شروط التعلم : أولا النضج
Download
Report
Transcript شروط التعلم : أولا النضج
الفصل الثانى
شروو اوتووو
يمكننا أن نستدل على حدوث التعلم من سلوك الكائن الحى فى الموقف
التعليمى ،وذلك بقياس الفرق بين أدائه كما يالحظ قبل وبعد وجوده فى ذلك
الموقف التعليمي .ويعني ذلك ضرورة وجود تغير في األداء حتى يمكن الحكم
على حدوث التعلم.
التعلم عملية أساسية تحدث في حياة الكائن الحي باستمرار ،نتيجة
احتكاكه بالبيئة الخارجية واكتسابه أساليب سلوكية جديدة تساعده على زيادة
التكيف مع البيئة التى يعيش فيها ،وان هذه العملية تصحب الكائن الحى منذ
بدء حياته ،فمنذ والدته وهو يكتسب كل يوم أساليب جديدة ويعدل من أساليب
سلوكه القديمة.
فالطفل الصغير حديث الوالدة يبكى عندما يجوع ،فتسرع أمه
إليه لترضعه أو لتناوله وجبته الغذائية ،ومن ثم يبدأ يتعلم البكاء
لكي تحضر أمه له ،ثم يتعلم بعد ذلك كيف يمد يديه في اتجاه
الطعام ،أو فى اتجاه األشياء التى يريد أن يحصل عليها .ثم يحبو
للغرض نفسه ،ثم يبدأ في تعلم المشى والكالم ،ويكبر وتزداد
اتصاالته ،فيبدأ في تعلم أساليب السلوك االجتماعي ،كيف يقابل
الناس ،وكيف يتصرف عند زيارتهم ،وكيف يتعامل معهم ،وغير
ذلك من نواحي النشاط اإلنسانى التى تزداد بمرور األيام وتتعقد.
ويدخل الطفل بعد ذلك المدرسة ويجد أمامه برامج معدة مسبقا وعليه أن
يدرسها وأن يتعلمها ،ومناهج تتضمن العديد من المهارات والمعارف
والمعلومات التى يجب أن يمارسها وينجح في أدائها .وحتى بعد دخوله
المدرسة ،لن يقف تعلمه عند حدود ما يأخذه بداخله ،بل سيظل الطفل ثم
الشاب بعد ذلك والراشد يتعلم داخل المدرسة وخارجها ،وسيظل يتلقى كل يوم
جديدا يضاف إلى ذخيرة ما تعلمه.
وبناء على ذلك فانه يتضح لنا أن التعلم عملية تمتد بامتداد الحياة ،فهى
تبدأ معها وتستمر إلى آخر لحظة فيها .ليس هذا فقط ،بل وتضيف إلى حياة
الطفل كل يوم شيئا جديدا يساعده على تحسين ظروفه وعلى حسن التوافق
مع الظروف المادية واالجتماعية التي يعيش فيها.
شروط التعلم
النضج
الممارسة
الدافعية
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط الالزمة لها
ال يمكن التعرف على عملية التعلم من خالل النظرة الشاملة السابقة،
فمثال :
الطفل فى تعلمه السباحة ،لن يبدأ في تعلم هذه المهارة نتيجة خاطر
خطر له أو من تلقاء نفسه ،وإنما البد من شىء يدفعه إلى تعلمها.
فيبدأ فى السؤال عن كيف يتعلم السباحة وحده ولكنه يجد األمر
صعبا ،وأنه البد من شخص يوجهه نحو الحركات التي يجب أن يمارسها.
وسيجد من الضروري أن يمارس هذه الحركات بنفسه عددا كبيرا من
المرات.
وسيكون تعلمه في أول األمر متعثرا.
ثم بزيادة التدريب تزداد سيطرته وتمكنه من هذه المهارة ،وفي النهاية
سيتعلم السباحة.
