حقيقة الجرح والتعديل : إعداد : األستاذ الدكتور المكي اقالينة األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم بصحة الحديث أوضعفه : قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره

Download Report

Transcript حقيقة الجرح والتعديل : إعداد : األستاذ الدكتور المكي اقالينة األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم بصحة الحديث أوضعفه : قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره

Slide 1

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 2

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 3

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 4

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 5

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 6

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 7

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 8

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 9

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 10

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 11

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 12

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 13

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 14

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 15

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 16

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 17

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 18

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 19

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 20

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 21

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 22

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 23

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 24

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 25

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 26

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 27

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 28

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 29

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 30

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 31

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 32

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 33

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 34

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 35

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 36

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 37

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬


Slide 38

‫حقيقة الجرح والتعديل‪:‬‬
‫إعداد‪ :‬األستاذ الدكتور المكي اقالينة‬

‫األمور التي يدرسها المح ِّدث قبل الحكم‬
‫بصحة الحديث أوضعفه‪:‬‬
‫قبل الحكم بصحة الحديث أو خبره‪ ،‬يقوم المحدث بدراسة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدى عدالة الرواة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى ضبط الرواة‪.‬‬
‫‪ -3‬مدى اتصال السند‪.‬‬
‫‪ -4‬مدى سالمة الحديث من الشذوذ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى سالمة الحديث من العلة‪.‬‬

‫حقيقة الجرح‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجرح في اللغة‪ :‬ال ُجرْ ح – بالضم‪ -‬يكون في األبدان بالحديد ونحوه‪ .‬والجَرْ ح –‬
‫بالفتح‪ -‬يكون باللسان في المعاني واألعراض ونحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرح في االصطالح‪ :‬هو وصْ فَُ الراوي في عدالته أو ضبطه بما يقتضي ت ْليينَ‬
‫روايته أو تضعيفها أو ر َّدها‪.‬‬
‫فالموصوف بما يقتضي تليين روايته هو الصدوق سي َُء الحفظ‪ ،‬تتقوى روايته بوجود‬
‫قرينة مرجحة لجانب ضبطه لحديث معين‪.‬‬
‫والموصوف بما يقتضي تضعيف روايته ال يخلو تضعيفه من ثالث حاالت‪ ،‬وهي‪-1 :‬‬
‫أن يكون تضعيفا مطلقا‪ ،‬فال تقبل روايته عند تفرُّ ِده‪ ،‬ولكن تتقوى بالمتابعة من مثله‬
‫فترتقي إلى حسن لغيره‪ -2 .‬أن يكون تضعيفا مقيَّدا بالرواية عن بعض الشيوخ أو في‬
‫بعض البلدان أو في بعض األوقات‪ ،‬فيختص الضعف بما قُيِّد به دون سواه‪ -3 .‬أن‬
‫يكون تضعيفا نسبيا‪ ،‬وهو الواقع عند المفاضلة بين راويين فأكثر‪ ،‬فهذا ال يلزم منه‬
‫ثبوت الضعف المطلق في الراوي‪ ،‬بل يختلف الحكم عليه بحسب قرينة الحال في تلك‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وأما الموصوف بما يقتضي ر ََّد روايته‪ ،‬فهو الضعيف جدا فمن دونه‪ ،‬ال يُقوّ ي غيره‬
‫وال يتقوّ ى بغيره‪.‬‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعديل في اللغة‪ :‬هو التسوية وتقويم الشيء وموازنته بغيره‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعديل في االصطالح‪ :‬هو وصف الراوي بما يقتضي قبول‬
‫روايته‪.‬‬
‫ت‪ -‬استعمال كلمة ”التعديل“ في االصطالح بمعنى التوثيق‪:‬‬
‫أصل كلمة التعديل يعني الحكم بعدالة الراوي‪ ،‬لكنها قد اسَُتع ِملت هنا‬
‫بمعنى أشمل‪ ،‬وهو ”التوثيق“‪ ،‬أي الحكم بعدالة الراوي وضبطه‬
‫معا‪ ،‬ألنهما أساس قبول خبر الراوي‪.‬‬
‫ل المرْ ءَ على مُالزَم َِة التقوى والمروءة‪.‬‬
‫وال ُمراد بالعدالة‪ :‬ملكةَ تحْ ِم َُ‬
‫صفَُ بالعدالة‪.‬‬
‫والعدْ ل ُ‪ :‬هو ال ُم َّت ِ‬
‫َ‬

