Sanaa Mouawad – الملكوت الداخلي

Download Report

Transcript Sanaa Mouawad – الملكوت الداخلي

Slide 1

‫امللكوت الداخليّ‬
‫كاليستوس وير‬
‫أسقف ذيوكليا‬
‫تعريب كاترين سرور‬

‫© جميع الحقوق محفوظة‪ ،‬بيروت‬
‫‪2001‬‬

‫صدر باللغة‬
‫الفرنسيّة‬
‫‪1993‬‬


Slide 2

‫محتويات الكتاب‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫مق ّدمة‪ :‬دلي ٌل لزماننا‬
‫في الموت والقيامة‬
‫سرّ الشخص‬
‫طريق التوبة‬
‫دور األب الروحيّ‬
‫الهدوء القلبيّ والصمت في الصالة‬


Slide 3

‫«الملكوت الداخلي»‬

‫نتعل الغوص يف داخلنا‬
‫مجموعة نصوص تدعوان ليك ّم‬
‫والعودة اىل ذواتنا والصغاء والتوبة والصالة‬
‫وحماربة ا ألفاكر وا ألهواء‪ .‬ا ّمن نصوص هذا المكتاب‬
‫يه أأش به برحةل «فيلواكليّة» يف غامر حمبة جامل‬
‫املس يح اذلي خيرجنا من املوت اىل احلياة‪.‬‬
‫مما قاله كاليستوس وير عن األرثوذكسيّة المنفتحة‪:‬‬
‫العالم ليس بحاجة إلى أرثوذكسيّة باردة‪ ،‬حصريّة‪ ،‬تتهم اآلخر وتنغلق على ذاتها‪ ،‬بل إلى‬
‫أرثوذكسيّة جريئة‪ ،‬مرحبة‪ ،‬متسامحة وكريمة‪ .‬وهذا كلّه نستطيع تحقيقه من دون إضعاف تقليدنا‬
‫أو تذويبه (‪ )...‬يجب االعتراف بأنّ األرثوذكسيّة اليوم يحرّ كها الخوف‪ .‬فالخوف هو الذي يجعلنا‬
‫منغلقين في وجه اآلخرين‪ ،‬أيّ في وجه الغرب‪ .‬ال نكوننّ خائفين‪ .‬بل فلتكن لدينا ثقة بتقليدنا‪.‬‬
‫ويضيف بهذا‬
‫الخصوص‪:‬‬

‫فكر اآلباء‬
‫االستخدام الصحيح للعقل (‪ )...‬يدخل في التقليد وينسجم مع ّ‬
‫(‪ )...‬فالذين يدخلونّ إلى األرثوذكسية يعتقدونّ أ ّو يأملونّ أنهم سيجدونّ‬
‫لو أنه ممنوع أن‬
‫الجواب الفوري‪ ،‬السريع واألكيد عن جميع أسئلتهم‪ ،‬كما ّ‬
‫يوجد أيّ مجال للشك بعد ذلك‪.‬‬
‫شخصيا‪ّ ،‬ال أعتقد أنّ هذه هي األرثوذكسية الحقيقية‪ .‬ألن ثمة ن ً‬
‫ً‬
‫وعا من‬
‫اليقين ّال يمكن أن تحوزه الكنيسة‪ ،‬بل يجب عليها أ ّال تبحث عنه حتى‪.‬‬
‫فروح الكنيسة ه ّو روح اكتشاف وليس روح تنزيه‪...‬‬


Slide 4

‫«وحننمواقفونميفمهيلكمجمدك‪،‬مخنالم أأن ّنامنقفميفمالسامء»‬
‫هكذامترتّلمالكنيسةمالرشقيّةميفمليتورجياها‬

