الموازنة العامة • أولا : مفهوم الموازنة العامة • "تعتبر موازنة الدولة العامة البرنامج المالي الذي يعكس سياسات الحكومة المختلفة ، واإلطار الذي يتضمن الق.

Download Report

Transcript الموازنة العامة • أولا : مفهوم الموازنة العامة • "تعتبر موازنة الدولة العامة البرنامج المالي الذي يعكس سياسات الحكومة المختلفة ، واإلطار الذي يتضمن الق.

‫الموازنة العامة‬
‫• أولا‪ :‬مفهوم الموازنة العامة‬
‫• "تعتبر موازنة الدولة العامة البرنامج المالي الذي يعكس‬
‫سياسات الحكومة المختلفة‪ ،‬واإلطار الذي يتضمن القرارات‬
‫المتعددة الختيار السياسات واألهداف التي ترغب الحكومة‬
‫في تحقيقها‪ ،‬وكذلك اختيار الوسائل‪ ،‬والبرامج التي تؤدي‬
‫إلى إحراز هذه األهداف؛ لذلك فإن وثيقة الموازنة توفر‬
‫معلومات عن القرارات التي تتخذها الحكومة لتوزيع‬
‫مواردها بين االستخدامات المتنافسة إلشباع الحاجات‬
‫العامة‪.‬‬
‫الا حقيبة النقود أو الحقيبة العامة‬
‫• إن اصطالح الموازنة يعني أص ً‬
‫التي تستخدم كوعاء إليرادات الدولة ونفقاتها‪ ،‬وقد أطلق اصطالح‬
‫الموازنة هذا في بريطانيا على "الحقيبة الجلدية" التي كان يحمل‬
‫فيها وزير المالية )‪ (Exchequer‬إلى البرلمان‪ ،‬الوثائق التي‬
‫تتضمن احتياجات الحكومة إلى النفقات ومصادر تمويلها‪ ،‬ثم‬
‫أصبح هذا االصطالح يطلق على الوثائق التي تحتويها الحقيبة أي‬
‫الخطط التي تتضمن النفقات الحكومية‪ ،‬وتمويلها والتي تقدم إلى‬
‫السلطة التشريعية العتمادها والموافقة عليها‪ ،‬لذا فإن أسس نظام‬
‫الموازنة العامة ظهرت بداية في بريطانيا‪ ،‬وانبثقت بداية نم‬
‫إضفاء الرقابة البرلمانية على سلطات الملك في جباية الضرائب‪،‬‬
‫أما الرقابة على اإلنفاق العام فقد جاءت متأخرة بعد ذلك نتيجة‬
‫االهتمام بحماية دافعي الضرائب‪.‬‬
‫• ويرى لي وجونسون" )‪ (Lee and Johnson‬أن الموازنة‬
‫عبارة عن وثيقة أو مجموعة وثائق تبرز الوضع المالي‬
‫للمؤسسة التي تعود لها وتتضمن معلومات عن إيراداتها‪،‬‬
‫ونفقاتها‪ ،‬ونشاطاتها‪ ،‬واألهداف التي تسعى لتحقيقها‪ ،‬فالموازنة‬
‫في نظرهم تتضمن اختيار األهداف التي ترغب الحكومة في‬
‫تحقيقاه واختيار وسائل تحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫• أما وايلدافسكي )‪ (Wildavesky‬فينظر إلى الموازنة بالمعنى‬
‫العام على أنها تهتم بعملية تحويل المصادر المالية إلى أهداف‬
‫إنسانية‪ ،‬فالموازنة حسب نظرية وايلدافسكي هي سلسلة من‬
‫األهداف تحدد الموازنة تكلفة أو أسعار تحقيقها‪.‬‬
‫• وهكذا يمكن النظر إلى الموازنة العامة للدولة على أنها البرنامج‪،‬‬
‫أو الخطة التي تقوم على تنبؤ مدروس لنفقات الدولة وإيراداتها‪،‬‬
‫والتي تعكس سياسات الدولة المختلفة من حيث تحديد أولويات‬
‫اإلنفاق‪ ،‬واختيار البرامج‪ ،‬والمشاريع التي تحقق األهداف العامة‪،‬‬
‫وتتميز عملية التخصيص بالتعقيد من حيث مشاركة أجهزة‬
‫حكومية عديدة‪ ،‬واهتمام فئات منوعة من المجتمع ضمن تصعيد‬
‫قرارات الموازنة بين المستويات اإلدارية المختلفة‪.‬‬