‫حقيقة التعديل‪:‬‬
‫شروط العدالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬السالمة من الفسق‪.‬‬
‫‪ -5‬السالمة من خوارم المروءة‪.‬‬

‫حقيقة الضبط‪:‬‬
‫المحفوظ‪.‬‬
‫َِ‬
‫صيانة‬
‫الضبط هو ِ‬
‫والضب ُط نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الصدور‪ :‬وهو حفظ الراوي ما تلقاه من حديث‪ ،‬والقدرة على‬
‫استحضاره متى شاء‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط السطور (ضبط الكتاب)‪ :‬هو صيانة المكتوب بالتصحيح لما‬
‫سمعه من الشيخ‪ ،‬وصيانته من أن ينتقل إلى يد غير أمينة فتزيد فيه أو‬
‫تنقص‪.‬‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ُمبْهم‪ :‬وهو من لم يُبيَّن اسمه‪.‬‬
‫ل العين‪ :‬وهو من لم يرو عنه إال راو واحد‪ ،‬ولم ِّ‬
‫يوثقه أو‬
‫‪ -2‬مجهو َُ‬
‫يُضعِّفه أحد‪.‬‬
‫يوثق أو‬
‫‪ -3‬مجهول الحال‪ :‬وهو من روى عنه راويان فأكثر‪ ،‬إال أنه لم ََّ‬
‫يُضعَّف‪.‬‬
‫كل ذلك لعدم العلم بأحوالهم في العدالة والضبط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخرج بتعريف العدل‪:‬‬
‫‪ -1‬الكافر‪ -2 .‬الصبي‪ -3 .‬المجنون‪ -4 .‬المبتدع‪ -5 .‬الفاسق‪-6 .‬‬
‫ط المروءة‪.‬‬
‫المتهم بالكذب‪ -7 .‬الكذاب‪ -8 .‬ساقِ َُ‬

‫راط الضبط‪:‬‬
‫ما يَ ْخ ُر ُج بتعريف ال َعد ِْل واشت ِ‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخرج باشتراط الضبط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬سوء الحفظ‪.‬‬
‫‪ -3‬الغفلة‪.‬‬
‫‪ -4‬مخالفة الرواة‪.‬‬
‫‪ -5‬فحش الغلط‪.‬‬

‫ما تَ ْثبُت به العدالة‪:‬‬
‫تثبت العدالة عند جمهور العلماء بأحد أمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفاضة‪ ،‬بأن يشتهر الراوي بالثناء عليه بالثقة واألمانة‪ ،‬كما هو‬
‫حال األئمة ومن جرى مجراهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنصيص األئمة المُع ِّدلين على عدالة الراوي‪.‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬إذا روى العدل ُ عن رجل وس ّماه‪ ،‬فهل تعتبر روايته عنه تعديال‬
‫منه له؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال ُتعتبر رواية العدل تعديال منه لمن روى عنه‪ .‬وهو قول أكثر‬
‫العلماء من المحدثين وغيرهم‪.‬‬
‫ل بعض أهل الحديث‪.‬‬
‫ب‪ -‬يعتبر ذلك تعديال منه له‪ .‬وهو قو َُ‬
‫ت‪ -‬إذا كان العدل قد ُعلِم أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فروايته توثيق لمن‬
‫روى عنه‪ ،‬وإال فال تعتبر روايته عنه توثيقا‪ .‬وهو الذي يصححه‬
‫علما األصول وجمع من المحدثين‪ ،‬وبه يأخذ الشيخان (البخاري‬
‫ومسلم وابن خزيمة والحاكم‪.)...‬‬

‫اختُلِف في حصول التوثيق في مسألتين‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا عمل العالم أو أفتى على و ْفق الحديث‪ ،‬فهل ُيعتبر ذلك‬
‫تصحيحا له وتعديال لراويه؟ اختلف في ذلك على أقوال‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتبر ذلك تعديال له‪ .‬قاله الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتبر حكما منه بصحة ذلك الحديث وال عدالة الراوي‪ .‬قال به‬
‫ابن الصالح‪.‬‬
‫أما إذا كان عمل العالم مخالفا للحديث الذي يرويه‪ ،‬فهل يعتبر ذلك‬
‫قدْ حا في صحته أو جرحا في راويه؟‬
‫ذهب الخطيب البغدادي وابن الصالح إلى أن ذلك ال يقدح في صحته‬
‫وال في عدالة راويه‪.‬‬

