الدعم النفسي والاجتماعي لأسر المعاقين
Download
Report
Transcript الدعم النفسي والاجتماعي لأسر المعاقين
مركز األمير سلمان ألبحاث اإلعاقة
قسم التدريب واملحاضرات
=============
الدعم النفس ي واالجتماعي ألسر املعاقين
ورشة عمل مقدمة إلى:
مركز األمير سلمان ألبحاث اإلعاقة
واملنعقدة يوم الثالثاء 2012/3/13م
إع ــداد
الدكتورة /مني توكل السيد
أستاذ الصحة النفسية والتربية الخاصة املساعد
قسم العلوم التربوية -كلية التربية للبنات بالزلفي
جامعة املجمعة
أهداف ورشة العمل
التعريف بمفهوم الدعم النفس ي واالجتماعي وأهميته
التعريف ببعض اساليب الدعم النفس ي واالجتماعي
التعرف على حاجات الطفل املعاق وحاجات أسرته
التعرف على مؤشرات تقبل ورفض االمهات ألبنائهن املعاقين
التعرف على مفهوم التنشئة االسرية وانماط التنشئة الصحيحة
التعريف بمظاهر العنف وصور ايذاء االبناء املعاقين
تقديم استبانة للتعرف على معيقات تقبل االم البنها املعاق
تقديم دليل ارشادي لألمهات يوضح كيفية التعامل مع ابنائهن املعاقين
محتويات ورشة العمل
مقدمة
الدعم النفس ي واالجتماعي ألسرة املعاق
هدف الدعم النفس ي واالجتماعي ألسرة املعاق
أهمية الدعم النفس ي واالجتماعي ألسرة املعاق
بعض أساليب الدعم النفس ي واالجتماعي ألسرة املعاق
احتياجات الطفل املعاق
احتياجات اسرة الطفل املعاق
املشكالت التي تواجه أسرة من لديهم متالزمة داون
أنواع اسر ذوي االعاقة وخصائصها
مفهوم تقبل االمهات ألبنائهن املعاقين
• العوامل التي يتوقف عليها تقبل األمهات ألبنائهن املعاقين
• املؤشرات الدالة على تقبل األسرة البنها املعاق
• املؤشرات الدالة على عدم تقبل األسرة البنها املعاق
مفهوم التنشئة األسرية وأنماطها
سوء معاملة األطفال املعاقين
التوصيات
الدعم النفس ي واالجتماعي ألسر املعاقين
مقدمة
ّ
وتحضر الشعوب بمدى اهتمامها بإنسانية االنسان فيها في شتى
يقاس رقي االمم
صوره التي خلقه هللا عليها معاقا كان او غير معاق ،واالعاقة ظاهرة اجتماعية بجميع
مقاييسها حيث ينبثق االهتمام باملعاق من عدمه من واقع املجتمع الذي يعيش فيه بدءا
باملجتمع الصغير (األسرة) وانتهاء باملجتمع الكبير بجميع مؤسساته وافراده .
ومع والدة طفل جديد باألسرة وتشخيصه كطفل ذو احتياجات خاصة حسية أو
عقلية أو ملرض مزمن ،يبدأ التغير في املفاهيم واملحددات الخاصة بتفهم وضع أفراد األسرة
فاألسرة ليست كيان ساكن ال حراك فيه ،ولكنها وحدة اجتماعية متطورة متنامية آخذة في
النمو والحركة ،كما أن أفراد األسرة احتياجاتهم ومواردهم تتغير ،والبد أن يواكب هذه
التغيرات تغيرا في الخدمات املقدمة مما يعطي األسرة االستمرارية والتكيف املرن مع هذه
االحتياجات املتزايدة (إيمان فؤاد كاشف. )2000،
عندما يكتشف اآلباء أن لديهم طفل معاق يتولد ليهم ردود فعل سلبية تتمثل في
الشعور بالحزن على ذلك الطفل ،أو قد يحملون أنفسهم مسؤولية والدة هذا الطفل،
وعندما تخف الصدمة فأنهم يبدؤون في البحث عن األسباب التي أدت إلى والدة طفلهم
املعاق ،ثم يتساءلون عن ماهية إعاقة طفلهم ،وكيف يمكن أن تؤثر هذا اإلعاقة في األسرة،
وهذا يدفعهم إلى البحث عن معرفة كيفية تقديم أفضل الخدمات ملساعدة طفلهم ،أو
معرفة املصادر املتوفرة لديهم ،والبعض األخر ربما يكون لديهم إحساس بالدهشة وذلك
لشعورهم بان طفلهم يختلف عن األطفال اآلخرين ،وآباء آخرون يتقبلون طفلهم املعاق
بشكل سريع الن احد أفراد األسرة لديه مشكلة ما ويجب مساعدته على حلها ،وبناء على
ذلك فاآلباء يحتاجون إلى دعم في تعلم التحكم بضغوطهم التي من املمكن أن تنجم عن
وجود طفلهم املعاق في األسرة (.)Curtiss,2000
ولكل أم معاق معاناتها ووضعها الخاص وفقا لحالة اإلعاقة لدى ابنها ،حيث يقع على
عاتق األم بصفة خاصة مسئولية كبيرة في رعاية ابنها املعاق واالعتناء بكافة تفاصيل حياته
االجتماعية والنفسية وال سيما التأهيلية .ومن هنا يجب التدخل املبكر لتأهيل أمهات
االبناء املعاقين ودعمهن نفسيا واجتماعيا وماديا وتربويا وإرشادهن أسريا ألفضل املمارسات
الحياتية للتعامل مع وتقبل وجود هذا االبن املعاق.
إن األم هي املعلم األول لولدها ذي الحاجة الخاصة وبدورها الكبير الذي تلعبه معه
قد تجعل منه شخصا فعاال ومنتجا ،وقد يكون مبدعا ،وقد تجعل منه فردا سلبيا معقدا
ضعيف اإلرادة بليد املشاعر ،ويتوقف ذلك على درجة تقبلها له ،واستيعابها وتفهمهما
للمشكلة التي يعاني منها ،والسعي نحو توفير ما يلزمه من احتياجات كي ينمو نموا سليما
سواء في محيط أسرته الصغيرة أو املجتمع (القريوتي.)2008 ،
وغالبا ما تشعر أسر األطفال ذوى االحتياجات الخاصة بالضغوط النفسية بدرجة
أكبر من أسر األطفال العاديين ،ألنها تفتقد املساندة من املجتمع ،والجهات املختصة ،إن ما
يقدم ألسر األطفال املعاقين من خدمات ودعم لتلبية احتياجاتهم وخفض ما يعانونه من
ضغوط نفسية ،يعد في املقام األول تلبية الحتياجات طفلهم املعاق ،حيث أن وراء كل طفل
معوق أسرة ذات حاجات خاصة كالحاجة إلى املعلومات ،والدعم االجتماعي والعاطفي
000وغير ذلك من إشكال الدعم التي من شأنها خفض ما تعانيه أسرة املعاق من ضغوط
نفسية ناجمة عن اإلعاقة ،وتزيد من فاعليتها في التغلب على الضغوط وتدريب أطفالها
وتقبل اإلعاقة (على عبد رب النبي حنفي.)2007 ،
الدعم النفس ي واالجتماعي لألسرة
إن التوجه للعناية واالهتمام باألفراد ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم عملية ضرورية
لتكامل املجتمع وتضامنه وتآزره ،واألسرة لها مكانة خاصة في املجتمعات اإلنسانية بسبب قدمها
وثباتها واآلثار التي تتركها ،حيث تقوم األسرة بواجبات متعددة تخدم مصالح أفرادها ،ويشكل
الطفل جانبا هاما في بناء األسرة وتكوينها ،وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد عددا ال باس به من
األطفال من ذوي الحاجات الخاصة ال يزالون في بيوتهم دون أن تقدم لهم أية خدمات نفسية ،أو
تربوية ،أو إرشادية ،أو تأهيلية مناسبة ،ونرى أن األسرة وحدها تتحمل مسؤولية رعايتهم والعناية
بهم ،لذا البد من مساعدة اسر هؤالء األطفال على املواجهة بطرق فعالة ،كل ذلك لتسهيل عملية
التكيف والتماسك األسري بين أفراد األسرة ،وتطوير املظاهر النمائية ألطفالهم وتلبية حجاتهم
الخاصة (يحيى)2003،
ولم يعد دعم األسرة او تثقيفها يقتصر على القاء املحاضرات حول نمو الطفل املعاق
ومشكالته وحاجاته ،بل تطورت ايضا مفاهيم وطرائق تعليم اولياء امور املعاقين وتثقيفهم في
السنوات املاضية حيث اصبح تدريب اولياء االمور يشمل تشكيل مجموعات الدعم املنزلي،
ومشاركة الوالدين في الفريق متعدد التخصصات ،والتدخل املبكر املتمركز حول األسرة ،وما كان
لذلك ان يتحقق دون توفر ادلة علمية قوية تبين الدور الحاسم الذي يلعبه تمكين األسرة في تطور
األطفال وضرورة االهتمام بحاجات األسر وليس حاجات األطفال فقط واهمية ان تكون العالقة
بين املختصين واالسر عالقات تعاونية.
في كثير من االحيان يلجأ األهل إلى املختصين لطلب املساعدة عندما يكونون تحت
وطأة الضغوط ،وعدم القدرة على التعايش مع الصعوبات التي تنطوي عليها تنشئة اطفالهم
املعاقين .كما نجد ان بعض األسر تميل إلى العزلة واالنسحاب ،والهروب من الواقع
والعيش على هامش الحياة والخوف من نظرات اآلخرين وكالمهم ،كما تصاب بعض األسر
بالقلق والخوف من تكرار الحالة مرة اخرى اذا قررت االم الحمل ،وتصاب بعض األسر
بالتفكك والتصدع ،وتظهر املشاكل االسرية بين االب واالم ،وبينهم وبين االبناء ،وقد
يتعرضان إلى بعض الصعوبات االجتماعية بسبب آراء واتجاهات اآلخرين السلبية ،وبالتالي
يشعران باإلجهاد العام ،لذلك يجب مساعدة الوالدين في التفاعل االجتماعي واخراجهم من
العزلة والتقوقع حول انفسهم ،ومثل هذه الخدمة تتطلب توفير مساندة كاملة من املجتمع
املحلي ومن جميع املصادر.