‫أأربعةمعنارصجذبتمويرماىلما ألرثوذكس مي ّة‬
‫• قوة التقليد واالستمرارية الحيّة التي تربط‬
‫الكنيسة الشرقيّة بكنيسة الرسل والشهداء‬
‫واآلباء‪.‬‬
‫• الليتورجيا والمعنى العميق لشركة‬
‫الق ّديسين والوحدة بين الكنيسة األرضيّة‬
‫والكنيسة السماويّة‪.‬‬
‫• صالة يسوع‪ ،‬أي استدعاء اسم يسوع‬
‫وعمل الروح القدس في داخل اإلنسان‪ ،‬ال‬
‫سيما بفضل شخصيّة الق ّديس سيرافيم‬
‫ساروفسكي الذي خاطب قلبه بشكل‬
‫مباشر‪.‬‬
‫• خبرة الشهادة‪ ،‬وخاصة من خالل‬
‫االضطهادات‪.‬‬

‫ّتبّنماكليس توسمويرمموقفمالقديس نميقودميوس‬
‫إذ يرى ّ‬
‫أن الحياة بحسب الفيلوكاليا والممارسة القلبية‪،‬‬
‫وصالة اسم يسوع‪ ،‬ليستا وقفًا على الرهبان أو على‬
‫األرثوذكس فقط‪ .‬فهما تتوجّهان إلى كل إنسان مسيح ّي‬
‫مهما كانت وظيفته في العالم‪ ،‬تما ًما كوصية الرسول‬
‫بولس «صلّوا بال انقطاع» (‪1‬تس ‪.)17 :5‬‬
‫الفيلوكاليا‬

‫الممارسة‬
‫القلبية‬

‫الحياة‬

‫كل انسان‬
‫مسيحي مهما‬
‫كانت وظيفته‬
‫في العالم‬

‫صالة اسم‬
‫يسوع‬

‫الرهبان‬

‫أرثوذكسي‬
‫مؤمن‬


Slide 5

‫إن استدعاء اسم يسوع صالة بسيطة ج ًدا‬
‫فهي طريقة صالة يمكن ان يتبعها الجميع‪،‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫معقدا (‪)...‬‬
‫استعدادا‬
‫اذ انها ال تتطلب معرفة خاصة أو‬
‫بل هي قصيرة بسيطة‪ ،‬ولذا فان تالوتها ممكنة في كل مكان وفي كل وقت‬
‫أثناء ممارسة‬
‫الرياضة‬

‫في أوقات الفرح‬

‫أثناء العمل‬

‫في المطبخ‬
‫في الباص أو في‬
‫السيارة‬

‫في أوقات‬
‫الخوف‬

‫في الحديقة‬
‫عندما نعاني‬
‫األرق‬

‫في أوقات التوتر‬
‫عندما نعاني‬
‫التعب‬
‫عندما يصعب‬
‫علينا ان نتلو‬
‫الصلوات‬
‫االخرى‬
‫في أوقات‬
‫الحزن‬

‫لمبدممنمالقرارمبأأنمصالةمامسميسوعممناس بةمجدً امملواهجةمتوتّرمالعاملماملعارص‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )...‬اّنّ‬
‫امصالةمتناسبملكممراحلماحلياةمالروحيّة‪،‬ممنمالابتدائ ّيةمجدً اماىلماملتقدّ مةمجدً ا‪.‬‬


Slide 6

‫في املوت والقيامة‬
‫اإلهلي»‬
‫«فُتحت األبواب امللكيّة! سيبدأ القداس ّ‬

‫يذكرها القديس يوجني تروبتسكوي‬
‫يف كلماته األخرية وهو على فراش املوت‪.‬‬
‫مل يكن املوت بالنسبة إليه بابًا يُغلق بل بابًا يُفتح‪،‬‬
‫مل يكن املوت هناية بل بداية‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫بمشاعر متناقضة‬
‫ّ‬
‫ننظر إلى املوت‬
‫لذا علينا أن ّ‬
‫ورزانة وواقعية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وخشية وانبهار‪ ،‬من‬
‫جهة أخرىّ‪.‬‬