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط الالزمة لها
مثال آخر للتعلم :
لنفرض أن المعلم قام بكتابة موضوع معين على الكمبيوتر أمام
مجموعة من التالميذ ،فقد يثير هذا الموضوع عند احدهم الرغبة في تعلم
الكتابة على الكمبيوتر ،فيبدأ في تتبع ما يفعله المعلم ،ثم يأخذ في سؤاله
عن كيفية الكتابة على الكمبيوتر وقد يقوم بكتابة بعض الحروف ،ولكنه من
الواضح أن هذا التلميذ لن يتعلم الكتابة على الكمبيوتر من أول مرة بمجرد
السؤال والحصول على اإلجابة أو بمجرد كتابة بعض الحروف ،بل أن األمر
سيتطلب منه أكثر من ذلك ،قد يتطلب منه مثال أن يذهب إلى المعلم أكثر من
مرة ويقوم بتدريبه على كيفية الكتابة على الكمبيوتر وتوجيهه وإرشاده أو
قد يحتاج األمر منه أن يقوم بقراءة بعض الكتب عن كيفية تعلم الكتابة على
الكمبيوتر أو غير ذلك من أوجه النشاط التي تساعده على تعلم الكتابة على
الكمبيوتر ،وفي النهاية يتعلم هذا التلميذ الكتابة على الكمبيوتر.
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط الالزمة لها
مثال ثالث للتعلم:
هب أن تلميذا يريد أن يتعلم حل نوع جديد من التمارين الرياضية.
ــ فالمعلم سيقدم إليه األفكار األساسية حول هذا الموضوع.
ــ ثم يعطي هذا التلميذ مع بقية تالميذ الفصل بعض التمارين ليفكروا فيها.
ــ وطبعا سيكون األمر صعبا وتتحدى هذه التمارين قدرته فيحاول أن يستفيد
مما قاله المعلم في حلها ولكنه سيجد نفسه باإلضافة إلى ما قاله المعلم انه
في حاجة الن يبذل جهدا خاصا ،فيحاول مرة ومرات ،وفي النهاية يصل إلى
حل بعض التمارين أو إلى حلها كلها.
وسيكون فى هذه الحالة قد تعلم هذا النوع الجديد من التمارين الرياضية.
من خالل األمثلة الثالثة السابقة نالحظ أن المتعلم ال يمكنه أن يقوم
بالنوع المعين من النشاط الذي يؤدى إلى الهدف النهائى ويحقق التعلم
المطلوب ،إال إذا كان قد وصل إلى مستوى النمو أو مرحلة النضج الالزمة
التي تمكنه من القيام بهذا النشاط ،سواء أكان هذا النضج عضل ًيا أو
نضجا عقل ًيا أو اجتماع ًيا .....الخ حسب نوع النشاط
فسيولوج ًيا ،أو كان
ً
الذي يتطلبه الموقف المعين .وإال أدى هذا الموقف إلى إحباط المتعلم.
فمثال الطفل في المثال األول لن يستطيع تعلم السباحة إال إذا
كانت عضالته قد وصلت إلى مستوى معين من النضج يسمح
لها بأداء الحركات المناسبة لتعلم هذه المهارة ،فمهما كان
الطفل مدفوعا نحو تعلم السباحة ،ومهما بذل من محاوالت
لتعلمها ،فانه سيفشل طالما انه لم يكن قد وصل إلى مستوى
النضج المطلوب.
ومن الواضح أيضا في المثال الثاني أن طفل الخامسة أو
السادسة لن يتمكن من الكتابة على الكمبيوتر وذلك ألن عضالته
وخاصة عضالت اليدين واألصابع ال تكون قد نمت بالشكل المطلوب،
وال يكون نموه العقلى بالمثل قد وصل إلى الدرجة التي يفهم فيها
عالقة الضغط على حرف معين أو غير ذلك من العالقات التى تتطلبها
طبيعة هذا الموقف.
وكذلك فى المثال الثالث ،يعتمد حل التمرينات الرياضية على
مستويات مختلفة من النضج العقلى ،فبعضها يعتمد على التفكير
الحسي وعلى إدراك العالقات الواضحة البسيطة ،وهذه يستطيعها
طفل المدرسة االبتدائية وبعضها ال يستطيع الطفل حلها إال في
أواخر مرحلة الطفولة وبداية المراهقة ،وهو النوع من التمرينات
التي تعتمد على التجريد وإدراك العالقات الرمزية.
