القس / داود لمعى مقدمة كثرت المشاكل ... تعددت ... تنوعت ... تفاقمت ... تشبعت ... الكل يهرب إلى الكنيسة األم ليجد فيها الراحة والعزاء.
Download ReportTranscript القس / داود لمعى مقدمة كثرت المشاكل ... تعددت ... تنوعت ... تفاقمت ... تشبعت ... الكل يهرب إلى الكنيسة األم ليجد فيها الراحة والعزاء.
Slide 1
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 2
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 3
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 4
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 5
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 6
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 7
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 8
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 9
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 10
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 11
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 12
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 13
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 14
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 15
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 16
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 17
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 18
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 19
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 20
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 2
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 3
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 4
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 5
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 6
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 7
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 8
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 9
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 10
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 11
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 12
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 13
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 14
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 15
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 16
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 17
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 18
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 19
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال
Slide 20
القس /داود لمعى
مقدمة
كثرت المشاكل ...تعددت ...تنوعت ...
تفاقمت ...تشبعت ...
الكل يهرب إلى الكنيسة األم
ليجد فيها الراحة والعزاء ...والحل
ويتعلم صاحب المشكلة
كيف يصلى ليجد المسيح معينا ً له ,
وكيف يقرأ ليجد األنجيل سراجا ً له ,
وكيف يحب الناس ليجد الحب شافيا ً له ,
وكيف يتغير ليجد التوبة طبيبا ً له ,
وكيف يخدم ليجد ...
الخدمة هى الحل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن
يخدم ...أطفاالً وشبابا ً وشيوخا ً
....رجاالً ونساء ...وراء إلهنا
ومعلمنا الصالح الذى قال :
ليخدم بل
”أن إبن اإلنسان لم يأت ُ
خدم وليبذل نفسه فدية عن
لي ِ
كثيرين“ (مت )28 : 20
ملحوظة:
هذه القصة حقيقية ولكن
األسماء كلها ليست حقيقية.
كانت سعاد ...أخصائية إجتماعية
...نشيطة ...محبوبة ...وكانت
شعلة نشاط فى بيتها وفى
المدرسة التى تعمل بها ,ولم يكن
لها إال أبنة واحدة وزوج طيب ...
وبيت هادئ ...ولم تكن عالقتها
بالكنيسة قوية .
وكانت سعاد على خالف قديم مع
أختها ...من وقت إنتقال والدتهما
ودخل الشيطان بينهما ...ولم تعد
تكلمها بالسنين ,وكلما تذكرتها
أحست بغضب داخلى ...وتذكرت
كل الكالم الصعب الذى دار
بينهما ...وكانت تردد بداخلها
” منها هلل “...
تزوجت إبنتها وسافرت مع زوجها
للبالد العربية ...وتحولت
عالقتهما إلى تليفونات يومية
ودعوات حارة ...وأحست سعاد
بتعب غريب فى قدميها ...وثقل
فى الحركة ...وبدأت رحلة العالج
...وأنزعجت جداً من تشخيص
األطباء ,الذى فاجئها أنه مرض
فى األعصاب ,سيصيبها بشلل
قريب وليس له عالج ...
بكت سعاد بشدة وتذمرت ...
وأعترضت ...وقال ”ليه؟“
وأستطاع زوجها أن يحضر أبونا
الكاهن ليشجعها ...ولكنها كانت
جافة جداً معه ...وكانت دائما ً
تقول ”أنا كنت عملت إيه وحش
علشان يحصل كدة“
وحاول أبونا أن يقنعها بحب هللا
...أبونا السماوى ...وبركات
األلم والتجربة ...ولكنها كانت
تسمع غير مقتنعة ...وبعصبية
شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
وزاد المرض ...ولم تعد قادرة
على الحركة بقدميها ...وكانت
أول يوم تجلس فيه على الكرسى
المتحرك ...يوما ً حزينا ً ال تنساه.
وجاءت إبنتها بضعة شهور
لتخدمها ...ولكنها لم تستطع أن
تمكث معها أكثر من ذلك من أجل
زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح ...زوجا ً
صالحا ً ...يخدمها ويحاول معها
حتى تتناول فى البيت ,ولكنها
بغضب كانت ترفض كل شئ
وجاءت لزيارتها إيمان ...خادمة
من الكنيسة ...كانت تعمل معها
فى نفس المدرسة ,وكانت تحبها
...وبكت معها وهى تسمع
شكواها ...وأحباطاتها ...وكانت
إيمان قد صلت كثيراً قبل هذه
الزيارة ...لكى يعطيها هللا نعمة
فى الكالم مع سعاد المجربة.
وأستأذنت إيمان سعاد فى أن تقرأ
لها جزء من األنجيل ...كما
تعودت فى زيارة اإلفتقاد ...
فأذنت لها سعاد على مضض.
وأختارت إيمان (يعقوب )1
لتقرأه لصديقتها القديمة
”إحسبوه كل فرح يا أخوتى حين
تقعون فى تجارب متنوعة عالمين
أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبراً ...