هدف الدعم النفس ي واالجتماعي
يهدف الدعم النفس ي واالجتماعي إلى إشباع االحتياجات الوجدانية واالجتماعية آلباء
وأفراد األسرة ومساعدتهم على فهم ذواتهم والوعي بمشاعرهم وردود أفعالهم واتجاهاتهم
وقيمهم ومعتقداتهم بخصوص مشكلة الطفل وعالج ما يترتب على ذلك من خبرات فشل
وصراعات وسوء تكيف
أهمية الدعم النفس ي واالجتماعي
إن هذا الدعم النفس ي واالجتماعي ،الذي يتلقاه املعاق يؤثر بصورة جوهرية على
مستوى جودة الحياة لديه .فقد اكد كل من "سميث" ( ،)Smith; 2002وأشرف عبد القادر(
)٢٠٠٥على أنه يمكن تحسين جودة الحياة لدى املعاقين ،من خالل تقديم بعض البرامج،
التي تعمل على زيادة مشاركتهم في أنشطة الحياة اليومية ،وتكسبهم مهارات خاصة ،للحد
من تأثير اإلعاقة.
إضافة إلى انه من أهم متطلبات تمكين ذوي االحتياجات الخاصة هى توفير كافة
أشكال املساندة االجتماعية و الخدمات الصحية ألسر ذوي االحتياجات الخاصة لخفض
مستويات الضغوط النفسية الواقعة علي هذه األسر )(Egan, 1999
كما يترك الدعم النفس ي آثار مهمة على طبيعة العالقة بين األسرة والشخص املعاق
ومن اكثر الجوانب املمكن ان تتأثر بالوضع النفس ي لألهل هي مسالة تقبل الشخص املعاق
من قبل افراد اسرته ،كما ان ظروف الشخص املعاق وخصائصه املختلفة لها آثارها على
الوضع النفس ي لألسرة ،اذ أن عملية التأثر والتأثير عملية متبادلة بين الشخص املعاق
وأسرته
بعض أساليب الدعم النفس ي واالجتماعي
من أشكال الدعم الذي يساعد األسر على رعاية أطفالهم املعاقين وتقبلهم وتخفيف
معاناتهم ،مع إمكانية إشباع حاجاتهم ورغباتهم ،ما يلي:
أوال :تدريب الوالدين واألسرة:
وفرت الدراسات العلمية أدلة حول فاعلية تدريب أولياء األمور لتنفيذ برامج تربوية
وسلوكية مع أطفالهم ،وبالتالي زيادة احتمال تعميم املهارات التي يكتسبها األطفال.ونظرا
للنتائج اإليجابية فقد دأبت الكوادر التربوية املتخصصة في املجاالت املختلفة التي تعمل
مع ذوي االحتياجات الخاصة على بذل جهود مكثفة لتنمية مهارات األطفال عن طريق
تدريب اولياء امورهم.ومن هنا فقد اصبح االختصاص ي يتعامل مع اولياء االمور على انهم
شركاء وليس اشخاصا بحاجة إلى النصيحة واالرشاد
ويمكن تبرير حاجة األهل إلى التدريب في ما يلي:
.1والدة طفل معاق لألسرة يدخل األهل في عالم جديد غير اعتيادي.
.2برامج التدريب تضع األهل في أفضل صور ملواجهة التحديات التي تنتظرهم.
.3غالبا ما يواجه اآلباء قرارات يصعب التعامل معها أو تحديدها فالتدريب يساعدهم في
اتخاذ القرار املناسب لهم والبنهم .كما يساعد التدريب في اتاحة الفرص ألولياء االمور
للتحدث عن نجاحاتهم واخفاقاتهم في تدريب ولدهم املعاق ،مما يقودهم ذلك إلى
التأمل في اقتراحات مفيدة حول البرامج الفعالة والبرامج غير الفعالة
.4يساعد التدريب أيضا في تعريف األهل بنجاحات اآلخرين الذين يعاني اوالدهم من
نفس الصعوبات او املشكالت ،لذلك ال بد من املشاركة في املجموعات بين الحين
واآلخر.
.5عملية تدريب الوالدين عملية مهمة كون برامج التدريب املوجهة إلى األسر ال تقتصر
على موضوع او مجال واحد محدد ،بل يمكن ان تعقد برامج تدريبية في مجاالت
متعددة وذلك حسب طبيعة االعاقة التي يعاني منها االبن ،ووقت حدوثها ومدى
وضوحها ،ومستويات تأثيرها على املعاق نفسه وعلى افراد اسرته
وقد اظهرت الدراسات ان تدريب األهل يعود بفوائد على كل من الفرد املعاق ،وعلى
األسرة ،واملدرسة ،من هذه الفوائد:
بالنسبة للطفل:
.1يقود تدريب الوالدين إلى اتباع اجراءات سلوكية عامة وأساليب ضبط متشابهة بين
البيت واملدرسة ،وهذا االمر يساعد في توفير لغة وخبرة مشتركة بين العاملين مع
االشخاص املعاقين واولياء االمور ،مما يفسح املجال إلى متابعة الطفل بشكل يساعد
في تطوره وتقدمه.
.2يزيد من فرص النمو والتعلم املتاحة للطفل ،ويحسن من امكانية تعديل سلوكه.
.3يزيد من احتماالت تعميم االستجابات التي يتعلمها الطفل في املدرسة ونقل اثر
التدريب إلى املنزل.
بالنسبة إلى العاملين في املجال:
.1تساعد برامج التدريب املختصين على تفهم حاجات األسرة ومشاكلها ،ووضع اآلليات
والوسائل املناسبة للتصدي لهذه االحتياجات.
.2تسهل عليهم القيام باملهام املوكلة لهم.
بالنسبة إلى اولياء االمور:
.1تفهم حاجات الطفل بشكل افضل.
.2التزود باملعلومات الضرورية حول مصادر الدعم املختلفة
ثانيا :توفير وإعطاء املعلومات (الدعم املعلوماتي)
تحتاج أسر األطفال املعاقين الصغار إلى الحصول على املعلومات الكافية والصحيحة
عن سبب اإلعاقة وطبيعتها ،وما يمكن عمله ملساعدة الطفل املعاق ،فاألسرة غالبا ما تشعر
بارتباك شديد وخوف كبير بسبب عدم قدرة الطفل على القيام باملهارات الحركية أو اللغوية
التي يظهرها األطفال اآلخرون في سنه؛ فقليال ما يجد اآلباء واألمهات أخصائيين يتفهمون
مخاوفهم أو يزودنهم بمعلومات كافية عن وضع أطفالهم أو عن قابليتهم املستقبلية .وحتى في
حالة تشخيص إعاقة الطفل رسميا ،فإن املعلومات التي تقدم لآلباء واألمهات حول
مضامين ومعاني اإلعاقة ،غالبا ما تكون محدودة .فتبادل املعلومات كثيرا ما ي َّ
وجه اآلباء
واألمهات إلى الطرق املناسبة للتعامل مع الحالة ومع املشكالت املرتبطة بها .
وتنصب خدمات هذا املستوى على توفير الحقائق واملعلومات األساسية الالزمة لآلباء
فيما يتعلق بحالة الطفل الراهنة ومستقبله والخدمات املتاحة وتوجيههم إلى كيفية
البحث عن مصادر هذه املعلومات ،ويمكن ان يقدم الدعم هنا على شكل معلومات او
كتيبات او نشرات بالخدمات املتوافرة محليا وعامليا وال بد من تزويدهم باملعلومات املختلفة
بعد دراسة احتياجاتهم بعناية ؛ كما يحتاج األهل إلى معلومات وافية عن عملية تشخيص
وتقييم حالة ابنهم ،وما االدوات املستخدمة في عملية التشخيص .كما يحتاج األهل
ملعلومات حول تطور الطفل ومقدار التحسن في حالته وما يمكن أن يتوقعاه حول مستقبل
الطفل وهذا االمر يعتمد على الحالة نفسها ونوع وشدة االعاقة ،وجنس املعاق.يمكن أن
يقدم ذلك بشكل فردي أو جماعي.
كذلك يحتاج األهل إلى معلومات تساعدهم في تفسير الحالة لآلخرين خصوصا اخوة
املعاق واالقارب والجيران ،ويمكن ان يتم ذلك عن طريق االجتماع واالتصال الجماعي مع
األهل على مدار السنة وليس ملرة واحدة ،او اذا حدث ش يء خاص مع ابنهم ،ويكون االتصال
على شكل لقاءات منظمة ومحددة لألهل مع مربي الصف او املستشار التربوي والنفس ي،
ويجب ان تؤدي هذه القاءات إلى اقامة مجموعات اهل تعمل على معالجة املشاكل التي
تنجم كنتيجة مباشرة اللتحاق املعاق باملدرسة.
ثالثا :مشاركة األسر بالفعاليات واألنشطة املختلفة
هنا يتم إشراك األهل في الفعاليات التي يقوم بها الطالب داخل غرفة الصف ،حتى
تتكون عندهم فكرة عن نوع االعمال التي يعمل بها املعلمون مع ابنائهم داخل الصف
واالساليب املستخدمة لهذه الغاية ،وذلك حتى يستمر األهل القيام بنفس عملهم مع
ابنائهم في البيت ويكون ذلك بمثابة استمرار عمل املعلم واملدرسة .كما ان االهتمام
بالعوامل التي تقوي العالقة بين األهل واملدرسة من االمور املهمة في عمليات الدعم وتفعيل
الدور االيجابي لألسر ،ومن األمثلة على ذلك:
يوم اآلباء. دروس مفتوحة لألهل تهدف إلى التوعية والتثقيف وزيادة الوعي بأهمية برامج املدرسة. اشراك األسر بفعاليات مختلفة باملدرسة مثل املشاركة في االلعاب التي تدمج اهل املعاقمعه ،كي يشعر الطفل انه انسان ويحصل على اهتمام األهل واملدرسين.