Slide 7

‫ليس املوت مجرد حدث بعيد يأتي ليختم وجودنا‬
‫األرض ي‪ ،‬بل ه ّو حقيقة راهنة ّال تنفكّ تحدث فينا‬
‫ومن حولنا‪ .‬فالرسو ّل بولس يقو ّل‪« :‬أواجه املوت‬
‫كل يوم» (‪1‬كو ّر ‪ .)31 :15‬كل ش يء تدبّ فيه الحياة‬
‫إنما ه ّو شكل من أشكال املوت؛ فنحن نموت‬
‫باستمرار‪ .‬لكن في هذه الخبرة اليومية للموت نجد‬
‫أنّ كلّ موت تعقبه والدة جديدة إذ إنّ كلّ موت‬
‫ه ّو ً‬
‫أيضا شكل من أشكال الحياة‪ .‬فالحياة واملوت‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫خر بل هما‬
‫اآل ّ‬
‫ليسا متناقضين‪ ،‬و ّال ُيبطل أحدهما ّ‬
‫ي ه ّو مزيج من موت‬
‫مترابطان‪ .‬ووجودنا البشر ّ‬
‫وقيامة‪.‬‬
‫مستمر وعبو ّر‬
‫ّ‬
‫إنّ رحلتنا في هذه األرض فصح‬
‫مستمر من املوت إلى حياة جديدة‪ .‬وبين والدتنا‬
‫ّ‬
‫األولى وموتنا النهائي‪ ،‬تتألف مدة وجودنا بأسرها‬
‫من سلسلة من امليتات والوالدات «الصغيرة»‪.‬‬

‫نموذج من أنواع الموت‬
‫نموذج الموت – الحياة‬

‫خبرة الرفض‬

‫الفشل في الحب‬

‫كل مرحلة من مراحل حياتنا‪،‬‬
‫يجب أن يموت شيء مما فينا‬
‫لكي نستطيع العبور إلى المرحلة‬
‫التالية من الحياة‬
‫مصدر حياة جديدة‬

‫بداية النضج والتدرب على حياة‬
‫الراشدين‬

‫يسبب موتًا في قلب الشخص‬
‫الحزن على ميت‬
‫الذي يبقى‪ .‬لكن عندما تتم‬
‫أو فقدان شخص‬
‫مواجهة الحزن وقبوله داخليًا‬
‫محبوب‬
‫يصبح كل منا حيًا وناشطًا أكثر‬
‫منه من ذي قبل‬
‫علينا المرور بها لكي ينضج‬
‫موت اإليمان أي‬
‫إيماننا‪ .‬فااليمان األصيل هو‬
‫اليقين‬
‫فقدان‬
‫الحوار المستمر مع الشك‪.‬‬
‫باهلل‬
‫العميق‬
‫فاالجدر بنا ان نحطم كل‬
‫وبمعنى الوجود‬
‫مفاهيمنا الذهنيّة ألنها أصنام‪.‬‬
‫ولكي يكون إيماننا حيًّا‪ ،‬ال بد‬
‫له من أن يعرف الموت‬
‫باستمراراملوت تأتي القيامة‬
‫نستنتج مما ذكرناه‪ ،‬ان املوت ليس له طابع هدام‪ ،‬بل طابع خالق‪ .‬فمن‬

‫التعبير األعمّ واألكمل عن كل ما عشناه‬
‫ّ‬
‫والش يء الذي يموت يولد من أجل الحياة‪ .‬املوت ه ّو‬
‫عبر التاريخ بموت الرب وقيامته‪.‬‬
‫خالل حياتنا‪ .‬فكل ميتاتنا وقيامتنا الصغرىّ متحدة ّ‬