‫ف به ضبطُ الراوي‪:‬‬
‫ما يُ ْع َر ُ‬
‫يعرف ذلك بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقارنة روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط واإلتقان‪ .‬فإذا‬
‫كانت روايته موافقة لروايتهم ولو في المعنى غالبا‪ ،‬وكانت مخالفته‬
‫ل الضبط‪.‬‬
‫ُخت َُّ‬
‫نادرة‪ُ ،‬ح ِكمَ له بالضبط‪ .‬أما إذا كثرت منه المخالفة‪ ،‬فهو م َْ‬
‫لكنه إذا كان عنده أصل كتابَ صحيح‪ ،‬وقد التزم الرواية منه‪َ ،‬قُ ِبلت‬
‫روايته‪.‬‬
‫ل ضمن رواياته لِ ُي ْنظرَ‬
‫أحاديث ُت ْدخ َُ‬
‫َُ‬
‫‪ -2‬امتحان الراوي‪ ،‬كأن ُت ْقرأ عليه‬
‫أي ْف ِطنَُ لها أم ال‪ .‬أو ُت ْقلب عليه األساني َُد والمتونَُ الختباره‪.‬‬

‫شروط ال ُم َع ِّدل وال ُم َج ِّرح‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عدال‪.‬‬
‫ورعا يمنعه الور ُعَ من التعصُّب والهوى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ِ‬
‫الّ يغترََّ بظاهر حال الراوي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يقظا غيرَ مغ َّفلَ لئ َ‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بأسباب الجرح والتعديل‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫اختلف العلماء في ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬يُقبل التعديل مُبهما وال يُقبل الجرح إال مفسَّرا‪ ،‬ألن أسباب التعديل‬
‫كثيرة‪ ،‬بخالف الجرح‪ ،‬فإنه يحصُل بأمر واحد‪ .‬وربما أطلق أحدهم‬
‫الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرحَ في نفس األمر‪ .‬وهو‬
‫رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يُقبل الجرح مبهما‪ ،‬وال يقبل التعديل إال مفسرا‪ .‬ألن الجرح إنما‬
‫يؤخذ من إمام عارفَ بأسباب الجرح والتعديل‪ ،‬وألن أسباب التعديل‬
‫ُ‬
‫يكثر ال َّتص ُّنع فيها والتظاهر بها‪ ،‬فربما سارع المع َِّدل إلى الثناء اغترارا‬
‫بظاهر الحال‪.‬‬

‫س َر ْين أو ُم ْب َه َم ْين (تابع)‪:‬‬
‫قَبو ُل الجرح والتعديل ُمفَ َّ‬
‫‪ -3‬ال يُقبالن إال مفسرين‪ .‬لجميع األسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬يُقبالن مبهمين‪.‬‬
‫‪ -5‬قبول التعديل مبهما‪ ،‬والتفصيل في قبول الجرح‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫حجر العسقالني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان من جُرِّ ح مجمال قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن‪ ،‬فال يقبل‬
‫الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان خال عن التعديل‪ ،‬قُ ِبل فيه الجرح المبهم‪.‬‬

‫تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫صور تعارض الجرح والتعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحصل التعارض بصدورهما من أكثر من إمام‪ ،‬وهو حالتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الجرح مفسرا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون الجرح مبهما‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحصل التعارض في أقوال اإلمام الواحد‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعارض الجرح المفسر مع التعديل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقدم الجرح المفسر على التعديل في جميع األحوال‪ ،‬وهو رأي‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬يق َّدم التعديل على الجرح إذا كان عدد المعدلين أكثر‪ .‬وهو قول‬
‫بعض أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -3‬يقدم قول األحفظ من األئمة المختلفين‪ .‬وهو قول البلقيني‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يقدم قول أحدهم إال بمرجح‪ .‬وهو رأي ابن الحاجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعارض الجرح المبهم مع التعديل‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن كان الموثق إماما متساهال‪ ،‬فال يقدم توثيقه على جرح اإلمام‬
‫المعتدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان معتدال أو متشددا‪ ،‬فإنه يقدم توثيقه على جرج المجرِّ ح‪.‬‬