ترسيخ مبدأ التعاون والتواصل بين املدرسة واالسرة مشاركة األهل اطفالهم في املخيمات الترفيهية ،واملهرجانات واملعارض الفنية واالنتاجية. اقامة حفل تعريفي يدعى له جميع اولياء االمور والعاملين في مجال تقديم الخدمة مناملعلمين واملختصين
رابعا :الدعم املالي
ويتمثل في مساعدة األهل ماليا ،كون بعض حاالت االعاقة تستنزف موارد األسرة
املالية ،لذلك ينبغي تفهم الحالة وان يكون لدى مقدم الدعم معلومات وافية عن الجهات
التي تقدم الدعم واملساندة املالية لهذه األسر.
فكثيرا ما تحتاج األسرة إلى تعديل وتكييف املنزل من اجل التسهيل على املعاق ،او
اجراء تعديالت او اضافات على وسيلة التنقل ،كما تتطلب بعض الحاالت اجراء عمليات
جراحية باهظة التكاليف ،او تدريب متواصل مثل العالج الطبيعي او النطقي ،وال بد من
ارشاد األهل وتعريفهم بحقوقهم في الحصول على ما يحتاجون من خدمات عن طريق
الجهات املمكن ان تقدم هذه الخدمات.
ومن اجل دعم األسر ماديا ايضا ،يجب ان يقوم فريق الدعم بمساعدة االب او االم
اذا كانت عاملة على االحتفاظ بعملها ،ومحاولة ترتيب ذلك االمر مع رب العمل ،سواء عن
طريق تقليل ساعات العمل مثال او ترتيب ساعات العمل بطريقة تسمح لالم من مغادرة
العمل بوقت مبكر.
خامسا :الدعم االجتماعي والرسمي
ويأخذ الدعم شكلين أساسيين :هما الدعم االجتماعي والدعم الرسمي .أما بالنسبة
للدعم االجتماعي فهو يعني املساعدة التي تحصل عليها األسرة من أعضاء العائلة املمتدة
ومن األصدقاء ،ومن الزمالء في العمل وغيرهم ،ولعل أهم فائدة تترتب على هذا الشكل من
أشكال الدعم هو شعور األسرة أن اآلخرين يحبونها ويدعمونها ويتفهمون مشكالتها
وحاجاتها ،وعلى أي حال ،فلعل األكبر مصدر دعم ألسرة الطفل املعاق يتمثل بمؤازرة
أفرادها لبعضهم البعض ،وخاصة على مستوى األب واألم .فقد بينت دراسات عدة أن ما
تحتاج إليه األمهات ليس املساعدة في رعاية الطفل ،ولكن الدعم العاطفي من اآلباء
وبالنسبة لألصدقاء ،فهم يستطيعون دعم أسرة الطفل املعاق بأشكال ال نهاية لها .ويتبين
من الخبرة أن نوعية الدعم االجتماعي أهم من كميته .فليس كل العالقات مفيدة ،بل إن
البعض منها يكون مصدرا للضغط وليس شكال من أشكال الدعم.
أما الدعم الرسمي أو املنهي فهو يتوفر من خالل املؤسسات والجمعيات الخاصة أو
العامة واألطباء واألخصائيين النفسيين وأخصائي العالج النطقي .وقد يتمثل الدعم
بالتدريب أو بأداة مساندة أو باإلرشاد النفس ي وغير ذلك.
سادسا :الدعم العاطفي
إن حاجة أسرة الطفل املعاق للدعم العاطفي ،حاجة ذات أهمية خاصة فيما يتعلق
بقبول إعاقة الطفل والتعايش مع الصعوبات التي تفرضها إعاقته .وما يجب التأكيد عليه
هو أن إعاقة أحد أفراد األسرة قد ال تقوم إلى مشاعر القلق فحسب ،ولكنها قد تجعل
األسرة أكثر قابلية للتأثر بالصعوبات واإلحباطات الحياتية اليومية ،مقارنة باألسر التي ليس
لديها أفراد معوقون ، ،وقد تدفع االتجاهات السلبية تجاه االعاقة بالبعض إلى تجنب
االختالط مع أسر األفراد املعاقين أو الخوف منها واعتبارها نذير شؤم .وبما أن مشكالت
الطفل املعاق قد تكبر مع تقدمه في العمر ،إذا لم تقدم له خدمات وبرامج فعالة ،فال بد من
أن يعمل األخصائيون جاهدون على دعم األسرة ودعم محاوالتها ملساعدة الفرد املعاق على
االعتماد على الذات إلى أقص ى حد تسمح به قدراته.
سابعا :الدعم القانوني واألخالقي
أيضا من أشكال الدعم الرئيسية التي تحتاج إليها األسر ،الدعم القانوني واألخالقي،
فاملعاقون يحتاجون ليس للخدمات الطبية فقط وإنما للخدمات التربوية والنمائية ،فهم ال
يتطورون بما فيه الكفاية بدون تدخل عالجي وتربوي َّ
فعال .وبناء على ذلك فإن عدم
تزويدهم بالخدمات املناسبة وحرمانهم من فرص التقدم والتطور ليس عمال أخالقيا .وال
شك في أن وضع مبدأ ديمقراطية التعليم موضع التنفيذ ،يعني بالضرورة أن يكفل القانون
توفير فرص التعلم لجميع األطفال ،وإجراء التعديالت الالزمة على نمط الخدمات التربوية
لتحقيق هذا املبدأ.
وفي مرحلة املدرسة ،ال بد من دعم وتنفيذ قانون التعليم اإللزامي والقوانين
واإلعالنات العاملية الصادرة عن وكاالت األمم املتحدة ،املتعلقة بوضع خطط عمل وطنية
لتنفيذ مبادئ التعليم للجميع واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،ويتضمن ذلك زيادة
وتنويع البدائل املتاحة لتعليم األطفال ذوي االحتياجات الخاصة
حاجات الطفل املعاق وحاجات أسرته
أوال :حاجات الطفل املعاق
ال تختلف حاجات األطفال املعاقون كثيرا عن اقرانهم من غير املعاقين في الحاجات
االساسية مثل:
-1الحاجة للتواصل مع اآلخرين
يحتاج األطفال املعاقون إلى التواصل املباشر الواضح الدقيق املفهوم ،فهم
يحتاجون إلى ان يعبر لهم اآلخرين عن مشاعرهم نحوهم بشكل واضح ومباشر ،وعلى
الوالدين او املربين ان يلجؤوا إلى االساليب الواضحة املباشرة في توجيه الطفل وتربيته
وتعريفه بجوانب السلوك غير املقبول اذا صدر منه و ملاذا هذا السلوك غير مقبول وماذا
نفعل لتصحيحه او تجنبه ،ولكن من غير املقبول ابدا ان نتجاوز عن سلوكيات الطفل غير
املقبولة فهذا يؤثر بشكل سلبى على نمو الطفل.
-2الحاجة إلى التقبل
الحاجة للتقبل تعد واحدة من اهم الحاجات االساسية عند البشر ،وال يختلف
املعاقون عن أي انسان اخر في هذا الجانب ،فهم بحاجه إلى ان يتقبلهم االخرون كأشخاص
لهم قيمة بل وقبل كل ذلك البد لهم من ان يشعروا بتقبلهم لذواتهم ،ولذلك نجد ان
املعاقون يندمجون مع بعضهم البعض اكثر من اندماجهم مع االسوياء ،لذا فالبد للوالدين
واملربيين ان يدركوا هذا الجانب في معاملتهم لألطفال املعاقون وتوفير الفرصة لهم ملعرفة
جوانب القصور لديهم ومحاولة تقبل ذواتهم على ما هم عليه ،وتنمية مواهبهم وقدراتهم
لبث الثقة في نفوسهم.
-3الحاجة إلى النمو واالرتقاء
لكل طفل معاق مهما كانت درجة اعاقته القدرة على ان يكبر وينمو ،لذا فالبد آلباء
هؤالء األطفال ان يهيئوا لهم البيئة الخصبة الصالحة للتعلم والتي تزوده بالخبرات العديدة
التي تساعد على تنمية العقل ،ومن الجدير بالذكر ان الطفل املعاق اذا حجبت عنه فرص
التعليم واكتساب الخبرات فان هذا يؤدى به إلى ان تزداد حالته سوءا ويصبح عالة على
أسرته وعبئا ثقيال عليهم ،ولكن قد يشعر اباء هؤالء األطفال بحساسية شديدة وحرج
شديد من ان يصحبوا هؤالء األطفال معهم في االماكن العامة ولكن الطفل البد وان
يتعرض لهذه الخبرات الهامة خارج املنزل حتى يكون اكثر قدرة على التواصل واالندماج مع
-4الحاجة لالندماج داخل األسرة
ال شك ان حياة األسرة كلها تتعرض بشكل ما للتأثير السلبى الواقع عليها من وجود
طفل معاق داخل األسرة ،وقد تتجه بعض األسر إلى عدم التحدث عن طفلهم املعاق
واخفاؤه عن اعين الزائرين وعدم اصطحابه إلى االماكن العامة ،ولكم البد لهؤالء األسر ان
يدركوا ان املعاملة الطيبة والواقعية لهذا الطفل وتسهيل فرص التفاعل له مع باقي اخوته
وتدريبه على السلوك التكيفي وتعديل السلوك الغير مناسب وعدم التفرقة بينه وبين اخوته
وعدم عزله او حبسه او حمايته بشكل زائد وتوفير الفرص له للمشاركة في انشطة يومية مع
جميع افراد األسرة كل هذه االمور تساعد على تحسين التوافق بين الطفل املعاق وافراد
-5الحاجة إلى الرعاية واالهتمام
ان األطفال املعاقين تكون لديهم حاجة ملحة لالهتمام والرعاية فقد نجد في بعض
االحيان اسر تهتم بطفلها املعاق اهتماما كبيرا وتهمل اخوته العاديين نتيجة شعورهم
بالذنب من جهة هذا الطفل ،وعلى النقيض من ذلك فقد نجد اسر تهمل في تربية هذا
الطفل او تقسو عليه وقد ال يدرك االباء خطورة هذا االسلوب في التعامل مع الطفل فهم
يظنون ان هذا الطفل ال يشعر بسوء معاملة اسرته له فهو مثل أي طفل اخر يحزن ويفرح
،لذا قال بد للوالدين من اتباع الطريقة الوسطية الحازمة التي تعتمد على مبدا التوازن بين
تقديم الثواب والعقاب
ثانيا :حاجات أسرة الطفل املعاق
يشير املصطلح إلى تلك املطالب األساسية الالزمة ملساعدة األسر على مواجهة
متطلبات رعايتهم مع تخفيف الجهد والعناء الالزم لذلك ومحاولة الحفاظ على التوازن
العضوي والنفس ي لهم.