‫• ويتم اعتماد الموازنة لفترة قادمة هي على الغالب سنة‬
‫واحدة‪ ،‬فالموازنة العامة كخطة أو بيان تقديري مفصل‬
‫ومعتمد من قبل السلطة التشريعية إليرادات الدولة‪،‬‬
‫ونفقاتها‪ ،‬تعتبر األداة الرئيسية إلدارة السياسة المالية‬
‫للدولة لتحقيق أهدافها االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬ومن التعريفات السابقة للموازنة العامة يمكن‬
‫استخالص الخصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪1‬إن الموازنة العامة عبارة عن برنامج تنفيذي قصير األمد‬‫(سنة على األغلب)‪ ،‬وهذا البرنامج يعكس القرارات المتعلقة‬
‫باختيار األهداف المراد تحقيقها‪ ،‬واختيار البرامج والسياسات‬
‫التي ستؤمن تحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫• فالموازنة تتضمن برنامجًا ا ماليًا ا تفصيليًا ا مقترحًا ا لمشاريع‬
‫الحكومة وبرامجها‪ ،‬ووسائل التمويل المتاحة على شكل أرقام‬
‫تقديرية لإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫‪2‬إن الموازنة تنبني على فلسفة تحكم نشاط اإلدارة العامة وهي‬‫الا توفر معايير رقابية على‬
‫المساءلة القانونية‪ ،‬فالموازنة أو ً‬
‫نشاطات السلطة التنفيذية باإلضافة إلى كونها وسيلة تنسيق‬
‫بين هذه النشاطات‪ ،‬وتحقيقًا ا لمبدأ المساءلة القانونية‪ ،‬فال بد‬
‫من عرض الموازنة على السلطة التشريعية العتمادها‬
‫والمصادقة عليها‪ ،‬إللزام السلطة التنفيذية ببرامجها‪.‬‬
‫‪3‬يتم إعداد الموازنة العامة لفترة قادمة هي في الغالب سنة‪ ،‬وقد‬‫تتطابق سنة الدولة المالية مع السنة الميالدية‪.‬‬
‫• وقد تتداخل السنة المالية للدولة مع سنتين زمنيتين مختلفتين‬
‫كبريطانيا مثالا‪ ،‬حيث تبدأ السنة المالية في األول من الشهر‬
‫الرابع وتنتهي بنهاية الشهر الثالث من السنة التالية‪ ،‬وتمثل هذه‬
‫السنة الفترة المحاسبية التي يتم إعداد التقارير المحاسبية عنها‪.‬‬
‫‪4‬إضافة إلى الصفتين التقديرية والتشريعية‪ ،‬فإن الموازنة العامة‬‫للدولة أداة إلدارة سياساتها المالية التي ستنتهجها خالل السنة‬
‫المالية‪ ،‬فالضرائب‪ ،‬والقروض‪ ،‬والنفقات العامة هي األدوات‬
‫التي تستخدماه الحكومة لتشكيل سياساتها المالية إلدارة‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬وتحقيق االستقرار في األسعار‪ ،‬وزيادة‬
‫الدخل القومي‪.‬‬
‫‪5‬إن موازنة الدولة هي إحدى وسائل الرقابة على أنشطة الدولة‬‫المختلفة‪ ،‬وبخاصة العمليات المالية المتعلقة بهذه األنشطة‬
‫باإلضافة إلى كونها وسيلة تنسيق بين مختلف هذه األنشطة‪،‬‬
‫فهي تيسر عملية اإلشراف والرقابة على النشاط الحكومي على‬
‫جميع المستويات‪ ،‬وتحقيقًا ا لهذا المطلب فال بد من عرض‬
‫الموازنة على السلطة التشريعية العتمادها‪ ،‬والمصادقة عليها‪،‬‬
‫وإال بقيت مجرد مشروع موازنة‪ ،‬ومن المفروض أن تتم عملية‬
‫إعداد الموازنة من قبل السلطة التنفيذية والمصادقة عليها من‬
‫قبل السلطة التشريعية قبل بداية السنة المالية التي تعود إليها كما‬