Slide 8

‫سر الشخص‬
‫•‬

‫•‬

‫أعظم الرؤى واألعجوبة الحقيقية‪ :‬إنسان مخلوقّ على صورّة‬
‫ً‬
‫إلحاحا‬
‫هللا ومثاله‪ .‬قد ّال نعرف في حياتنا الروحية مهمة أكث ّر‬
‫من املهمة التالية‪ :‬ان نجدد خشيتنا ودهشتنا أمام معجزة‬
‫وغير‬
‫شخصنا البشريّ وسره‪ .‬وفي داخلي توجد أعماق مستورّة ّ‬
‫ق‬
‫ي ومخلو ّ‬
‫ُمكتشفة‪ ،‬تتخطى إدراكي‪ .‬فالشخص اإلنسانيّ سر ّ‬
‫عناصر أساسية‪:‬‬
‫ّ‬
‫على صورة هللا وبالتالي فإنه مكونّ من أربعة‬
‫الحرية‪ ،‬وعمل النعمة‪ ،‬والشركة‪ ،‬والنموّ‪.‬‬
‫التعريف األفضل باالنسان وامليزة األولى التي تخوله ان يحقق‬
‫هو االمتنان أ ّو تقديم الشكر‪ .‬فالتسلسل‬
‫ذاته على حقيقتها‪ّ ،‬‬
‫األساس الذي يجب أن نتبعه عندما نرفع صلواتنا هو‪ :‬الشكر‪،‬‬
‫ثم التوبة‪ ،‬فتوجيه الطلبات‪ .‬ان االنسان كائن «حواريّ» ّال‬
‫ابتداء من اللحظة التي يوجد فيها على األقل‬
‫ًّ‬
‫يوجد إ ّال‬
‫شخصان متحاوران‪ .‬االنسان الحق ه ّو من يستطيع ان يختار‪،‬‬
‫ويشكر‪ ،‬ويشارك ويتقدم‪.‬‬

‫كما نرىّ من خالل مثل الخراف والجداء (متى ‪،)46-31 :25‬‬
‫فإن الدينونة األخيرة‪ ،‬في املجي الثاني للمسيح‪ ،‬لن تكو ّن‬
‫مبنية على أفكاريّ الداخلية ومشاعريّ الخاصة‪ ،‬ورّؤاي‬
‫ُ‬
‫وابتهاجاتي الروحية‪ .‬سوف أسأل عن عالقتي بأترابي‪ .‬فكو ّن‬
‫اللفظ املستخدم للداللة على الشخص في اللغى اليونانية‬
‫وهو يعني ً‬
‫أيضا الوجه‪ .‬بالتالي‪ ،‬فقط‬
‫هو ‪ّ prosopon‬‬
‫عندما أكو ّن ً‬
‫وأنظر في عيونهم‪ ،‬من‬
‫ّ‬
‫وجها لوجه مع اآلخرين‬
‫حيا‪ّ ،‬ال ف ً‬
‫ً‬
‫شخصا ًّ‬
‫ردا‪.‬‬
‫دونّ أن اتهرب من نظراتهم‪ ،‬أكونّ‬
‫فهو‬
‫الروح القدس الساكن في قلوبنا ه ّو روح مشاركة‪ّ :‬‬
‫يوحدنا مع أنه يجعلنا مختلفين أحدنا عن اآلخر‪.‬‬


Slide 9

‫طريق التوبة‬
‫التوبة‬

‫ليست التوبة‬
‫نقطة انطالق البشارة‬
‫السارة‬

‫حياة جديدة‬

‫خالص‬

‫دخول في ملكوت‬
‫السماوات‬

‫يقول ا ألب سريافمي ابابكوس تاس‪« :‬يف لك عرص ول س امي يف عرصان هذا‪،‬‬
‫ساس أأكرث من التوبة‪»...‬‬
‫الشديد القلق‪ ،‬املتعب واملضطرب‪ ،‬ل يشء أأ يم‬
‫لكي نفهم بشكل أفضل املعنى العميق للتوبة ّال بد لنا من‬
‫العودة إلى األصل اليوناني للكلمة وهو «ميتانويا» الذي‬
‫ًّ‬
‫تغيير النفس» أيّ ليس فقط الندم على‬
‫حرفيا « ّ‬
‫يعني‬
‫املاض ي‪ ،‬بل التحولّ الجذريّ لنظرتنا‪ ،‬واكتساب طريقة‬
‫واآلخر وأنفسنا‪ .‬فالتوبة ليست الندم‬
‫ّ‬
‫جديدة لرؤية هللا‪،‬‬
‫على الذات والشفقة عليها‪ ،‬بل هي تحولّ حياتنا إلى محورّ‬
‫واحد هام ه ّو الثالوث القدوس‪ ،‬أ ّو مركزتها حولّ هذا‬
‫املحورّ‪.‬‬