إن أسرة الطفل املعاق تحتاج إلى الكثير من الخدمات كي تتمكن من التعامل مع طفلها
املعاق بفاعلية وتقلل من الجهد املبذول لرعايته في نفس الوقت .وتتفاوت هذه االحتياجات
من حيث أهميتها ألولياء األمور.
وتختلف احتياجات أولياء األمور هذه تبعا لعدة أمور ،منها:
• سن الوالدين؛
• فأولياء األمور الصغار تزداد احتياجاتهم املعرفية التي تساعدهم في التعامل مع
أطفالهم بفاعلية ،وكذلك املتخصصين الذين يقدمون اإلرشاد الالزم ،فضال عن
وجود األسر املمتدة بما تضمه من أجداد لديهم خبرة كبيرة في تربية األطفال.
• املستوى التعليمي ألولياء األمور؛
• فقد أوضحت الدراسات أن احتياجات املتعلمين املعرفية أكبر من احتياجات غيرهم
األقل تعليما.
• تتأثر احتياجات أولياء األمور كذلك بنوع اإلعاقة وخصائص الطفل املعاق وعمره
الزمني.
• كذلك أوضحت الدراسات أن احتياجات أولياء األمور تتزايد بصورة عامة بارتفاع
مستوى الضغط النفس ي لديهم.
وتتمثل االحتياجات األساسية ألسرة املعاق فيما يلي:
.1تحتل االحتياجات املادية املرتبة األعلى وهذا أمر منطقي إذا أخذنا في االعتبار أنها ال
تقتصر على األمور املالية بل تمتد لتشمل الخدمات الطبية والترويحية واملواصالت،
وذلك نظرا الحتياج الطفل املستمر إلى الرعاية الطبية وعدم توافر أماكن الترفيه
والترويح الخاص باملعاقين ،مما يجعل أولياء األمور يضعونها في املقدمة.
.2وتأتي االحتياجات املعرفية في مرتبة ثانية ألن وجود اإلعاقة يجعل الطفل مختلفا عن
أقرانه ،وبالتالي تصبح لديهم حاجة ملحة للتعرف على خصائص هذا الطفل وطبيعة
نموه وحاجاته الخاصة وكيفية التعامل معه ،وال يتأتى ذلك إال بتوافر املعلومات املناسبة
من خالل الكتيبات املبسطة والبرامج املسموعة واملرئية واإلرشاد.
.3وتأتي االحتياجات املجتمعية في املرتبة الثالثة حيث تشمل الخدمات املختلفة التي
يوفرها املجتمع لألطفال املعاقين.
.4ومن خلفها االحتياجات االجتماعية ،ويقصد بها التكافل االجتماعي ووجود األهل
واألصدقاء بما يقدمونه من دعم للوالدين.
لقد تأكدت أهمية الدعم االجتماعي في تخفيف الضغط النفس ي الواقع على كاهل
أسر األطفال املعاقين حيث إن وصول الوالدين إلى حالة من االتزان االنفعالي والتكامل
األسري تتأثر إيجابيا بشبكة الدعم االجتماعي غير الرسمية لألسرة .وذلك ألن أحد املهام
الصعبة التي تواجه اآلباء الجدد ألطفال معاقين هي إخبار أفراد األسرة اآلخرين
واألصدقاء بمشكلة ابنهم ألول مرة .وفي حاالت أخرى لو كان األصدقاء واألسرة يقدمون
الدعم االجتماعي الالزم للوالدين فإنهما ما زاال في حاجة إلى نوع من الدعم الذي يمكن أن
تقدمه أسر أخرى لديها أطفال معاقين كطفلهم.
ومن هنا نتطرق إلى أهمية مجموعات الدعم والتي تظهر عندما ال يجد الوالدان
الدعم الذي يحتاجونه من األصدقاء واألسرة ألن اتجاهاتهم سلبية فل يجد الوالدان
مفرا من البحث عن الدعم في مكان آخر وتصبح مقابلة اآلباء اآلخرين ممن لديهم أطفال
• تخفيف الوحدة والعزلة.
• تقديم املعلومات.
• تقديم أساس للمقارنة.
نماذج لبعض املشكالت التي تواجه أسر املعاقين
)1الحاجة للرعاية الطبية املستمرة:
إن الرعاية الطبية املطلوبة لألطفال املعاقين تكون أكثر تخصصية .وزيارة املراكز
الصحية املتكررة تكون أيضا أكثر منها لدى اآلخرين .وإضافة إلى ذلك فإن هؤالء األطفال
غالبا ما يحتاجون إلى خدمات طبية محددة مثل العالج الطبيعي واملنهي وعالج النطق .وهنا
نتوقع أن تواجه األسرة املشكالت كنقص األطباء املتخصصين أو االختصاصيين الذين
يقدمون الخدمات التي تتطلبها مواجهة اإلعاقة.
)2الحاجات التربوية الخاصة:
إذا أمكننا النظر إلى أن مسألة الخدمات الطبية يمكن أن تقل أهميتها بتقدم عمر
الطفل ،ففي املقابل نجد أن البحث عن برامج تربوية مناسبة لعمر الذهاب للمدرسة
يصبح هو األكثر أهمية في معظم األحيان .وهنا تواجه األسرة مرحلتين :األولى ما قبل
املدرسة والحاجة للتدخل املبكر ،والثانية مرحلة مستوى املدرسة .ونجد هنا أن عملية
تعليم األطفال املعاقين كانت غامضة في البداية ولم تتأكد حقوقهم املدنية إال حديثا،
وأصبح الوعي العام يتزايد واليزال الوالدان يواجهان املشكالت املختلفة الناتجة عن رغبتهما
في تحقيق مستوى أفضل لتعليم أبنائهم املعاقين( .سلبيات الدمج)
)3املشكالت السلوكية:
وهنا نجد أنه بالرغم من أن االهتمام بالحاجات الجسمية للطفل يميل إلى التناقص
مع تقدم عمر الطفل ،في املقابل يتزايد القلق على سلوك الطفل مع اآلخرين عبرالوقت .وهنا
تظهر الحاجة لتطويع أو تطبيع سلوك الطفل للبيئة املحيطة ،وبالتالي يواجه الوالدان
املشكالت من جديد والتي تظهر في بعض املواقف االجتماعية وينتج عنها ضغوط نفسية
شديدة عليهما ،ومنها:
• املناسبات االجتماعية الرسمية ،حيث ال ينسجم الطفل مع األطفال اآلخرين( .الفشل
في مجاراتهم)
• الدعوات في بيوت اآلخرين ،حيث يكون توجيه سلوك الطفل صعب.
• األماكن العامة حيث يكون التحكم في سلوك الطفل مشكلة.
• األماكن املقيدة التي ال تسمح للطفل بالحركة وال للوالدين باالنسحاب من املوقف
(زيارة املراكز الصحية أو مقابلة االختصاصيين)
• املواقف االجتماعية حيث يدخل الطفل في أشكال منحرفة من السلوك عند التفاعل
مع اآلخرين.
وهنا يشعر الوالدان بالضغط خاصة عندما يسترعي سلوك الطفل انتباه اآلخرين
ومحاولتهم لتفسير سلوكه لألصدقاء والغرباء .وقد أظهرت الدراسات أن التكيف األسري
يكون أكثر ارتباطا بالكفاية املتحققة للدعم غير الرسمي من ارتباطه بحدة اإلعاقة عند
الطفل ،وأن األسرة التي ال تتلقى الدعم تعاني من انعزال اجتماعي كبير نتيجة لسلوك
الطفل املعاق( Wiggs & Stores, 2001)..
)4العبء املادي:
نجد أن اإلعاقة تؤثر اقتصاديا على األسرة باإلضافة إلى األعباء النفسية واالجتماعية،
وهذا التأثير يتضمن كال من التكاليف املباشرة مثل النفقات على رعاية الطفل الطبية
والتجهيزات الخاصة والتكاليف غير املباشرة مثل ضياع وقت العمل (للتفرغ لرعاية الطفل
ولو لبعض الوقت).
)5الحاجة املستمرة للدعم االجتماعي:
إن الحاجة للدعم االجتماعي يمكن أن تكون مستمرة بين األسر التي تكون فرصة
اشتراكها في املجتمع العادي محدودة .وقد وجد أن السبب األكثر احتماال ألن يجذب االنتباه
للطفل املعاق هو الكالم وليس املظهر أو السلوك ،وعليه نجد أن درجة الضغط الواقع على
الوالدين مرتبط إلى حد كبير بجودة كالم الطفل .ولذلك نجد بعض األسر تعمل على تجنب
املواقف االجتماعية التي تتطلب أن يتحدث أبناؤهم .وهنا تأتي املشكلة وتكون الحاجة
املستمرة للدعم االجتماعي هي املخرج لألسرة.
)6الحاجة إلي فترات راحة من الرعاية واملساعدات املنزلية:
إن اخذ قسط من الراحة يعتبر واحد من أهم الحاجات املتكررة التي يخبرها والدي
الطفل املعاق ,كما تم تحديد هذه الحاجة باعتبارها خدمة املساعدة الرئيسية لهذه األسر
ومع ذلك ,وفي اغلب الحاالت ,ال يتم سد هذه الحاجة .وترتبط الرعاية املقدمة في هذا الشأن
علي األقل على املدى القصير -بخفض درجة التوتر لدى الوالدين
إن احتياج الوالدين للمساعدة املنزلية أمر واضح .وفي دراسة مسحية عن الوالدين
الذين يقومون برعاية األطفال املعاقين من ذوي اإلعاقات الشديدة ,عبرت نسبة %40منهم
عن الحاجة إلي املساعدة في األعمال املنزلية والرعاية اليومية للطفل .تزيد الحاجة
إلى الرعاية على املدى القصير مع مرور الوقت ,حيث يجد اآلباء أن مطالب تلبية احتياجات
أطفالهم على املدى الطويل مرهقة ,في حين تكون إدارة املشكالت السلوكية أكثر
صعوبة كلما تقدم الطفل في السن ،باإلضافة إلي أن املساعدة املقدمة إلى األسرة من
األصدقاء وغيرهم تميل إلى التناقص .وترغب امهات األطفال املعاقين في تحديد مكان معين
لتلقي هذا النوع من الدعم في وقت مبكر .مع العلم إن هذا توفر هذا الدعم سيكون في حد
ذاته مطمئن وداعم لهم.