‫يتطلب الدستور‪.‬‬
‫‪6‬تعتبر الموازنة أداء التخاذ القرارات المتعلقة بتحديد األهداف‬‫العامة‪ ،‬ووسائل تحقيقها (البرامج)‪ ،‬فهي األداة التي تنفذ‬
‫بواسطتها البرامج الحكومية خالل السنة المقبلة‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬أهمية الموازنة وعالقتها بالتخطيط القتصادي‪:‬‬
‫• من خالل تعريف الموازنة العامة تستطيع القول بأنها بيان‬
‫تفصيلي لنفقات وإيرادات الحكومة تعكس سياسة الحكومة‬
‫لسنة مقبلة لكافة النشاطات العامة سوا اًء كانت اقتصادية أو‬
‫مالية أو اجتماعية وحتى سياسية‪.‬‬
‫• ولقد كان تطور مفهوم الموازنة مع تطور الحكومة في الحياة‬
‫العامة إذ تدرجت النظرة إلى الموازنة من اعتبارها وسيلة بيد‬
‫السلطة التشريعية لمراقبة كفاءة السلطة التنفيذية من خالل‬
‫ضبط وتنظيم اإلنفاق العام والتأكد بأن التنفيذ يتم حسب‬
‫األنظمة والقوانين المالية إلى اعتبارها وسيلة لتقييم كفاءة‬
‫الحكومة في تنفيذ البرامج والمشاريع الحكومية بحيث تحقق‬
‫الحكومة أهدافها المقررة بأقل التكاليف وأخيرًا ا أصبحت‬
‫الموازنة في الوقت الحاضر أداة من أدوات التخطيط نظرًا ا‬
‫لالهتمام المتزايد في التحليل االقتصادي بشكل عام وفي‬
‫تحليل اإليرادات والنفقات بشكل خاص‪.‬‬
‫• إن اقتصاد أي بلد في الوقت الحاضر يتأثر تأثيرًا ا كبيرًا ا‬
‫بعمليات الموازنة التي تقوم بها الحكومة أو موازنة الدولة‬
‫كخطة مالية تعتبر وسيلة إدارية فعالة للتخطيط والتنسيق‬
‫ومراقبة كافة أنشطة الدولة‪ ،‬وكلما زادت الوحدات الحكومية‬
‫حجمًا ا واتساعًا ا كلما أدى ذلك إلى ضرورة قيام الموازنة بدور‬
‫أكثر فعالية لخدمة أغراض التخطيط الستخدام الموارد المالية‬
‫والمادية والبشرية المحدودة ومعظم دراسات هيئة األمم‬
‫المتحدة وتقاريرها حول هذا الموضوع قد أظهرت أن موازنة‬
‫الحكومة في الدول النامية تعتبر أكبر وسيلة فعالة لسياسة‬
‫التنمية القومية‪ ،‬وقد اتضح أن هناك فجوة بين الموازنة‬
‫والتخطيط في هذه الدول مما يسبب في كثير من األحيان فشل‬
‫عمليات التخطيط وتنفيذ مشاريع الخطط اإلنمائية‪.‬‬
‫• ففي معظم دول العالم النامية بشكل عام ودول الشرق‬
‫األوسط بشكل خاص يوجد هناك نوعان من الموازنات‬
‫األولى تشمل النفقات واإليرادات الجارية للحكومة‪.‬‬
‫واألخرى تشمل النفقات واإليرادات الرأسمالية (إنمائية)‬
‫وفي هذه الدول تلعب هيئات أو مجالس التخطيط القومي‬
‫الا ومتزايدًا ا في إعداد الموازنة اإلنمائية والتطور‬
‫دورًا ا فعا ً‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن هنا جاءت الحاجة الملحة لتنسيق‬
‫اإلداري والفني والوظيفي والتكامل المناسب بين دائرة‬
‫الموازنة ومجلس التخطيط القومي‪.‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬قواعد إعداد الموازنة العامة‪Principles of Budgeting‬‬
‫• الموازنة العامة كما أسلفنا هي الخطة أو البرنامج الذي يعكس‬
‫نشاطات الحكومة لفترة قادمة‪ ،‬وهذه الخطة تبين كلفة الخدمات‪،‬‬