وتتضمن مواقف التعلم بصفة عامة عددا من العقبات البد من أن يتغلب عليها
المتعلم ،أو يتصرف بالنسبة لها تصرفا معينا يحقق تعلمه.
ويظهر ذلك واضحا في األمثلة التي ذكرناها فالسباحة بالنسبة للشخص الذي
لم يتعلمه شيء صعب ،وتبدو له فى أول األمر شيئا بعيد المنال.
وكذلك الكتابة على اآللة الكاتبة أو حل التمرينات الرياضية الجديدة ،أو
غيرها فكل هذه المواقف تتضمن عددا من الصعوبات.
ولن يتمكن الفرد من التخلص من هذه العقبات والوصول إلى غرضه إال إذا
بذل مجهودا حقيقيا وقام بنشاط خاص يحقق الغرض المطلوب ،وتخلص أثناءه
من العقبات والصعوبات التي تحول بينه وبين الوصول إلى هذا الغرض.
فالتعلم بهذا الشكل عملية تقوم على الممارسة ،وذلك ألن الفرد ال
يتعلم إال ما يمارسه بنفسه ،والخبرة التي يقوم بها المتعلم نفسه هي التي
تؤدى إلى نتائج تصبح جز ًءا من ذاته وتعدل من سلوكه.
في المثال األول ال يمكن أن يتعلم الطفل السباحة نتيجة أن يصف له
فرد أخر الحركات المطلوب تعلمها ،أو نتيجة أن يقرأ هذا الوصف في كتاب ،
وإنما البد من أن يبذل نشاطا حقيقيا في تعلمه لكل الحركات المطلوبة ،وأن
وأخيرا
يمارس هذه الحركات مرة ومرات كثيرة يتحسن سلوكه أثناءه،
ً
يسيطر عليها ويسبح بنفسه وحينئذ فقط نقول أنه تعلم السباحة.
ضا تعلم الكتابة على الكمبيوتر ال يتم مرة واحدة ،وال يتم نتيجة
وأي ً
مجرد سماع الشرح وحده من المعلم ،وإنما البد من أن ينشط المتعلم في
سبيل تعلمه نشاطا حقيقيا وأن يقوم بكل األعمال المطلوبة منه ،فيقوم بنفسه
ويمارس الكتابة على الكمبيوتر تحت إشراف المعلم ويمارس ذلك عدة
مرات ،وبطبيعة الحال سيكون متعثرا في أول األمر ولكن البد من أن يستمر
ذلك الفرد في ممارسته وفي تدريباته وفي السعي وراء كل ما يفيد تعلمه،
وكلما زادت مرات التدريب ،وزاد نشاطه الهادف للتمكن من كل النواحي
المتصلة بموضوع تعلمه ،وزاد هذا التعلم ،وعند الوصول إلى كتابة عدد
معين من الكلمات في الدقيقة مثال نقول أنه قد تعلم الكتابة على الكمبيوتر.
وبالمثل نجد أن تعلم حل التمارين الرياضية لن يتحقق إذا أملى
المعلم على التالميذ الخطوات التي يتبعونها في الحل ،إذ سيقتصر التعلم
الحادث في هذه الحالة على حفظ التالميذ للخطوات التي شرحها المعلم
وذلك إذا تيسر لهم حفظها ،أما التعلم الحقيقي فيأتي نتيجة تفكير التالميذ
بأنفسهم في كيفية حل المسائل الرياضية ،ونتيجة المحاوالت التي يبذلها كل
منهم في سبيل الوصول إلى حلها أي أن يمارسوا الموقف التعليمي
بأنفسهم وهكذا يتضح لنا أن الممارسة تمثل شرطا ثانيا أساسيا ً من شروط
التعلم.
وهناك شرط ثالث هام يجب أن يتوافر حتى تتحقق عملية التعلم
بنجاح ،فالفرد ال يبدأ من نفسه تعلم الموقف التعليمي المعين ،وإنما البد
من وجود دافع يدفعه للقيام باإلعمال وأوجه النشاط التي يتطلبها تعلمه
وحتى يحقق الغرض الذي يبغي الوصول إليه من هذا التعلم.