إن أمهات األطفال املعاقين الالئي تتاح لهن فرصة العمل خارج املنزل ال يشعرن
بنفس القدر من مشاعر الحزن الذي تعاني منه األمهات غير العامالت الالئي ال يغادرن
منازلهن .وترتبط درجة إعاقة الطفل بزيادة عمل األمهات في املنزل ,وهو ما يؤدي بدوره إلي
ارتفاع معدالت الحزن لدى األمهات ,وبالنسبة إلي البعض منهن ,فان تلقي املساعدة في
شكل منحة مالية أو أجهزة منزلية يشعرهن بقدر كبير من السعادة والدعم مما يؤدي إلي
انخفاض مستوى الكآبة لديهن
)(Chan & Sigafoos, 2003
أنواع اسر ذوي اإلعاقة وخصائصها :
يرى منك ( )Minkأن هناك خمس فئات من األسر هي:
• األسر املتماسكة املتكيفة؛ األسر املتماسكة واملتكيفة أظهرت مستويات اقل من
النزاعات ومستويات عالية من القناعات الدينية ،واألخالقية
• األسر غير املتكيفة نسبيا؛ أما األسر املفتقرة إلى االنسجام ،والتكيف ،واملهتمة
بالضبط فقد اظهر األطفال سلوكا تكيفيا منخفضا ،وسلوك غير تكيفي ملحوظ في كل
من البيت واملدرسة
• األسر املهتمة بالطفل والقادرة على التعبير ،أما األسر املهتمة باألطفال والقادرة على
التعبير فهي تتصف بمستويات عالية من االعتزاز بالذات ،والعطف ،والدفء ،نحو
األطفال ،وال تستخدم العقاب البدني،
• األسر ذات املعنويات املتحفظة ،أما األسر ذات املعنويات املتحفظة واملحرومة فقد
كان اآلباء معدومين ماليا ،ويشعرون باألس ى ،وكان أطفالهم منعزلين ،ومفهوم الذات
لديهم منخفضا ،أما األسر املنغلقة على ذاتها ،وغير منسجمة فكانت تتجنب اإلفصاح
عن مشكالتها ،وال تقدم املعلومات (الخطيب.)1992،
تقبل األمهات ألبنائهن املعاقين
إن تقبل األم للمعاق والتعايش معه بواقعية له إيجابياته مع مرور الوقت ،مما
ينعكس على الطفل ،بحيث يحصل على أفضل الخدمات التربوية واالجتماعية والصحية
والنفسية ،ويشترك في األنشطة املختلفة مما يعزز ثقته بنفسه ،في حين ظلت األم رافضة
لولدها ولم تتقبله فيؤدي ذلك إلى حرمانه من جميع الخدمات ،ومن فرص التدخل املبكر
املالئمة )الخطيب )2001،؛(املغلوث )1999،ويشير مروان( )2002إلى أن أعمق جرح نفس ي
يحدث للمعاق هو إحساسه العميق بعدم تقبله من املحيطين به ،واستنكاره ورفضه
والنظر إليه على انه مهمل ال يشاطر األسرة نشاطاتها ،بل يعمل على تكبيلها وعدم انسجام
أعضائها ،وبخاصة الوالدين ّ .إن مثل هذا األمر ينعكس بظالله السوداء على املعاق ،مما
يزيد من قلقه وانفعاله وعناده وتطرفه في السلوك.
وتحدد مالمح تقبل األم أو رفضها لولدها املعاق منذ بداية اكتشافه ،فإذا تقبلته
وعاملته بدفء ومحبة ،وقامت بتلبية احتياجاته فإن ذلك يساعد على تطوره وتكيفه ،أما
إذا رفضته فيزيد من الضغوط والتوترات التي يعانيها ،ويزيد من شعوره باالختالف عن
اآلخرين ،ويؤكد حال العجز والضعف لديه مما يؤثر على تكامل شخصيته (عبدهللا1999،؛
املغيري)1999 ،
ويتوقف تقبل األم البنها ملعاق أو رفضه على مجموعة من العوامل منها نوع اإلعاقة
وشدتها ،إذ تلعب نوع اإلعاقة سواء كانت عقلية أم حسية أم حركية -دورا كبيرا في تقبل
الفرد املعاق ،فاإلعاقات املرئية الظاهرة لآلخرين مثل الشلل الدماغي أو التشوهات ،أو
البتر ،واختالف مظاهر النمو تؤثر سلبا على تقبل الحالة ،إضافة إلى درجة اإلعاقة ،فكلما
زادت درجة اإلعاقة شدة زادت متطلبات الرعاية املستمرة للفرد ،وقلت فرص تفاعله
االجتماعي ،بسبب صعوبة التواصل معه ،وتفهم احتياجاته ،كما أن شدة اإلعاقة تحرم
املعاق من فرص االلتحاق بالبرامج التعليمية واالستفادة منها ،وتطوير مهاراته سواء
التعليمية أو التواصلية ،مما يقلل من درجة تقبله ،وتزيد شدة اإلعاقة أيضا من اعتمادية
املعاق على اآلخرين خاصة األم أو األخت الكبرى ،مما يثقل كاهل األسرة بأعباء إضافية قد ال
تستطيع التعايش معها (الخطيب والحديدي والسرطاوي1992،؛ الزريقات2006 ،؛
التقبــل
هو أن ينال األفراد املعاقون التقدير واالحترام من أمهاتهم دون أية شروط ،وهو ما
يقاس بواسطة استبانة تقبل األم للمعاق .ابراهيم القريوتي (.)2008
وأيا كان األمر فإن وجود طفل معاق ومدى تقبله في األسرة يعود إلى طبيعة العالقات
املوجودة أصال في األسرة فلقد اثبتت الدراسات أن األسر األكثر تدينا وتماسكا واألكثر وعيا
هي األكثر قدرة على تقبل هؤالء األطفال وتفهما إلى أن هذا الطفل يظل (ابنهم الغالي) وان
كان قد ولد بظرف خاص به
ويتوقف تقبل األمهات ألبنائهن املعاقين على العوامل التالية:
إمكانيات األسرة املالية :
إن إمكانيات األسرة املالية تساعدها على التعايش مع األزمة فعند توفر اإلمكانيات
املالية ،تصبح األسرة أكثر قدرة على التعايش مع حالة اإلعاقة ألن وجود حالة اإلعاقة
باألسرة يستنزف املوارد املالية وذلك من خالل التكاليف الباهظة للعالج الطبي أو تكاليف
إجراء العمليات الجراحية مثل عمليات زراعة القوقعة ،أو عمليات األطراف ،أو شراء
األدوية واألدوات واملعدات الخاصة بحاالت اإلعاقة املختلفة ،والعالج النطقي والطبيعي
.لذا فان عدم توفر املصادر املالية الكافية يترتب عليه مجموعة من الضغوط النفسية
واالجتماعية واالقتصادية التي تثقل كاهل األسرة ،وتحرم األب واألم واألخوة واألخوات من
التمتع وتلبية احتياجاتهم.
اإلمكانيات االجتماعية :
إن الدعم االجتماعي الذي تتلقاه األسرة من األقارب واألصدقاء والجيران واملختصين
وأفراد املجتمع بشكل عام ،يسهل عملية التعايش مع اإلعاقة ،ويقلل من هروب األسرة ألن
وجود حالة إعاقة في األسرة يؤثر على نشاطها إذا لم تجد الدعم واملساندة االجتماعية
املناسبة من اآلخرين .وإذا قل الدعم فان نشاط األسرة يتأثر سواء أكان نشاط اجتماعي
أم ثقافي أم رياض ي أم ترفيهي ،حيث يحد وجود املعاق من أنشطة األسرة ،كونه يحتاج
لرعاية مستمرة وخاصة فوجوده باألسرة لن يسمح للوالدين من قضاء وقت فراغ أو
الذهاب بإجازة خاصة ،وإذا فكر األهل في أن يرافقهما املعاق فقد يشعرون بالخجل أو
الخوف من ردود فعل اآلخرين خاصة إذا كانت اإلعاقة واضحة ،أو مؤثرة كثيرا على
سلوكيات وتصرفات الفرد.
كما أن اإلشراف املستمر من قبل أفراد األسرة على املعاق يقيد نشاط األسرة كلها
خاصة إذا كانت الحالة شديدة ،أو متعددة اإلعاقة وتحتاج إلى رقابة وإشراف حفاظا عليه
ومن أجل سالمة اآلخرين وعدم تعريضهم لألذى؛ وبالتالي فإن اإلمكانات االجتماعية غير
املالئمة تعمل على عزل األسرة وشعورها باإلجهاد واالستنزاف .والوالدان الذين يرهقهما
االستنزاف يصبحان أقل فاعلية في مسايرة الطفل وأقل قدرة على إشباع حاجاته.
اإلمكانيات االنفعالية العاطفية:
إن العالقات االنفعالية والعاطفية تعكس مدى ترابط األسرة وتماسكها ،فوجود حالة
إعاقة في األسرة يعمل على خلق جو من التوتر والضغط النفس ي العاطفي ،وقد تساهم في
إضعاف الروابط والتماسك األسري بخاصة بين األبوين في كثير من الحاالت ال يتحمل األب
الوضع ويلجأ إلى الهروب من البيت أو االنفصال عن زوجته ،نتيجة لوجود حالة اإلعاقة،
وقد يسود جو األسرة نوعا من الضيق والتذمر والتبرم ومشاعر الكراهية واليأس والحزن،
وقد يلجأ األب أحيانا إلى اإلدمان واالنحراف ،أو تنتابه ساعات غضب شديدة ويقوم
باالعتداء على املعاق أو على أخوته أو على الزوجة وتحميلها مسؤولية الوضع.