‫والنشاطات‪ ،‬واألهداف التي ستنفذها الحكومة‪ ،‬وكيفية تمويلها‬
‫معبرًا ا عنها باألرقام‪.‬‬
‫• إن إعداد الموازن العامة قد يخضع لبعض القواعد التالية جزئيًا ا أو‬
‫كليًا ا بسبب التطورات التي طرأت على وظائف الموازنة وبنيتها‬
‫مما أدى إلى الخروج عن هذه القواعد أو تجاهلها أحيانًا ا وهذه‬
‫القواعد تتضمن‪:‬‬
‫‪1‬قاعدة سنوية الموازنة‪:‬‬‫• تعني سنوية الموازنة إعداد التقديرات المتعلقة بإيرادات الدولة‪،‬‬
‫ونفقات المشاريع والبرامج والخدمات التي تتبناها الحكومة لمدة‬
‫سنة والحصول على موافقة السلطة التشريعية على هذه‬
‫التقديرات سنوياا‪ ،‬والمبررات التي تساق لتعزيز هذه القاعدة‬
‫هي‪:‬‬
‫ أن السنة فترة معقولة للتنبؤ بحصيلة الدولة من اإليرادات‬‫وحاجاتها إلى النفقات‪ ،‬أما إذا زادت المدة على سنة ألصبح من‬
‫الصعب التنبؤ بهذه الحصيلة وتلك المتطلبات‪ ،‬نظرًا ا للصعوبات‬
‫المتعلقة بعملية التنبؤ في ظل التقلبات االقتصادية التي ستؤثر‬
‫سلبًا ا أو إيجابًا ا على األسعار‪ ،‬وعلى حصيلة الدولة من‬
‫اإليرادات‪.‬‬
‫ إذا زادت مدة الموازنة إلى أكثر من سنة‪ ،‬فإن ذلك يؤدي‬‫إلى إضعاف الرقابة على األموال العامة‪.‬‬
‫ أن السنة كما هو معروف تحتوي فترات زمنية متجانسة‬‫(الفصول والمواسم) وبالتالي تعتبر فترة مناسبة إلجراء‬
‫المقارنات بين موازنات الدولة للسنوات المختلفة‪ ،‬وتعرف‬
‫التطورات التي تؤثر فيها‪.‬‬
‫‪2‬قاعدة وحدة الموازنة‪:‬‬‫• تعني هذه القاعدة أن يكون هناك موازنة واحدة في الدولة‪ ،‬تتضمن‬
‫الا من أن يكون في الدولة‬
‫جميع اإليرادات‪ ،‬والنفقات العائدة لها بد ً‬
‫موازنات عدة‪ ،‬وقاعدة وحدة الموازنة تتطلب أن تستخدم المعايير‬
‫نفسها في تقييم النفقات الحكومية المختلفة بحيث ال يجوز أن‬
‫تحابى بعض النفقات لمجرد أنها ستمول من مصادر مالية‬
‫مخصصة‪.‬‬
‫• إن قاعدتي الوحدة والشمول كان باإلمكان اتباعهما في إعداد‬
‫موازنة الدولة عندما كانت وظائف الدول‪ ،‬ومصادر تمويلها‬
‫محدودتين‪ ،‬ولكن ومنذ بداية عقد الثالثينيات وبعد ظهور االتجاه‬
‫التدخلي‪ ،‬وعندما أصبحت الدولة تتحمل مسؤوليات متزايدة في‬
‫القطاعات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أصبح من الصعب تحقيق‬
‫• لقد لجأت الدول إلى إيجاد المشاريع العامة‪ ،‬وشبه العامة‬
‫والتي تغطي نفقاتها من اإليرادات الخاصة بها‪ ،‬كما أن‬
‫بعض المشاريع العامة تدار على أسس اقتصادية‪ ،‬مما‬
‫يستدعي إعداد موازناتها الخاصة بها على أساس‬
‫الحسابات التجارية التي تمسكها‪ ،‬إن قاعدة وحدة الموازنة‬
‫تعني أن تتضمن وثيقة واحدة لموازنة اإليرادات والنفقات‬
‫كافة‪ ،‬ولجميع الوزارات والدوائر الحكومية‪ ،‬مما يسهل‬
‫التعرف على حجم اإليرادات والنفقات العامة ومراقبتها‪،‬‬
‫والوقوف على المركز المالي للدولة ومعرفة العجز‪ ،‬أو‬
‫الفائض بسهولة ويسر‪.‬‬
‫‪3‬قاعدة شمول الموازنة‪:‬‬‫• تعني قاعدة الشمول أن تحتوي وثيقة الموازنة جميع اإليرادات‬
‫والنفقات العامة دون إجراء أي تقاص بينهما‪ ،‬فالتركيز حسب‬