ويأخذ الدافع أشكاال متعددة يتضح بعضها من األمثلة التي ذكرناها،
ففي المثال األول كان الدافع هو أن يمتع الطفل نفسه بالسباحة في الماء
وأن يسبح كما يسبح اآلخرون ،وهذا ما دفعه لتعلم هذه المهارة ،وفي
المثال الثاني نجد أن رؤية التلميذ للمعلم وهو يكتب على الكمبيوتر
ورغبته في أن يجرب الكتابة مثله هي التي دفعته إلى القيام بأوجه النشاط
المختلفة التي أدت به في النهاية إلى الكتابة على الكمبيوتر .أو قد يكون
الدافع هو وجود مشكلة تتحدى قدرات الفرد ويسعى للتغلب عليها كما في
المثال الثالث.
ومن ثم فان الموقف التعليمي بما فيه المتعلم والمعلم يخضع لعديد
من الشروط والعوامل التي تؤثر على عملية التعلم حيث أن عملية التعلم
نفسها تخضع لمجموعة من الشروط والعوامل ،بعضها يتعلق بالنواحي
الداخلية للمتعلم ،وبعضها اآلخر يرتبط بالعوامل الخارجية التي تؤثر على
المتعلم في الموقف التعلمي.
وفي مستوى التعلم اإلنسانى تخضع عملية التعلم لعديد من الشروط
التي تؤثر بشكل فعال على سلوك الفرد فى الموقف التعلمي ،و أهم هذه
الشروط التي تؤثر فى التعلم اإلنسانى وغير اإلنسانى أيضا ومن خالل
األمثلة الثالثة السابقة والتى ال يمكن أن تتم عملية التعلم بدونها هى :
النضــــج :فالبد أن يصل المتعلم إلى مرحلة النضج الالزمة للقيام بأوجه
النشاط التى يتطلبها تعلم الموضوع المعين .
الممارسة :البد أن يمارس المتعلم نشاطا خاصا حتى يحقق هذا الغرض .
الدافعيــة :البد من وجود دافع عند المتعلم يدفعه نحو موضوع التعلم
ويهدف إلى التمكن من هذا الموضوع أو الوصول إلى حل بالنسبة له.
أوال :النضج Maturation
التعلم ليس هو العملية الوحيدة التى يتغير السلوك بواسطتها ،إذ أن
هناك عملية أخرى هامة تحدث تغيرات فى السلوك وهى النضج ،وهى
عملية نمائية تحدث تغيرات فى السلوك نتيجة للنمو الجسمى.
النضج شرط ضروري لعملية التعلم ،ويقصد بالنضج :التغيرات الداخلية
في الكائن الحى التى ترجع إلى تكوينه الفسيولوجى والعضوى ،وبخاصة
الجهاز العصبى.
فالتغيرات التى ترجع إلى النضج هي تغيرات سابقة على الخبرة والتعلم،
هى نتيجة التكوين الداخلى فى الفرد ،وال تلعب العوامل البيئية ،أى الخارجية،
دور العوامل البيئية على تدعيمها وتوجيهها.
فالنضج عملية نمو متتابع يتناول جميع نواحى الكائن الحى ،وتبدو
مظاهره فى جميع الكائنات الحية ،فمثال نالحظ ذلك فى نمو الطفل فى
الوزن وفى الطول حتى يصل تكوينه الجسمانى إلى مستوى معين يمكنه
من القيام بوظائف جسمية معينة.
والواقع أن المسئول األول عن النضج هو الجهاز العصبى للكائن
الحى ،الذي يبدو أثره في سلوك الفرد وقدرته على تمييز األشياء
وإدراكها والتصرف بالنسبة لها خالل مراحل نموه المتتالية ،وهناك
مستويات معينة من النمو إذا وصلها الكائن الحى اعتبر ناضجا.