ليكن لكم عمل تام لكى تكونوا
تامين ...وإن كان أحد تعوزه
حكمة فليطب من هللا الذى
يعطى الجميع بسخاء و اليعير
ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب
“...
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن
للتجربة أن تصير سبب فرح
باإليمان وبالصالة والصبر ...
والعمل التام ...وفتح هللا قلب
سعاد لتسمع هذه المرة ,وقالت
لها ”طيب أن ممكن أعمل آيه
دلوقتى؟!“
أجابتها إيمان وقالت لها ”كفاية
تذمر ...أيه رأيك تقولى ياربى
يسوع المسيح أشكرك ...ياربى
سامحنى على كل حاجة ...ياربى
ساعدنى على أحتمال المرض“
قالت سعاد ألول مرة حاضر ...
هاحاول ...وايه كمان؟
قالت لها إيمان ”وتحاولى كل يوم
تقرأى أصحاح بتمعن
وتصلى باألجبية باكر والنوم ...
وتسمعى شريط وعظة“
ضحكت سعاد وقالت لها
”بالراحة على يا إيمان“
فقالت إيمان بإيمان ”صدقينى
جربى وهتشوفى أن نفسيتك
هتكون أحسن ...وأن هاطلب من
أبونا يجى يناولك فى البيت“
بدأ التغيير يظهر على سعاد ...
وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل
أسبوع وتقرأ معها األنجيل ...ظلت
سعاد متمسكة بالشفاء فى كل
صلواتها وظل الوقت طويالً ممالً.
وفى زيارة بعد شهرين ...سألت
سعاد إيمان ”هو اللى زي ممكن
يخدم إزاى؟ أنا سمعت عن أهمية
الخدمة وبركاتها ...ومش ناسية
أول زيارة لك يا إيمان ...اآلية
اللى بتقول ”ليكن له عمل تام“ أيه
اللى ممكن أعمله وأنا كده؟ مش
بأتحرك برجلى“
ترددت إيمان وقال بحكمة
”خلينا نصلى األسبوع ده وربنا
يفتح لنا باب للخدمة يناسبك“
وذهبت إيمان تسأل أب أعترافها ...
بماذا ينصحها؟!!!
فأجاب أبونا ”التليفونات ممكن
تبقى خدمة ...خليها تسأل على
الناس التعبانة وتقول لهم كلمة
حلوة ...آية أو حكمة ...وبالذات
الذين فى وحدة أو المسنين أو حتى
المرضى اللى زيها“
رجعت إيمان باألجابة لسعاد ...
التى فاجأتها وقالت لها
”أنا كمان لقيت فكرة متشابهة ...
أنا مسجلة على الموبايل حوالى
100تليفون ناس معرفة ...
هابعت لهم كل يوم آية من اللى
بقرأها ألنى هأكسف أكلم الناس
كثير لحسن يزهقوا منى“
فردت إيمان ”رائع ...فكرة هائلة ,
ومش الزم تبقى نفس اآلية ...
فرصة تكتبى اآليات وتحفظيها“
بدأت سعاد هذه الخدمة ...وتقدمت
بسرعة غريبة وكانت ردود األفعال
رائعة ...رجعت لها تليفونات كثيرة
بالشكر والتقدير ...والبعض ممكن
يتكلم يسألها عن معنى اآلية وهى
تحاول تشرح بعد أن تبحث فى
التفاسير والعظات ...والبعض كان
يقول لها ”اآلية جت فى وقتها“ ...
وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها
ساعات كل يوم ...وتغير وجهها
...ورجعت إبتسامتها وسعادتها ...
وأصبح كل من يزورها يتمتع
بكلمات النعمة وبروحها الحلوة
وبعد سماع عظة مؤثرة عن
التسامح ...ومع النمو الروحى
الملحوظ ...تحرك قلبها تجاه أختها
التى فارقتها من سنين بسبب
الخصام والقطيعة ...وتجاسرت
سعاد بعد صالة حارة وكلمتها
بالتليفون ...وبكت اإلثنتان تأثراً
...وتسارعت أختها بزيارتها فى
اليوم التالى ...وكان لقاء حاراً ...
فيه إعتذار وندم متبادل ...ورجعت
المحبة القديمة أقوى من زمان .
وقالت سعاد لزوجها يوما ً ...
عارف يا صالح أنا دلوقتى بس
بأشكر ربنا بجد على المرض ...أنا
حياتى إنهارده أحلى جداً من زمان
...وحاسة أن لى لزوم ورسالة ...
عمرى ما حسيت باألحساس ده زى
دلوقتى ,تصور أنى بطلت أقول
”يارب أشفينى“ من غير ما أحس
...كل صالتى دلوقتى ”يارب
يسوع سامحنى ...يارب أهدى
الناس كلها“
أجاب صالح ”أنا كمان أتعلمت منك
أحب األنجيل والكنيسة ...أنت
مرضك جه بركة لينا كلنا“
نشكر ربنا
على
كل حال