املستوى التعليمي والثقافي للوالدين:
يلعب املستوى التعليمي والثقافي للوالدين دورا أساسيا في تحديد الطرق واألساليب التي
يستخدمها الوالدان في تربية أبنائهم من جهة ،وفي درجة وعيهما لألسباب التي تؤدي إلى اإلعاقة وطرق
الوقاية منها من جهة ثانية.كما أن املستوى التعليمي والثقافي يؤثر في املستوى املعيش ي والوظيفي
للوالدين ،فغالبا ما يشغل األفراد الذين هم في مستوى تعليمي عال مناصب وظيفية أفضل ممن هم
أقل منهم مستوى ،األمر الذي يؤدي إلى االختالف والتباين في املستوى االقتصادي والصحي واالجتماعي
ألسرهم ،وهذا ينعكس بالتالي على الوالدين واتجاهاتهما ودرجة استجابتهما نحو طفلهم املعاق.
جريت على هذا الجانب تناقضا في االتجاهات لدرجة أنها اختلفت مع
وقد أظهرت الدراسات التي أ ِ
توقعات الباحثين أحيانا فقد يتوقع الفرد أحيانا أنه كلما ارتفع املستوى الثقافي والتعليمي للوالدين أدى
ذلك إلى أن تكون اتجاهاتهم نحو الطفل املعاق إيجابية ،وقدرتهم على حل املشكالت املصاحبة لإلعاقة
أيسر بحكم معلوماتهم ومستواهم الثقافي الذي يمنحهم القدرة على توفير األساليب املناسبة للتعامل
مع طفلهم املعاق ،والبحث عن املراكز واملؤسسات املالئمة لرعايته وتدريبه ،ولكن دراسات أخرى
أظهرت العكس فالدراسة التي قام بها (مسعود )1988 ،بينت أن اآلباء واألمهات من املستوى التعليمي
املتوسط (متوسط فما دون) يتميزون باتجاهات إيجابية أكثر من اآلباء واألمهات من املستويات العالية
)ثانوي فما فوق ( كما بينت الدراسة أن تقبل الوالدين لطفلهم وإلعاقته وميلهم إلى عدم إخفائه عن
اآلخرين كان موجودا بشكل أكبر بين فئات اآلباء واألمهات األقل ثقافة وتعليما ،وقد عزت الدراسة ذلك
إلى املعتقدات الراسخة التي يتمتع بها هؤالء األهل من أن الطفل املعاق ما هو إال هبة منحها هللا لهم وال
يجوز االعتراض عليها.
حجم األسرة:
حجم األسرة يؤثر ويتأثر باإلعاقة فمثال والدة طفل معاق في أسرة كبيرة العدد غالبا ما يكون
وقعه أخف على أفرادها ،فوجود عدد من األبناء غير املعاقين يعزي الوالدين و يريحهم من مسؤولية
الرعاية املباشرة للطفل املعاق حيث يقوم اإلخوة واألخوات بدور رئيس ي في االهتمام والعناية بأخيهم
املعاق وأختهم املعاقة ،ومن جهة أخرى قد ال تشكل مسألة والدة طفل معاق في األسرة الكبيرة عبئا
ماديا كبيرا عليهم حيث يكون هناك بعض األخوة العاملين مثال يساهمون في تحمل جزء من التكاليف،
ولكن على صعيد آخر هناك آثار سلبية ناجمة عن والدة طفل معاق في أسرة كبيرة الحجم وأهمها ما
يمكن أن يلحق باألخوات اإلناث ،على وجه الخصوص الالتي في سن الزواج من خوف أو قلق من عدم
اإلقبال على الزواج منهن لوجود فرد معاق في أسرهن خاصة في األسر التي فيها أفراد معاقين عقليا .أما
فيما يتعلق بوقع اإلعاقة على األسرة صغيرة الحجم سيؤثر سلبيا على حياتها وسيزيد األعباء املترتبة
عليها خاصة على الوالدين واألم بشكل أخص إضافة ملا يشكله وجود هذا الطفل املعاق داخل األسرة
الصغيرة من شعور هذه األسرة بفقدان هذا الطفل.
نوع اإلعاقة وشدتها:
ترتبط ردود فعل األسرة وطريقة تفاعلها مع طفلها املعاق ارتباطا مباشرا بنوع اعاقته
وشدتها ،والشك في أن لكل نوع من أنواع اإلعاقة وقعا مميزا على الوالدين وعلى أفراد األسرة
اآلخرين ،فوالدة طفل ذو إعاقة عقلية تختلف في تأثيرها على األسرة من والدة طفل معاق حسيا أو
طفل يعاني شلل دماغي ،وينطبق هذا األمر كذلك على شدة هذه اإلعاقة ودرجتها فإصابة طفل
بإعاقة بسيطة تختلف في وقعها على األسرة عن اإلعاقة الشديدة ،وتبعا لذلك فإن مدى شعور
األسرة باإلحباط وخيبة األمل يختلف تبعا لنوع اإلعاقة وشدتها.
وكلما اتجهت اإلعاقة إلى الشدة وارتبطت باملظهر الخارجي للطفل كالتشوهات الخلقية أو
ارتبطت باملظاهر السلوكية واالنفعالية أو السلوك الزائد له كالعدوان أو التوحد جعل األسرة
سلبية حيث تميل بعض األسر إلى محاولة إخفاء طفلها عن اآلخرين وقد يصل األمر ببعض هذه
األسر إلى تمني وفاته.أما إذا كانت اإلعاقة بسيطة وال ترتبط باملظاهر السلوكية أو الجسمية
الظاهرة على الطفل فغالبا ما يكون هناك تقبل وتفهم أفضل لدى الوالدين وأفراد األسرة ويمكن
أن يسود لدى هذه األسر توجهات نحو تقبله والرغبة في إدخاله بأحد املراكز للتربية الخاصة
املناسبة لحالته.
كذلك تزداد املسؤوليات امللقاة على عاتق الوالدين وباقي أفراد األسرة وكذلك األعباء املادية
والنفسية واالجتماعية املترتبة على األسرة تزداد تبعا لنوع اإلعاقة وشدتها
جنس املعاق :
إن استجابات األهل وردود فعلهم نحو طفلهم املعاق تختلف تبعا لجنسه خاصة في
مجتمعاتنا العربية حيث هناك تحيز واضح في األسرة نحو الذكور ،وعليه فإن والدة ذكر
معاق في األسرة يزيد في الشعور باألس ى بين الوالدين وقد يمتد هذا الشعور باألس ى والحزن
ليشمل الجد والجدة واألخوال واألعمام .أما إذا كان املولود أنثى فإن وقع اإلعاقة قد يكون
أخف والشعور بالخسارة أقل ويعزون ذلك إلى كون الذكر هو الذي سيحمل اسم العائلة
ويساهم في استمرار ذكرها على عكس الفتاة التي تنتقل إلى أسرة زوجها ومن جانب آخر
نظرة األسرة نحو ابنتهم املعاقة تشوبها الكثير من املخاوف والشعور بالقلق على مستقبلها
ومصيرها فيما يتعلق بقيم الزواج وعاداته وما يمكن أن تواجهه من مشكالت في تعامل باقي
أفراد املجتمع معها خاصة بعد وفاة والديها .وأيضا نظرتهم خصوصا من الجوانب األخالقية
والسلوكية .وتجدر اإلشارة هنا أن مثل هذه املخاوف تزداد بين أسر املتخلفات عقليا.
توجد العديد من السلوكيات الخاطئة التي توجهها أسرة املعاق ذهنيا إليه ،والتي تؤثر
سلبا على صحته النفسية .هذا ،وقد َّ
عرفت (اللجنة الدولية لوقاية الطفل من اإلساءة في
الواليات املتحدة األمريكية) اإلساءة االنفعالية أو النفسية بأنها :عبارة عن متطلبات أبوية
زائدة ،عدوانية ،غير معقولة ،والتي تفرض توقعات أكبر من قدرات الطفل املعاق .وقد
تظهر اإلساءة العاطفية عن طريق تعذيب ثابت دائم ،أو استخفاف ،أو هجمات على
الطفل ،وقد تتضمن ـ أيضا ـ الفشل في توفير الرعاية السليمة الالزمة لنمو الطفل ،وذلك
يكون ناتجا عن عدم وجود حب ورعاية وإرشاد كاف لهذه األسرة.
ويعتبر النبذ والرفض العاطفي لألطفال املعاقين من أهم صور هذه اإلساءة النفسية،
ويأخذ هذا النبذ النفس ي شكال من عدم االهتمام باحتياجات هؤالء األطفال الجسمية
واالنفعالية ،وقد يظهر في كراهية الطفل وإهماله ،أو اإلسراف في تهديده ،والسخرية منه،
أو عدم القدرة على إمداده بالحب والرعاية.
املؤشرات الدالة على تقبل األسرة البنها املعاق
هناك مجموعة من املؤشرات التي تدل على عملية تقبل األسرة لالبن املعاق ،او عدم
تقبله منها:
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
قيام اآلباء بتعديل أسلوب حياتهم ،وتواصلهم مع طفلهم.
زيادة رغبتهم في القيام باألشياء النافعة لولدهم.
االقتناع بان أشياء متعددة يمكن أن تنجز ،أو ستنجز وما ينجز سيصنع الفرق.
تفهم الحاجات الخاصة بالطفل.
محاولة البحث عن الخدمات املتوفرة في املجتمع.
إشراك االبن املعاق في نشاطات األسرة ،وبرامجها املختلفة كالرحالت وزيارات األقارب
والتسوق.
الحرص على املشاركة في اتخاذ القرارات املتعلقة بعمليات التشخيص وإقرار البرامج التربوية
الفردية للحالة.
املساهمة الفعالة في الجمعيات والهيئات ذات الصلة بإعاقة ولدهم
ومراجعة البرامج املقدمة له واقتراح ما يتناسب واحتياجاته.
االجتهاد في البحث عن املعلومات الحديثة بما يخص حالة اإلعاقة ،والسعي إلى املشاركة في
املؤتمرات والندوات وورش العمل التي تساعدهم في التعامل مع إعاقة ولدهم.
املشاركة التطوعية في تقديم الخبرات ألسر أخرى يعاني أحد أبنائها من حالة اإلعاقة نفسها.
الثقة واإليمان بقدرات ولدهم ،وقدرته على التطور والتقدم مهما كان بسيطا ،والتواصل مع
املهنيين في مجال اإلعاقة.