الطفل الذى ال يستطيع المشى بعد سنتين يعتبر غير ناضج من هذه الناحية
الجسمية ،وكذلك طفل العاشرة الذى يرفض الجلوس مع الزائرين ويخشاهم يعتبر
تصرفه سلوكا اجتماعيا غير ناضج ،والمراهق الذى يرفض صحبة الشباب من مثل
سنه ويفضل االلتصاق باألهل واالعتماد عليهم فى تصريف شؤون حياته يعتبر أيضا
غير ناضج من هذه الناحية.
يقصد بالنضج :درجة نموو معينوة فوى بعوض األجهوزة الداخليوة
فى الكائن الحى ،هذه األجهزة تعتبر مسئولة عن نمط اسوتجابى
معووين ،يحقووق وظيفووة معينووة لوودى الكووائن الحووى ال يسووتطيع أداء
هذه الوظيفة إال إذا وصول الجهواز الخواص بهوا إلوى مسوتوى مون
النمو ...هذا المستوى هو الذى يطلق عليه النضج.
النضج
البيولوجى
النضج
العقلى
النضج
االنفعاىل
النضج
االجتماعى
النضج البيولوجى
يقصد بالنضج البيولوجى :أن يصل عضو ما أو نسيج ما أو غدة ما إلى
درجة من النمو تؤهلها ألداء الوظيفة المطلوبة
منها أو المهمة المراد أن تؤدى.
فمثال ال يستطيع الطفل المشى إال بعد أن تنمو عضالته وتقوى رجاله على
حمل جسمه ،ومن ثم فان النضج العضوى الجسمى شرط أساسى لعملية
التعلم.
القشرة المخية هى الجزء المحيط بالمخ ويوجد تحتها ما يسمى باألنوية
تحت القشرية وهذه القشرة المخية مسئولة عن جميع العمليات اإلرادية فى
جسم اإلنسان وعند ميالد الطفل ال تكون هذه القشرة جاهزة التكوين وتبدأ
فى التكوين وأداء وظيفتها تدريجيا مع النمو حيث يختص كل جزء منها
بمهمة محددة.
حيث يوجد بالقشرة المخية أماكن محددة مسئولة عن التحكم فى السلوكيات
المختلفة للفرد حيث توجد منطقة مسئولة عن سلوك المشى ،ومنطقة
أخرى مسئولة عن التحكم فى سلوك الكالم .....إلخ
وعلميا :معروف أماكن هذه المناطق والسن المناسب لنمو كل جزء فيها
حتى يؤدى المهام الموكلة إليه.
وبالتالى :فإن محاولة تعلم مهمة ما قبل نضج الجزء المسئول عنها يعتبر
إضاعة للوقت ويسبب للمتعلم الكثير من المعاناة والفشل
كذلك فإن تأخير مهمة ما بعد نضج الجزء المسئول عنها يعتبر إهدارا
وتعطيال فى اكتساب مهام ومهارات تالية فى سلم التعلم.
النضج العقلى
هو أن يصل عقل الفرد إلى المستوى الذى يمكنه من أداء المهام
المطلوبة .
ويقصد بالنضج العقلى :درجة النمو العامة فى الوظائف العقلية
المختلفة المتعلقة بما يتعلمه الطفل.
حيث إن هناك عالقة قوية بين العمر الزمنى والقدرة على التعلم إذا
كان النمو العقلى سائرا فى طريقه الطبيعى.
أى أن عملية التعلم مرتبطة بنمو الطفل العقلى.
ال يستطيع الطفل كتابة مقال أو حل مسألة حسابية إال بعد مرحلة من
النمو العقلى تؤهله إلى الوصول إلى مثل تلك العمليات العقلية.
النضج االنفعاىل
يقصد بالنضج االنفعالى :أن تصل انفعاالت الفرد
(كالخوف والغضب والمحبة والكراهية والغيرة ....إلخ) إلى
المستوى المناسب لعمر الفرد وتعليمه وثقافته فى بيئة معينة
وثقافة خاصة
فالطفل فى عمر الثانية عندما يغضب ويصرخ إذا ما سحب
أخاه لعبته منه ال يعتبر غير ناضج انفعاليا فى حين أن طالب
الثانوى إذا سحب منه زميله كراسته أو كتابه فقام بالصراخ أو
البكاء يعتبر غير ناضج.
