما أحس‬
‫‪ ...‬كل صالتى دلوقتى ”يارب‬
‫يسوع سامحنى ‪ ...‬يارب أهدى‬
‫الناس كلها“‬

‫أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك‬
‫أحب األنجيل والكنيسة ‪ ...‬أنت‬
‫مرضك جه بركة لينا كلنا“‬

‫نشكر ربنا‬
‫على‬
‫كل حال‬