املؤشرات التي تدل على عدم تقبل األسرة البنها املعاق
•
•
•
•
•
•
فيما يلي بعض املؤشرات الدالة على عدم تقبل االم البنها املعاق :
الحماية الزائدة للطفل والقيام ببعض األعمال نيابة عنه ،العتقادهم انه ال يستطيع
القيام بما يوكل إليه من عمل ،بهذا يفقد األهل الثقة بقدرات ولدهم ،ويفقد املعاق
ثقته بنفسه وبقدرته على االنجاز .فهذا السلوك في ظاهره تقبل للحالة إال انه في باطنه
رفض لها .
االمتعاض من سلوكه ،واالستياء منه.
نقده وتجريحه .
حرمانه من إشباع احتياجاته .
عزله عن اآلخرين.
نظرة املجتمع للمعاق والتي تتراوح بين الشفقة أو االبتعاد والرفض خاصة إذا كانت
حالته من اإلصابات الشديدة مما يضطر األسرة إلى القيام بعزلة باعتباره وصمة عار
وقد كشفت بعض الدراسات امليدانية في هذا املجال على ان اتجاهات األسرة نحو
ابنها املعاق تتمثل في عدة مراحل تبدأ بالصدمة عند الوالدة وعند العلم بإعاقة االبن؛ ثم
اإلنكار ويظهر في رفض األسرة أعاقه طفلها والتشكك في رأى املتخصصيـن ،يلي ذلك
الغضـب ،فالشعــور بالذنب والحزن ثم التقبل واالعتراف (بدر الدين كمال عبده ،محمد
السيد حالوة)1996 ،
مفهوم التنشئة األسرية:
تتمثل الوظيفة األسرية في توفير الدعم االجتماعي ،ونقل العادات ،والقيم ،والتقاليد ،والعقائد
السائدة في األسرة إلى األبناء وتزويدهم بأساليب التكيف(الزراد ،)2002 ،وقد وردت هنالك العديد من
التعريفات ملفهوم التنشئة األسرية ،حيث عرفها رشوان( )2003على انها الجماعة والتوافق ،فهي تكسب
الفرد الطابع االجتماعي وتساعده على التكيف واالندماج في إطار الحياة.
أنماط التنشئة األسرية:
تشمل التنشئة األسرية كافة األساليب التي يتلقاها األفراد من األسرة خاصة الوالدين واملحيطين به
من اجل بناء شخصية نامية متوافقة جسميا واجتماعيا ،وذلك في مواقف الرضاعة والفطام والتدريب على
عملية اإلخراج والنظافة ،والغذاء ،واللعب ،والتعاون ،والتنافس ،والصراع مع اآلخرين في كافة مواقف
الحياة من تحصيل ،وعمل ،وترويح ،وتتمثل تلك األساليب التي يتلقاها الفرد والتي تختلف من جماعة أو
ثقافة ألخرى في الحب والرعاية ،والعطف ،والدفء ،والحماية الزائدة ،والتدليل ،واإلهمال ،والقسوة،
والتذبذب في املعاملة ،والتفرقة في املعاملة ،وبهذه األساليب يمكن تعزيز أو كف استجابات سلوكية معينة
من شانها أن تعمل أو ال تعمل على تنشئة وبناء الشخصية املتوافقة للفرد
وقام مارتن وماكوبي ) )Martin & Maccoby,1993استنادا على دراسات مكثفة ملدة عقدين من الزمن ،بوضع
أربعة أنماط ألساليب التنشئة األسرية ،تتفاوت من حيث درجة ممارسة الضبط واملراقبة على سلوك
الطفل ودرجة التعامل مع الطفل بالحب والحنان العاطفي ،وهذه األنماط هي:
-1النمط السوي ( :)Authoritativeإن هذا النمط يتميز بوجود درجة عالية من
الحنان والدفء والعطف ،مع وجود درجة عالية من السيطرة والتحكم والضبط أيضا.
-2النمط املتساهل ( :)Permissiveيتميز هذا النمط بدرجة عالية من الحنان
والعطف ،مع درجة متدنية من السيطرة والضبط أيضا.
-3النمط التسلطي( :)Authoritarianيتميز هذا النمط بدرجة متدنية من الدفء
العاطفي ،ودرجة عالية من الضبط والتحكم.
-4نمط اإلهمال ( :)Unincolcedيتميز هذا النمط بوجود درجة متدنية من الدفء
العاطفي ،وبدرجة متدنية في السيطرة والضبط.
أما في الدراسة التي قام بها العارضة ( ،)1989فقد تم التمييز بين نمطين من أنماط
التنشئة األسرية وهما:
-1نمط التنشئة األسرية املتسامحة :وفي هذا النمط يتصف الوالدين بتقبل األبناء،
والتعامل معهم بالحب ،والحنان ،والعطف ،واحترام املشاعر ومساعدتهم على تحقيق
الذات.
-2نمط التنشئة األسرية املتسلطة :وفي هذا النمط يتصف الوالدين بالقسوة ،والشدة،
وعدم التقبل والرفض ،واإلهمال ،والوقوف أمام رغبات األبناء ،كما يتصفان باستعمال
أساليب العنف والزجر والتحقير ،وفرض األحكام والعقاب البدني والنفس ي ،وعدم
ويتفق عويدات ( )1997مع هذا التقسيم حيث بين نوعين من أنماط التنشئة األسرية
وهما:
-1النمط الديمقراطي -التسلطي :ويعبر عن هذا النمط باستجابات تتراوح بين فرض
الوالدين إرادتهما على الطفل ،ومنعه من القيام بتحقيق رغباته بالطريقة التي يريدها،
حتى ولو كانت هذه الرغبات مشروعة ،ومدى الحرية واالحترام الذي يمنحه الوالدين
للطفل خالل تصرفاته التي تتعلق بمختلف شؤونه الشخصية ،واملنزلية ،واملدرسية،
واالجتماعية.
-2نمط التقبل – النبذ :ويعبر عن هذا النمط باستجابات تتراوح بين التعبير عن الحب من
قبل الوالدين للطفل من خالل تصرفاتهما نحوه في مختلف املواقف الحياتية ،والتعبير
أساليب التنشئة االجتماعية التي تعتمد على عزل األبناء املعاقين عن املجتمع واألسرة:تشير العديد من الدراسات التربوية إلى أن لعزل املعاقين عقليا مساوئ وسلبيات
عديدة ،منها :الحواجز النفسية بين املعاق واملجتمع ،وشعوره باالنفصال عن مجتمعه ،كما
أن عزل األطفال املعاقين عقليا في مدارس ومؤسسات خاصة يمثل اعتداء على حقوقهم،
وحرمانهم من استغالل إمكاناتهم إلى أقص ى حدودها .كذلك توجد بعض األسر التي تسارع
بإخفاء األطفال املعاقين في إحدى الحجرات لحين انصراف الضيف؛ العتبارها أنه (عـار) أو
وصمة ،وكل هذه املمارسات تؤثر سلبا على شخصية االبن املعاق ،وال تؤهله لالندماج في
الحياة االجتماعية واستغالل قدراته أقص ى استغالل ممكن لتحقيق التوافق الشخص ي
واالجتماعي .كذلك فإن هذه املمارسات تدلل على عدم التوافق الذي يسود العالقات داخل
هذه األسر ،وهروب أفرادها من املوقف دون اإلقدام على مواجهته بشجاعة ،كما يعني عدم
تقبلها لهذا االبن ورفضها له؛ مما يؤثر سلبا على تكيفه النفس ي واالجتماعي ،وشعوره
بضعف قيمته ومكانته داخل األسرة ،وأنه طفل غير مرغوب فيه (مدحت ألطاف عباس،
.)2000
وتؤكد بعض الدراسات االجتماعية أن مسألة عزل الطفل داخل مؤسسة داخلية أو
داخل أسرته ،وإنكار إعاقته ،إنما هو مظهر من مظاهر ضغط البيئة االجتماعية على
سلوكيات أسر املعاقين ،والرغبة في إخفاء اإلعاقة واالبن معا ،حيث تعكس سلوكيات
األسرة طبيعة النظرة املجتمعية لإلعاقة العقلية؛ مما ينعكس سلبا على األسرة ،التي
تعتبر ابنها وصمة اجتماعية ال تتناسب مع مركزها االجتماعي ومكانتها ،حيث توجد نظرة
سلبية من املجتمع لهذا النوع من أنواع اإلعاقات؛ مما يسبب لألسرة حرجا اجتماعيا،
ولعل التفسير املناسب لهذه النظرة السلبية للمعاق هو انعدام الوعي االجتماعي والثقافي
والصحي حول طبيعة اإلعاقة وأسبابها ،والخصائص العلمية للمعاقين عقليا (عبد هللا
محمد عبد الرحمن .)2001 ،
إساءة معاملة األطفال
هو كل أشكال اإليذاء البدني والحس ي لألطفال واإليذاء الجنس ي واإلهمال أو إهمال
العالج واستغالل األطفال تجاريا واملؤدي إلى مخاطر حقيقية أو محتملة لصحة الطفل
ومعيشته ونمائه وكينونته من شخص لديه صالحيات املسئولية أو القوة أو الثقة (منظمة
الصحة العاملية – (1999
يتعرض األطفال املعاقين إلى صور من العنف َّ
املوجه ضدهم عموما ،والتي تتخذ عادة
نموذج اإلساءة املتعمدة ومنها:
-1االساءة الجسدية
وهو اإليذاء املتسبب في خطر عضوي ( بدني) سواء كان اإليذاء يتم بصورة فردية أو
جماعية ولها أكثر من تعريف ،وحسب الجهة التي تقوم على هذا التصنيف ،فقد يعرف من
منظور طبي شرعي على أنه "وجود إصابات غير عرضية على جسم الطفل املساء إليه
كالحروق أو الرضوض أو الجروح ،أما من الناحية االجتماعية؛ فيمكن تعريفه بأنه "كل
فعل أو امتناع يمكن أن يحدث من خلله ضرر مقصود يوقعه القائم على رعاية وتنشئة
هذا الطفل.