‫بل هي‬

‫فقدان الشجاعة‬

‫االنتظار اليقظ‬

‫ان حنس بأننا يف مأزق‬

‫إجياد احلل‬

‫حقدا على الذات‬
‫ً‬

‫تأكيد لـ «الذات» احلقيقيّة املخلوقة على‬
‫صورة اهلل‬

‫ان ننظر إىل أسفل‪ ،‬باجتاه النواقص املوجودة إىل األعلى‪ ،‬باجتاه حمبّة اهلل‬
‫فينا‬

‫كل اللوم الذي نلقيه على إىل األمام‪ ،‬بكل ثقة‬
‫ال إىل الوراء‪ ،‬مع ّ‬
‫أنفسنا‬
‫ان ننظر ال إىل ما مل نستطع أن حن ّققه أو إىل ما ميكننا ان حن ّققه ونكونَه بنعمة املسيح‬
‫نكونَه‬

‫تتجلى طبيعة التوبة الحقيقية واملشرقة بوضوح في حياة الكنيسة و ّال سيّما من خالل ثالثة‬
‫ي خالل‬
‫التعبير الليتورجي خالل الصوم الكبير‪ ،‬واألسرا ّر ّ‬
‫ّ‬
‫تعابير أساسية ومميزة هي‪:‬‬
‫ّ‬
‫االعتراف‪ ،‬والشخص يّ من خالل موهبة الدموع‪.‬‬
‫تكفير عن الخطيئة‪ .‬فإنما الخالص احدى‬
‫ّ‬
‫النظر إلى التوبة على أنها عقاب أ ّو‬
‫ّ‬
‫يجب عدم‬
‫غير املشروطة‪ .‬فالتوبة ليست هدامة ومثبطة للعزيمة بل هي محيية‬
‫عطايا النعمة اإللهية ّ‬
‫ُ‬
‫ُوم َ‬
‫ً‬
‫ً‬
‫فعمة بالرجاء‪ .‬فالتوبة املفعمة أل ًـما وفرحا في آن معا تعب ّر عن التوتّ ّر الخالق الذي لطاملا‬
‫طبع الحياة املسيحية على هذه األرض والذي وصفه القديس بولس بأسلوب حيّ (‪2‬كورّ ‪:4‬‬
‫‪10‬؛ ‪.)10-9 :6‬‬


Slide 10

‫دور األب الروحيّ‬
‫إن الذي يتسلّق جبالً للمرة األولى يجب أن يتبع طري ًقا‬
‫واضحة المعالم‪ ،‬كما أ ّنه بحاجة إلى مرشد ومرافق قد‬
‫تسلّق هذه القمة قبله وبالتالي يعرف الطريق‪ .‬هذا الدور‬
‫المزدوج هو دور األب الروحيّ الذي يسميّه اليونان‬
‫غيرون ‪ geron‬والروس ستارتس ‪ . starets‬والالفت‬
‫أنّ هذين اللفظين يعنيان في كلتا اللغتين «العجوز» أو‬
‫«الشيخ»‪.‬‬
‫إنّ رحلة الشيخ الحقيقية هي رحلة روحية‪ :‬في القلب‬
‫وخارجه‪ ،‬أي في المكان‪ .‬فمع أن الوحدة الخارجيّة‬
‫ً‬
‫شرطا كافيًا‪ ،‬ذلك أن‬
‫تشكل عو ًنا هامًا‪ ،‬إال أنها ليس‬
‫االنسان يمكنه ان يتعلم كيف يكون وحده أمام هللا وان‬
‫يتابع حياته في خدمة المجتمع بنشاط وفعالية‪.‬‬