‫هذه القاعدة يكون حول ما تتضمنه الموازنة‪ ،‬وما تستثنيه‪،‬‬
‫بحيث أنها تعنى بأن تخضع جميع إيرادات الدولة ونفقاتها‬
‫لإلجراءات نفسها‪ ،‬وأن تدخل ضمن مراحل الموازنة‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫• أما المبررات التي تدعم األخذ بهذه القاعدة‪ ،‬فهي إعطاء‬
‫صورة متكاملة عن المركز المالي للدولة‪ ،‬وتزويد المهتمين‬
‫بالموازنة العامة بكافة الحقائق الالزمة لتكوين اآلراء‬
‫الصحيحة حول الموازنة‪ ،‬وتأثيراتها االقتصادية‪.‬‬
‫• ويعتبر شمول الموازنة األسلوب األمثل لتقرير السياسات‬
‫االقتصادية السليمة‪ ،‬واتخاذ القرارات المالئمة بشأن دور‬
‫القطاع العام في توجيه الفعاليات االقتصادية‪ ،‬ومبدأ‬
‫الشمولية يحول دون التوجهات المتعلقة باإلسراف نظرًا ا‬
‫لعدم إخفاء أي جزء من األموال العامة وبالتالي عدم‬
‫خضوعه للرقابة‪.‬‬
‫• ويبقى مبدأ الشمول متطلبًا ا حيويًا ا لتحديد جوانب العالقات‬
‫التأثيرية المتبادلة بين األموال العامة واالقتصاد الوطني‪،‬‬
‫ألن عدم الشمول يؤدي إلى تجزئة صنع السياسات‬
‫االقتصادية والمالية‪ ،‬ويجعلها عملية عشوائية‪ ،‬وجامدة وال‬
‫تحقق ما ينتظر منها لتلبية الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪4‬قاعدة عدم التخصيص (العمومية)‪:‬‬‫• إن هذه القاعدة هي األساس الذي تقوم عليه عمليات المحاسبة‬
‫الحكومية‪ ،‬فالمخصصات أو االعتمادات تشكل حجر الزاوية في‬
‫تكوين السجل المحاسبي ومسك القيود المحاسبية‪ ،‬وهذه القاعدة‬
‫تختلف في مضمونها العام عن مفهوم التخصيص السنوي لنفقات‬
‫المشاريع والمرافق الحكومية‪.‬‬
‫• وتقوم قاعدة عدم التخصيص على فكرة أن إيرادات الدولة‪،‬‬
‫بغض النظر عن مصادرها‪ ،‬وبغض النظر عن الجهات اإلدارية‬
‫التي تتولى تحصيلها‪ ،‬تورد إلى حساب الخزينة العامة‪ ،‬وتستخدم‬
‫هذه الحصيلة لإلنفاق منها على برامج الدولة المختلفة دون أن‬
‫يخصص إيراد معين ألوجه صرف محددة أو لمرافق معينة‪،‬‬
‫الا‪.‬‬
‫كأن تخصص رسوم ترخيص السيارات لصيانة الطرق مث ً‬
‫رابعا ا‪ :‬أنواع أنظمة الموازنات العامة‪Types of Budgets‬‬
‫• هناك أنواع عدة من أنظمة الموازنة العامة يمثل كل نمط‬
‫منها مرحلة من مراحل التطور الذي مر بها النظام المتبع‬
‫في إعداد الموازنة أو تبويبها‪ ،‬وتخدم الوظائف واألهداف‬
‫التي ترغب الدولة في التركيز عليها‪ ،‬وأهم أنواع هذه‬
‫األنظمة المتعلقة بإعداد الموازنات‪:‬‬
‫‪1-‬نظام موازنة العتمادات والبنود‪Line-Items Budget‬‬
‫• تعتبر الموازنة االعتمادات والبنود أو الموازنة التقليدية أول‬
‫الا وأكثرها انتشاراا‪ ،‬وتمثل المرحلة‬
‫أنواع الموازنات استعما ً‬
‫األولى من المراحل الرئيسة التي مرت بها الموازنة العامة في‬
‫تطورها‪ ،‬مرحلة االتجاه الرقابي التنفيذي‪ ،‬وتتميز بتركيز‬
‫الرقابة على جباية األموال العامة وإنفاقها‪ ،‬من حيث‪ :‬تقييد‬
‫صالحيات اإلنفاق‪ ،‬ومن حيث تركيز االهتمام على ما تشتريه‬
‫الوحدات الحكومية من سلع وخدمات‪.‬‬