-2اإلساءة الجنسية :
قد يكون األطفال مهددين في كثير من األسر بالتعرض إلى مثل هذا النوع من املعاملة
من ِق َبل أبويهم أو من ِق َبل القائمين على رعاية هؤالء األطفال ولقد ع َّرف االستغالل الجنس ي
من ِق َبل منظمة الصحة العاملية في العام ،1986على أنه "استخدام الطفل بطريقة غير
مشروعة بهدف الحصول على اللذة الجنسية للراشد" ،وقد ينطوي هذا االستغالل على
أشكال عدة منها (الحديث الجنس ي املفض ي إلى إثارة الطفل جنسيا ،إجبار الطفل على
أعمال الدعارة أو تصوير األفالم اإلباحية)
صور اإليذاء النفس ي للطفل املعاق
يؤدي نبذ األبوين للطفل إلى ظهور سلوكيات متنوعة وغير مرغوب فيها ،كالعدوان
والعنف والعناد ،وقد يصيب شخصيته بأضرار قد ال يصبح من السهل عالجها .ومن صور
اإليذاء النفس ي للطفل املعاق عقليا:
• االزدراء :وهو نوع من السلوك يجمع بين الرفض والذل ،فمثال يرفض أحد الوالدين
مساعدة الطفل ،ويرفض الطفل نفسه ،وأيضا قد يناديانه بأسماء تحط من قدره
بهدف إذالله.
•
•
•
•
•
اإلرهاب :ويتمثل في التهديد باإليذاء الجسدي للطفل ،أو التخلي عنه إذا لم يسلك سلوكا
معينا ،أو بتعريض الطفل للعنف أو التهديد من قبل األسرة ،أو تركه بمفرده -مثال -في حجرة
مظلمة.
العزلة :وهي عزل الطفل عن من يحبهم ،أو تركه بمفرده فترات طويلة ،ومنعه من التفاعالت
مع الزمالء أو الكبار داخل وخارج األسرة.
االستغلل والفساد :يتضمن هذا النوع تشجيع االنحراف ،أو لعب دور هام في انحراف
الطفل ،مثل :تعليمه سلوكا إجراميا ،أو إشراكه في أعمال إجرامية.
إهمال األسرة لردود أفعال الطفل العاطفية :وتتضمن إهماال ملحاوالت االبن املعاق
التفاعل عاطفيا مع األبوين ،بحيث تشعر األسرة االبن بأنه غير مرغوب فيه عاطفيا( .سهى
أحمد أمين.)2001 ،
نبذ الطفل انفعاليا :هو سلوك ظاهر من األسرة نحو االبن املعاق ،يجعله يعتقد أنه غير
محبوب أو غير مرغوب فيه ،أو ال قيمة له .وهو سلوك خاطئ يهدد أمان الطفل ،ويتركه
فريسة للشعور بانعدام الثقة في نفسه أو في اآلخرين .ومن صور نبذ الوالدين للطفل
انفعاليا :تكرار اإلشارة لنواحي النقص (العقلي والبدني) لديه ،العقاب الشديد ،واالستجابات
السلبية ،مثل :االحتقار ،واالشمئزاز ،السخرية ،التأنيب املستمر ،أو التهديد بالعقاب أو
الضرب أو العزل وحيدا ،التفريق بينه وبين إخوته في املعاملة ،معايرته املستمرة ،ومقارنته
إهمال أو حرمان الطفل
من مظاهر إهمال أو حرمان الطفل عدم رغبة األسرة في تزويد الطفل بالعناية
الكافية ،تركه وحيدا باملنزل ،أو تركه قذرا غير حسن املظهر ،الصرامة في محاولة السيطرة
على الطفل؛ مما يؤدي إلى العناد املستمر ،خاصة إذا اقترنت بالعقاب البدني .و يؤدي
إهمال األسرة لالبن املعاق إلى نتائج سلبية ،حيث يصبح األطفال غير قادرين على االعتماد
على أنفسهم ،شاعرين بانعدام الثقة الشديد ،واإلحباط ،وعدم تقدير الذات ،وقلة ثقة
الطفل بقدراته الخاصة.
الرفض الوالدي
تميل بعض األسر إلى نبذ االبن املعاق نبذا صريحا بالقول أو بالعمل ،واالتجاه إلى
رفضه ،وإشعاره بذلك ،مع إظهار املشاعر العدوانية تجاهه .وهذا السلوك له تأثير سلبي
على الطفل املعاق عقليا؛ ألن تكرار تعرضه للرفض أو النبذ يجعله أكثر عرضة لالضطرابات
االنفعالية ،وعدم الشعور باألمن والسلبية ،واإلحباط ،وعدم القدرة على تبادل العواطف
مع غيره ،والخجل ،وبالتالي سوء توافق اجتماعي .ولعل أهم اآلثار النفسية لهذا السلوك
األبوي تجاه االبن املعاق هو عدوانية االبن تجاه مجتمعه وأسرته ،واألثر السيئ في التكوين
النفس ي للطفل.
القس ــوة
في الواقع إن أسلوب املعاملة الذي يتسم بالقسوة والعنف واملمارسات التي تتراوح ما
بين العقاب البدني واللفظي ،يرتبط بمستويات عالية من العدوان لدى األطفال ،وقد يترتب
على هذا األسلوب خوف شديد لدى االبن املعاق عقليا ،وافتقاده للثقة بنفسه نتيجة
خبرات الفشل التي يتعرض لها ،فضال عن هذه املعاملة األسرية التي تتسم بالقسوة؛ مما
يعوق نمو شخصيته نموا سويا ،ويعوق كذلك توافقه االجتماعي (سهير كامل أحمد،
.)1998
إن األسرة التي لديها طفل معاق أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها من خالل تكيفها
وتماسكها ،حيث تظهر ردود الفعل االيجابية نحو الطفل والتي يدرك معها الوالدين حاجة
الطفل املعاق الحقيقية إلى االهتمام والرعاية والتدريب في جو يسوده التقبل والعطف،
ومن خالل تماسك األسرة يصبح إخوة املعاق أكثر قدرة على فهم الظروف التي تعيشها
األسرة ،وأكثر رغبة في املساعدة ،وهذا يؤثر على تقارب الزوجين والذي سينعكس بدوره
ايجابيا على الطفل املعاق ،والوصول به إلى أقص ى حدود النمو وبالتالي يساعده على تحمل
املسؤولية واالعتماد على الذات
توصيات ورشة العمل:
• توفير مرشدين أسريين على مستوى عال من اإلعداد والتدريب املناسب
حول أساليب واستراتيجيات التعامل مع ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم .
• توفير مراكز خاصة لدعم األشقاء والوالدين لذوي الحاجات الخاصة .
• توفير اإلمكانيات املادية لتقديم الخدمات اإلرشادية بشكلها األمثل .
• توفير امتيازات خاصة للعاملين في مجال اإلرشاد لذوي الحاجات الخاصة
وأسرهم .
• تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بذوي الحاجات الخاصة وأسرهم .
• التوعية بخدمات الكشف والتشخيص واإلرشاد املبكر .
• يجب ان يعامل الوالدين ابنهم املعاق بأساليب تتسم باملرونة (الحرية في التعبير،
واتخاذ الفرار ،واالبتعاد عن العقاب) لتزيد فاعلية تقبلهم ألطفالهم وملشكالتهم .
• محاولة تقريب الفجوة ما بين النواحي النظرية والنواحي العملية في ميادين دعم أسر
ذوي االحتياجات الخاصة.
• دعم أنشطة وبرامج الجمعيات األهلية العاملة في مجال رعاية وتربية ذوي االحتياجات
الخاصة بمختلف أشكال الدعم املالي والفني .
• إنشاء مراكز التدريب والتأهيل املنهي إلكساب ذوى االحتياجات الخاصة املهارات التي
تمكنهم من العمل املنهي بمختلف صيغه ملساعدتهم علي الحياة املستقلة.
•
توفير دور الحضانة الخاصة بذوي االحتياجات.
• العمل على توسيع شبكة العالقات االجتماعية لتتمكن هذه األسر من تجاوز محنة
اكتشاف وتشخيص اإلعاقة.
• دعم أسرة املعاق في تبني والتدرب على استخدام التكنولوجيا املساعدة الحديثة
واألدوات املستحدثة لتدعيم التعليم الشامل.
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
تزويد األسرة باملعلومات وببرامج اإلرشاد الفردي والجماعي· .
توعية األسرة باملظاهر السلوكية لإلعاقة.
تكوين جماعات ملساندة األسر التي اكتشفت اإلعاقة بها حديثا.
تكوين جماعات دعم متبادلة وجماعات للمساعدة الذاتية.
رصد وتحليل املشكالت املعاصرة للمعاقين وأسرهم ،وتحديد
احتياجاتهم
بناء قيادات ذاتية من أسر املعاقين.
توفير أنظمة للدعم الداخلي واالستفادة من الخبرات الناجحة.
استخدام أسلوب التعلم النشط
ووضع أولويات األسرة بصورة واقعية
تشكيل جماعات ذاتية من أسر املعاقين لتشجيع التضامن .
توفير قاعدة معلومات وتحديثها عن األسر باملركز وباملجتمع املحلي
املحيط
بعض األدوار املقترحة لدور املساجد في دعم ذوي االحتياجات الخاصة
.1نشر الوعي عن اإلعاقات من خالل الخطب والدروس الدينية.
.2تحسين صورة األفراد ذوي االحتياجات الخاصة من خالل توضيح قدراتهم و ذكر نماذج
ناجحة منهم وكيفية تغلبهم على اإلعاقة.
.3تشجيع الدمج من خالل أنشطة املسجد كحلقات التحفيظ ورسم صورة إيجابية لدى
األطفال عن ذوي االحتياجات الخاصة وتذكيرهم باألجر الذي أعده هللا ملن يتعاون مع
أخيه املسلم.
.4حث الوالدين على تنشئة أبنائهم املعاقين تنشئة دينية سليمة من خالل إحضارهم معهم
لكل صالة.
.5توفير أنشطة وزيارات خارجية تشمل األطفال املعاقين باإلضافة ألطفال الحي.
.6توفير خدمات مساندة ألهل األطفال املعاقين كتوفير رعاية لألطفال في حاالت الطوارئ
.7تعميم الحاجات املادية ألسر ذوي االحتياجات الخاصة على املقتدرين من أهل الحي.
.8تشجيع التبرع باملستلزمات التي قد تكون ذات فائدة لذوي االحتياجات الخاصة وإيصالها
ملستحقيها.
.9اقتراح أفكار ومشاريع مبتكرة في مجال العمل التطوعي من أجل تمكين األفراد من ذوي
االحتياجات الخاصة واملعاقين.
وهللا ولي التوفيق