‫‪ -2‬تعارض الجرح والتعديل الصادرين من إمام‬
‫واحد‪:‬‬
‫له صورتان‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يتبيَّن تغ ُّي َُر اجتهاد اإلمام في الحكم على ذلك الراوي‪ ،‬فيؤخذ بآخر‬
‫قوليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يتبين تغيُّر اجتهاده‪ ،‬فنقوم بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين القولين إن أمكن‪ ،‬كأن يكون التوثيق أو التضعيف نسبيا‬
‫ال مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬الترجيح إذا لم نتمكن من الجمع‪ ،‬كأن يكون بعضَُ تالميذ اإلمام‬
‫ُ‬
‫المالزم‪.‬‬
‫َ‬
‫ة‬
‫أكثر مالزمة له من بعض‪ ،‬فتق َّد َُم رواي‬
‫ِ‬
‫‪ -3‬األخذ بأقرب القولين إلى قول أهل النقد عند ُّ‬
‫تعذ َِر الجمع والترجيح‪.‬‬
‫‪ -4‬التو ُّقف حتى يظهر مُرجِّ ح عند تعذر كل ما سبق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل‪:‬‬
‫هناك ضوابط لتقديم الجرح المفسر على التعديل‪ ،‬وكذا تقديم التعديل‬
‫على الجرح المبهم‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتبار مناهج األئمة في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم مُتع ِّنت في الجرح‪ ،‬مُتثبِّت في التعديل‪ ،‬مثل شعبة بن الحجاج‪،‬‬
‫ويحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ويحيى بن معين‪ ،‬وأبي حاتم الرازي‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم معتدل في التوثيق‪ ،‬منصف في الجرح‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان الثوري‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن مهدي‪ ،‬واإلمام أحمد‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وأبي زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والدارقطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقسم متساهل‪ ،‬مثل ال ِعجْ لي‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن ِحبّان‪ ،‬والدارقطني‬
‫أحيانا‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫فائدة هذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا جاء التوثيق من المتشددين‪ ،‬فإنه يعتمد إال إذا خالف اإلجماع على تضعيف‬
‫الراوي‪ ،‬أو كان الجرح مفسرا فإنه يقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا جاء التجريح من متشدد‪ ،‬فإنه يُنظر هل وافقهم أحد على ذلك‪ .‬فإن وافقهم أحد‬
‫على ذلك ولم يوثق ذلك الراوي أحدَ من النقاد‪ ،‬فهو ضعيف‪ .‬وإن لم يوافقهم أحد‬
‫على التضعيف‪ ،‬وعارضهم توثيق من معتبر‪ ،‬فال يقبل الجرح إال مفسرا‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا جاء التوثيق من المتساهلين‪ ،‬فإنه ينظر هل وافقهم أحد من األئمة اآلخرين‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن وافقهم أحد أ ُ ِخذ بقولهم‪ ،‬وإن انفرد أحدهم بذلك التوثيق فإنه ال يسلَّم‬
‫له‪ ،‬فابن حبان مثال من عادته توثيق المجاهيل‪.‬‬
‫‪ -4‬وإذا جاء التجريح من المتساهلين‪ ،‬ينظر ذلك‪ ،‬ألنهم ليسوا على مرتبة واحدة في‬
‫التساهل‪ ،‬فالعجلي متساهل مع الضعفاء‪ ،‬وابن حبان متعنت معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬وأما أقوال المعتدلين المنصفين‪ ،‬فإنه يعتمد عليها ما لم يُعارض توثيقهم بجرح‬
‫مفسر خالَ من التعنت والتشدد‪ ،‬فإنه يقدم على التوثيق‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين مراتب النقاد في التشدد والتوسط من الطبقة الواحدة‪.‬‬
‫كل طبقة من الطبقات ال تخلو من متشدد ومتوسط‪:‬‬