‫ما هي املواهب الخاصة التي يتمتع بها األب الروحي؟‬
‫سار القلب‬
‫•النفاد اىل ا ألعامق والقدرة عىل المتيزي‪ ،‬أأ ّمي القدرة عىل ادراك أأ م‬
‫بواسطة احلدس‪ ،‬وفهم ا ألعامق اخلفيّة للكيان‪.‬‬
‫تبن أآلمه‪ .‬عندما نتحدث عن حمبّة السمتارتس ألبنائه‬
‫•القدرة عىل حمبة الآخر و ّ م‬
‫الروح» ا ألبويّة‪ .‬العالقة‬
‫ّم‬
‫املهم أأن حن ّدد املعّن التا ّم والشامل لوظيفة «ا ألب‬
‫من ّم‬
‫لك يشء عالقة ابلروح القدس؛ وحىت لو مل ي ّمت القضاء عىل نبع احمل ّبة‬
‫يه قبل ّم‬
‫تتحول اىل شلك جديد موتتطهّر من لك‬
‫البرشيّة‪ ،‬غري أأن هذه احمل ّبة جيب أأن ّ‬
‫حرارة عاطفيّة‪.‬‬
‫ّي‪.‬‬
‫البرشي‪ ،‬املادّي وغري املاد ّم‬
‫•القدرة عىل تغيري احمليط‬
‫ّ‬

‫لكن ماذا عن االبن الروحي؟ ما هو دروه وما هي مساهمته في إطار‬
‫عالقته هذه بأبيه الروحي؟‬
‫سيّةمبلميهمطاعةم‬
‫بنمالروحماىلمأأبيهمليستمطاعةمق م‬
‫• أأ ّنمالطاعةماليتميق ّدهمامالا‬
‫ّ‬
‫طوعيّةميق ّدهماممبلءمرضاه‪.‬‬
‫• العالقةمبنيمالس تارتسموالابنمالروحمليستمعالقةم أأحاديّةماجلانب‪،‬مبلميهمعالقةم‬
‫متبادةل‪ّ .‬‬
‫تتجىلمهذهمالعالقةماملتبادةلم(عالقةما ألخذموالعطاءمهذه) بمتواضعمالابنم‬
‫الصبور‪،‬متوصلما ألبميفمّنايةما ألمرماىلمالتوبةمواحلياةماجلديدة‪ .‬فميكونمالابنم‬
‫الروحمهوماذليميساعدم أأابهموليسمالعكس‪.‬‬
‫ّ‬


Slide 11

‫الهدوء القلبي والصمت في الصالة‬
‫•‬

‫•‬

‫هدوئ يعن يف ا ألصل الناسك أأو الراهب اذلي يعيش يف عزةل‪ ،‬ل وسط‬
‫ّم‬
‫ان لفظ‬
‫جامعة رهبانية‪ .‬تُفهم الهدوئ ّية عىل أأّنا حاةل وجدان ّية داخل ّية‪ .‬فالصومعة بروحانيهتا ل‬
‫متنح الناسك حاةل خارجيّة وجسديّة مع ّينة‪ ،‬بل حاةل روحيّة‪.‬‬
‫أأما أأمعق معاين الهدوئية فهو «العودة اىل اذلات»‪ .‬فالهدوئ‪ ،‬ابملعّن احلقيقي لللكمة‪،‬‬
‫ليس هو من مييض الوقت خار ًجا يف الصحراء‪ ،‬بل هو املسافر داخلًميا يف قلبه‬
‫جسدي عن الآخرين‪ ،‬مقف ًمال ابب صومعته‪ ،‬بل انه‬
‫ًم‬
‫الهدوئ من ينقطع‬
‫ّم‬
‫اخلاص‪ .‬ليس‬
‫من «يعود اىل ذاته» مقف ًمال ابب نفسه‪.‬‬
‫الدرجة األولى‬
‫االبتعاد عن الناس‬

‫مكانيّة‬

‫الدرجة الثانية‬
‫خارجية‬

‫الصمت أي االمتناع عن الكالم‬

‫الدرجة الثالثة‬
‫الصمت الفاعل والخالّق‬

‫«أوصد باب صومعتك في وجه جسدك‪،‬‬
‫وباب لسانك في وجه الكالم‪ ،‬وباب نفسك‬
‫الداخليّة في وجه األرواح الشريرة»‬