‫• تقوم بنية الموازنة التقليدية على أساس أن النفقات العامة‬
‫تصنف تصنيفًا ا إداريًا ا أي أن النفقات العامة توزع على الدوائر‬
‫والوزارات التي تدخل موازناتها في الموازنة العامة على شكل‬
‫اعتمادات أو مخصصات سنوية‪ ،‬ثم يجري تصنيف هذه المبالغ‬
‫السنوية التي تخصص لكل وحدة إدارية تصنيفًا ا نوعيًا ا حسب‬
‫الغرض من النفقة التي تسمى بنود اإلنفاق أو مواد اإلنفاق‪،‬‬
‫ولما كانت األغراض أو المشتريات متشابهة لدى كافة الدوائر‬
‫الحكومية فإن بنود اإلنفاق تكون أيضًا ا متشابهة مثل‪ :‬متشابهة‬
‫لدى كافة الدوائر الحكومية فإن بنود اإلنفاق تكون أيضًا ا‬
‫متشابهة مثل‪ :‬الرواتب واألجور‪ ،‬وأثمان اللوازم‪ ،‬وعالوات‬
‫االنتقال والسفر‪.‬‬
‫‪2‬موازنة البرامج واألداء‪Program Performance Budget‬‬‫• برز مع بداية القرن العشرين في الواليات المتحدة األمريكية اتجاه‬
‫الا من‬
‫نحو التركيز على الجوانب اإلدارية في الموازنة العامة بد ً‬
‫التركيز على الجانب الرقابي الذي تحققه موازنة االعتمادات‬
‫والبنود‪ ،‬فظهرت اتجاهات مختلفة نحو إصالح النظام المالي‪،‬‬
‫وتبني نظم موازنة جديدة تعتمد بنيتها وتصنيف النفقات فيها بشكل‬
‫متميز على التصنيف التقليدي‪ ،‬وكان من بين األسباب التي أدت إلى‬
‫هذا االتجاه في أمريكا‪:‬‬
‫‪ -‬إدخالًاألساليبًاإلداريةًالحديثة‪.‬‬
‫ استخدامًاألجهزةًالمتطورةًفيًمجالًاإلدارةًوماًتالهًمنًتبنيًنظمً‬‫وأجهزةًالرقابةًالماليةًالمركزية‪.‬‬
‫ األخذ بالنظم المحاسبية التي تحقق فعالية الرقابة الداخلية‪،‬‬‫والتكامل بين النظام المحاسبي ونظام الموازنة‪.‬‬
‫الا من التركيز‬
‫ التركيز على التكلفة الكلية إلنجاز األعمال بد ً‬‫على وسائل اإلنجاز ذاتها حيث تحول االهتمام من التركيز على‬
‫بنود اإلنفاق إلى التركيز على إدارة البرامج‪ ،‬والمشاريع‪،‬‬
‫واألعمال الواردة فيها على أسس علمية واقتصادية من حيث‬
‫قياس األعمال التي تم تنفيذها‪ ،‬وتحديد تكلفتها‪ ،‬ومدى الكفاءة‬
‫في إنجازها‪.‬‬
‫• لقد أوصت لجنة "هوفر )‪" (Hoover‬المشكلة لدراسة النظام‬
‫المالي واالقتصادي في الواليات المتحدة األمريكية بضرورة‬
‫إصالح نظام الموازنة‪ ،‬وطرائق تبويب الموازنة بحيث‬
‫تتالءم مع االتجاهات اإلدارية الحديثة‪ ،‬وطالبت هذه اللجنة‬
‫بتعديل نظام تبويب النفقات بحيث يتم على أساس بيان تكلفة‬
‫الوظيفة‪ ،‬والنشاط‪ ،‬والمشروع‪ ،‬وسمت اللجنة النظام الذي‬
‫اقترحته "موازنة األداء )‪" (Performance Budget‬وظهر‬
‫اصطالح آخر في تقرير لجنة هوفر الثانية وهو (موازنة‬
‫البرامج )‪ Program Budget‬وقد استخدم كتاب المالية‬
‫هذين االصطالحين بشكل مترادف أحيانًا ا وبشكل مختلف‬
‫أحيانًا ا أخرى‪.‬‬
‫• ويميز دليل هيئة األمم المتحدة بين موازنة البرامج‬
‫وموازنة األداء حيث يحدد‪ :‬أن موازنة البرامج "تهتم‬
‫بتبويب موازنات الوحدات اإلدارية المختلفة إلى وظائف‬
‫ومهام‪ ،‬ثم برامج رئيسة ثم برامج فرعية‪ ،‬يتم الربط بينها‬
‫وبين البيانات المالية"‪ ،‬أما موازنة األداء "فتقوم بتزويد‬