النضج االجتماعى
يقصد بالنضج االجتماعى :أن تصل ممارسات الفرد االجتماعية إلى المستوى
المناسب لعمره وتعليمه وثقافته في بيئة معينة وفى ظل ثقافة مجتمعه.
أى تتوافق هذه الممارسات مع المعايير االجتماعية بالنسبة للفرد ودوره
االجتماعى والتوقعات المنتظرة منه فى ضوء مركزه االجتماعى.
إن التعلم والنضج عمليتان مسئوليتان عن نمو السلوك وترقيته،
ولذلك فمن الصعب على المعلم أن يفرق تفريقا ً دقيقا ً بين ما يعزى من سلوك
الفرد نتيجة التعلم وما يعزى إلى النضج ،فنجد بعض أنماط من السلوك
المعقد تكونت نتيجة لسنوات طويلة من النضج والخبرة مثل المشى والكتابة
والقراءة.
عموما فإن النضج فى صوره المختلفة يعد شرطا أساسيا
لعملية التعلم حتى تتم فى صورتها المنشودة حيث أن
هناك عالقة قوية بين النضج والتعلم فكالهما عبارة عن
نمو وهما مظهران مختلفان للنمو فهما العمليتان
المتكاملتان المسئولتان عن نمو السلوك وترقيته
التفرقة بني النضج والتعلم نظريا
النضج هو عملية طبيعية متتابعة ،تقدمية ،تحدث حتى فى
الحاالت التي تكون فيها أعضاء الجسم فى حالة خمول تام ،كالنوم
مثال.
أما التعلم فهو عبارة عن تغير في األداء (نسبيا) يحدث
نتيجة لنشاط يقوم به الكائن الحى.
أي أن النضج هو عملية نمو داخلى متتابع يتناول جميع
نواحي الكائن الحى ويحدث بطريقة ال شعورية ،بينما التعلم هو
عملية إرادية فى الغالب وهو يعتمد أكثر من النضج على ظروف
البيئة التي تؤثر فى الكائن الحى.
يوجد النضج بمظاهره المختلفة عند جميع أفراد الجنس
البشرى ،كما أنه يظهر في نفس العمر وعلى نحو مماثل
في األطفال العاديين بالرغم من اختالفهم في الظروف التى
ينشأون فيها ويتأثرون بها ،بينما التعلم يؤدى إلى ظهور
استجابات معينة من السلوك المكتسب لدى الفرد تميزه
عن غيره أى تميز المتعلم من غير المتعلم والمجرب من
عديم الخبرة.
يعزى (يرجع) النضج إلى عوامل الوراثة ،بينما يعزى
التعلم إلى البيئة التى يعيش فيها الكائن الحى.
وبالرغم من أن هناك فروقا بين النضج والتعلم ،إال أن العالقة
كثيرا على النضج العضوى الجسمى
بينهما قوية .فالتعلم يعتمد
ً
العضلى والعقلى.
وهذا يفسر لنا أسباب الفشل الذى يتعرض له الكثير من صغار
األطفال الذين يجبرهم والداهم على تعلم أمر من األمور ،يحول
بينهم وبين تعلمه نقص فى القدرة العقلية أو الحركية وغيرها .
ولذلك فان التعلم يعتمد اعتمادا كليا على النمو ،بمعنى أن
التعلم ال يتم دون أن يقابل ذلك تقدم فى عملية النمو ،وهذا ما
يدعونا إلى القول بأن :
التعلم والنمو عامالن متداخالن يؤثر كل منهما في اآلخر.
ذلك الن النمو وما يصحبه من نضج شرط أساسى من شروط
التعلم.
النضج في كافة نواحيه العضوية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية من
أسس وشروط التعلم الهامة ألنه :
يحدد إمكانيات سلوك الكائن الحى ،ويحدد مدى ما يستطيع أن يقوم به من
نشاط تعلمى وما يكتسبه من مهارة وخبرة فى مختلف المجاالت المتعددة
والتي تساعده على حسن التوافق معها.
مع حتياتى
دكتور
نصر حممود صربى
مدرس علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة الزقازيق
[email protected]
[email protected]
Home page: www.nasr.name.eg