‫القلب يعن الانتقال من صاليت أأان اىل صالة هللا اذلي يعمل‬
‫الهدوء ّم‬
‫ّميف أأو الانتقال من الصالة «املرهقة» و«الصارمة» اىل «العفويّة»‬
‫القلب هو‪ ،‬يف معناه ا ألمعق‪،‬‬
‫احلقيقي أأو الهدوء ّم‬
‫ّم‬
‫و«املتدفّقة»‪ .‬والصمت‬
‫مطابق لصالة الروح القدس غري املنقطعة فينا‪.‬‬
‫فلك من جيهتد‬
‫للك فكر» وعودة الكرثة اىل الوحدة‪ّ .‬م‬
‫الصالة يه «اقصاء ّم‬
‫يصل داخل ًّيا ويقف أأمام هللا ابنتباه وتمأأمل‪ ،‬يعي مبارشة تفكّكه‬
‫جبدّ ية ليك ّ م‬
‫ادلاخل وعدم قدرته عىل الرتكزي يف اللحظة احلارضة‪ ،‬يف الزمن‪ .‬فا ألفاكر‬
‫ّم‬
‫قةل الرتكزي هذه وعدم القدرة النمسان عىل أأن‬
‫تزدمح يف ر أأسه وتضطرب‪ّ .‬م‬
‫بلك كيانه يه من عواقب السقوط الأكرث مأأس مويّة‪.‬‬
‫حارضا‪ّ ،‬م‬
‫يكون ً‬


Slide 12

‫ماذا ينبغي أن‬
‫نفعل للصراع‬
‫ضد األفكار؟‬

‫معارضة األفكار التي‬
‫تجتاحنا‪ ،‬أي‬
‫مواجهتها ومحاولة‬
‫طردها بقدرتنا‬
‫الشخصية‬

‫ً‬
‫ً‬
‫مجهودا إدارًيا بسيطا ّال يمكنه أن يوقف تدفق الصورّ واألفك ّار التي‬
‫ان‬
‫ًّ‬
‫داخليا‪ .‬إن استدعاء اسم يسوع يساعدنا على أن نرك ّز حو ّل نقطة‬
‫تغرقنا‬
‫واحدة شخصيتنا املفككة‪ .‬صالة يسوع هي تطبيق للطريقة الثانية التي تقوم‬
‫على الصراع ضدّ األفكار؛ فعوض أن نحاولّ جعل تخيالتنا الفاسدة تختفي‬
‫بمواجهتنا إياها‪ ،‬نحولّ فكرنا عنها ونتطلع إلى سينا يسوع املسيح؛ وعوض أن‬
‫نتكل على قوانا الخاص نتكل على القوة والنعمة اللتين تعمالن من خالل‬
‫االسم اإللهيّ‪ .‬فاستدعاء اسم يسوع باستمر ّار يساعدنا على تسليم أمرنا هلل‬
‫واالبتعاد عن الثرثرة املتواصلة‪.‬‬
‫نحول انتباهنا عنها ونتطلّع‬
‫إلى مكان آخر‪ .‬وهكذا ال تكون‬
‫استراتيجيتنا الروحية سلبية‬
‫بل تصبح إيجابية‪ :‬إذ إن‬
‫هدفنا املباشر ليس تفريغ‬
‫ذهننا مما هو شر بل ملؤه‬
‫بما هو خير‬

‫هكذا تس تطيع صالة امس يسوع أأن ُُت ّمل الهدوئ ّية يف القلب وينتج من ذكل‬
‫أأمران‪:‬‬
‫ أأ ّمن ذكر امس يسوع جيب أأن يتبع ايقاعًا معينًا ومنتظ ًما من أأجل بلوغ‬‫الهدف املنشود‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكون ذكر امس يسوع مس ًمترا من دون انقطاع قدر املس تطاع‪.‬‬