‫اإلدارة بوسائل القياس الدقيقة مثل‪ :‬تكلفة الوحدة‪ ،‬وقياس‬
‫العمل‪ ،‬ومعدالت األداء‪".‬‬
‫الفرق بين موازنة البرامج وموازنة األداء‬
‫• يجب التمييز بين ميزانيات البرامج وميزانيات األداء حيث أن‬
‫األولى تتعلق بمستويات األداء العليا في التنظيم اإلداري التي‬
‫تقوم بتنفيذ البرامج بينما الثانية تتعلق بالمستويات الدنيا من هذا‬
‫التنظيم‪ ،‬فميزانية األداء تتعلق بأصغر الوحدات الحكومية التي‬
‫تقوم بمجموعة من األنشطة يتكون منها تنفيذ برنامج معين أي‬
‫أن موازنة البرامج هي مجمع لألنشطة التي تمثلها ميزانيات‬
‫األداء‪ ،‬ونستنتج من ذلك أن ميزانيات البرامج تفيد في عملية‬
‫المتابعة واتخاذ القرارات على مستوى الوزارات والمستويات‬
‫األعلى‪ ،‬بينما ميزانية األداء تخدم أغراض المتابعة واتخاذ‬
‫القرارات بالنسبة للمستويات األدنى‪.‬‬
‫المالمح األساسية لموازنة البرامج واألداء‬
‫• تقوم موازنة البرامج واألداء على االعتبارات الثالث التالية‪:‬‬
‫‪1.‬وضع برامج وأنشطة لها معناها بالنسبة لكل وظيفة من‬
‫الوظائف أو مهمة من المهام التي تقوم بها الوحدة (سوا اًء‬
‫أكانت وحدة اقتصادية أو إدارية) بغرض اإلفصاح بدقة عن‬
‫أهداف العمل في مختلف هذه الوحدات‪.‬‬
‫‪2.‬تعديل النظام المحاسبي واإلدارة المالية لمسايرة التبويب‬
‫المشار إليه‪.‬‬
‫‪3.‬مقاييس للعمل ومعدالت للبرامج تفيد في تقييم األداء وذلك‬
‫بالنسبة لكل برنامج وتقسيماته‪.‬‬
‫وعلى ذلك يمكن تعريف موازنة األداء على أنها‪:‬‬
‫• "الوسيلة التي تبين األغراض واألهداف التي تطلب األموال‬
‫من أجلها وتكلفة البرامج المقترحة لتحقيق هذه األهداف‪،‬‬
‫والبيانات واألرقام لقياس األعمال التي تم إنجازها في كل‬
‫برنامج على حدة‪".‬‬
‫• إن الهدف من القيام بعمل معين وتكلفة القيام به هما اعتباران‬
‫توأمان ال ينفصالن وال غنى عنهما لتحقيق أقصى فاعلية‬
‫للتنظيم اإلداري‪ :‬من أجل ذلك جاءت موازنة األداء لتحقق على‬
‫األقل األهداف التالية‪:‬‬
‫‪1.‬تحسين مراجعة الموازنة وعملية اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪2.‬خلق إدارة داخلية أكثر فعالية‪.‬‬
‫‪3.‬قياس مدى التقدم نحو األهداف طويلة األجل‪.‬‬
‫‪4.‬التقريب بين عمليات الموازنة والتخطيط وخاصة خطط‬
‫التنمية‪.‬‬
‫‪5.‬تسهل عملية نشر التقارير وجعل عمليات الحكومة مفهومة‬
‫بشكل أوضح بالنسبة للجمهور والمجلس التشريعي‪.‬‬
‫• مراحل إعداد موازنة األداء‪:‬‬
‫• إن إعداد هذا النوع من الموازنات يتطلب القيام بمجموعة من‬
‫اإلجراءات التنظيمية والفنية منها‪:‬‬
‫‪1.‬تقسيم األعمال الحكومية إلى مجموعة من البرامج وتقسيم‬
‫البرامج إلى مجموعة من األنشطة وتحديد األهداف الرئيسية‬
‫لكل برنامج واألهداف الفرعية لكل هدف‪ ،‬بدون تعارض بين‬
‫هذه األهداف‪ ،‬ويتطلب هذا تعاون وزارة المالية مع اإلدارات‬
‫الحكومية لتحديد األهداف وتحديد البرامج واألنشطة في ضوء‬
‫هذه األهداف‪.‬‬
‫‪2.‬إعادة النظر في الهيكل التنظيمي لإلدارة الحكومية بشكل‬
‫يتناسب مع حسن األداء في تنفيذ هذه البرامج واألنشطة‪.‬‬
‫‪3.‬إعداد معايير األداء الالزمة‪ ،‬ومن هنا يجب وضع المقاييس‬
‫العلمية المبنية على أساس من الدراسات الرياضية موضع‬
‫التجربة وإعطائها الفرصة إلثبات فعاليتها في قياس األداء وفي‬
‫متابعة التنفيذ‪.‬‬
‫‪4.‬تعديل النظام المحاسبي الحكومي المتبع بما يتفق مع تحقيق‬
‫األغراض المرجوة من ميزانيات البرامج وميزانيات األداء‪،‬‬
‫حيث يتم إجراء تقسيم محاسبي يتفق مع وحدات األداء المتفق‬
‫عليها‪ ،‬وهذا يحتاج إلى مجموعة من التقارير الداخلية ليمكن‬
‫قياس مدى ما تم تنفيذه من البرامج مقارنًا ا بالخطط الموضوعة‪.‬‬
‫نظام الموازنة والتخطيط والبرمجة‬‫‪Planning Programming Budgeting System‬‬
‫)‪(PPBS‬‬
‫• يمثل هذا النظام في إعداد الموازنات االتجاه الثالث من مراحل‬
‫تطور الموازنة‪ :‬وهو التركيز على التخطيط حيث أن االهتمام‬
‫في هذه المرحلة تحول إلى الجهات اإلدارية العليا ومساعدتها‬
‫في أدائها لوظيفة التخطيط واتخاذ القرارات المتعلقة بها بحيث‬
‫أصبح االهتمام ينصب على الربط بين الخطط االقتصادية‬
‫واالجتماعية في الدولة والسياسات المالية للحكومة عن طريق‬
‫برامج ونشاطات تهدف إلى تحقيق األهداف المالية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وبالتالي فهو نظام يميل إلى المركزية في اتخاذ‬
‫القرارات‪.‬‬
‫• ويهدف هذا النظام إلى تسهيل مهمة متخذي القرارات في‬
‫المراكز العليا عن طريق تحديد مدى الفائدة من البدائل‬
‫المختلفة للوصول إلى األهداف المطلوبة في ظل‬
‫اإلمكانات المتاحة‪ ،‬وطبق هذا النظام في البداية لدى‬
‫وزارة الدفاع األمريكية عام ‪ ،1961‬ويركز على تحقيق‬
‫أهداف محددة بشكل كمي عن طريق التركيز على‬
‫الوسائل واألساليب الالزمة لتحقيق هذه األهداف مقارنة‬
‫بالنتائج والتكلفة‪.‬‬
‫• ويقوم نظام التخطيط والبرمجة والموازنة على الجوانب األساسية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪1‬التخطيط‪ :‬ويركز على عملية تحديد األهداف‪.‬‬‫‪2‬البرمجة‪ :‬وتتناول عملية تحديد األساليب العملية المختلفة لتحقيق‬‫أي هدف واختيار أفضل هذه األساليب وأكثرها كفاءة‪.‬‬
‫‪3‬الموازنة‪ :‬وتتضمن الترجمة العملية لقرارات اختيار األهداف‬‫والبرامج على شكل برنامج إنفاقي قابل للتنفيذ بحيث يكون إنفاق‬
‫األموال العامة منسجمًا ا مع تحقيق األهداف التي تسعى لها الدولة‪.‬‬
‫‪4-‬نظام موازنة األساس الصفري‪Zero Base Budget‬‬
‫• إن إعداد الموازنة وفقًا ا لهذا النمط (القاعدة الصفرية) هو‬
‫أسلوب يعد بموجبه مشروع الموازنة العامة في صيغته‬
‫النهائية على أساس دراسة جميع البرامج والمشاريع‬
‫والنشاطات الواردة في مشروع الموازنة وتقييمها سواء‬
‫كانت جديدة أو سابقة‪ ،‬ويتطلب ذلك تحلي كامل القرارات‬
‫لكل وحدة تنظيمية على أن تحتوي هذه القرارات على‬
‫معلومات وبيانات كافية تمكن جهاز الموازنة العامة من‬
‫تقييم مدى كفاءة المشاريع والنشاطات‪ ،‬ومقارنتها مع‬
‫المشاريع والنشاطات البديلة المقترحة‪.‬‬