‫‪ -1‬من الطبقة األولى‪ :‬شعبة والثوري‪ ،‬وشعبة أشدهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن الطبقة الثانية‪ :‬يحيى القطان وابن مهدي‪ ،‬ويحيى أشدهما‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن الثالثة‪ :‬ابن معين وأحمد‪ ،‬وابن معين أشدهما‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الرابعة‪ :‬أبو حاتم الرازي والبخاري‪ ،‬وأبو حاتم أشدهما‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫باعَ ُثه االختالفَُ في‬
‫‪ -3‬يُتو َّقفَُ في قبول الجرح إذا ُخ ِشيَ أن يكون ِ‬
‫االعتقاد‪ ،‬أو المنافسة بين األقران‪.‬‬
‫ق من استفاضت عدال ُته واشتهرت إمام ُته‪.‬‬
‫ل الجرح في ح َِّ‬
‫‪ -4‬ال ُي ْقب َُ‬
‫ح إسنا َُده إلى اإلمام المحْ ِكيَِّ عنه‪.‬‬
‫ص ََّ‬
‫‪ -5‬ال ِعبْرةَ ِبجرحَ وال توثيقَ لم ي ِ‬
‫ت إلى الجرح الصادر من المجروح إال إذا كان الجارح إماما‬
‫‪ -6‬ال ي ُْلتف َُ‬
‫له عنايةَ بهذا الشأن وقد خال الراوي المجروح عن التوثيق ولم تظهر‬
‫الجارح في جرْ حه‪.‬‬
‫َِ‬
‫ل على تحام َِ‬
‫ُل‬
‫قرينة تد َُّ‬
‫ت إلى جرح ي ْغلُبَُ على الظن أن مصدرَه ضعيف‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ي ُْلتف َُ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المتأخر إذا عارض توثيقَ األئمة‬
‫‪ -8‬يُتأ َّنى في األخذ بجرح اإلمام‬
‫المُتق ِّدمين حتى يتبين وجهه بما يجرِّ ح الراوي مطلقا‪.‬‬
‫‪ -9‬قد يقع بسبب الخطأ في ال َّنسْ خ من الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬من ع ُِرف من حاله أنه ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬فإنه إذا روى عن‬
‫صف بأنه ثقة عنده‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬وُ ِ‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -11‬الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الذين أخرجا لهم على سبيل االحتجاج على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬من لم يُتكلَّم فيه بجرح‪ ،‬فذاك ثقة‪ ،‬حديثه قوي وإن لم ي ُنصََّ أحد على توثيقه‪ ،‬حيث‬
‫اكتسب التوثيق الضمني من إخراجهما له أو أحدهما‪ ،‬وهما اشترطا الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬من ُت ُكلِّم فيه بالجرح‪ ،‬له صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬تارة يكون الكالم فيه تع ُّنتا‪ ،‬والجمهور على توثيقه‪ ،‬فهذا حديثه قوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينحط عن مرتبة الحسن‬
‫َُّ‬
‫وحفظه له اعتبار‪ ،‬فهذا ال‬
‫‪ -2‬وتارة يكون الكالم في تليينه‪،‬‬
‫لذاته‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الذين أخرجا لهم في الشواهد والمتابعات والتعاليق‪ :‬فهؤالء تتفاوت درجات‬
‫من أ ُ‬
‫جد‬
‫خرج له منهم في الضبط وغيره‪ ،‬مع حصول اسم الصدق لهم‪ .‬وحينئذ‪ ،‬إذا وُ ِ‬
‫ِ‬
‫لغير اإلمام في أحدَ منهم مطعن‪ ،‬فذلك الطعنَُ مُقابلَ لتعديل هذا اإلمام‪ ،‬فال يُقبل إال‬
‫مفسَّرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا‪ ،‬أو في ضبطه لخبر‬
‫بعينه‪ ،‬ألن األسباب الحاملة لألئمة على الجرح متفاوتة‪ ،‬منها ما يقدح‪ ،‬ومنها ما ال‬
‫يقدح‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫اصطالحات األئمة فيما يطلقونه من ألفاظ الجرح والتعديل‪.‬‬
‫َُ‬
‫‪ُ -12‬تراعى‬
‫‪ -13‬قد تختلف داللة اللفظ جرحا وتوثيقا باختالف ضبطه‪ ،‬مثل‪ :‬مودَ (من ألفاظ‬
‫الجرح)‪ ،‬ومؤ ٍّد‪ ،‬من ألفاظ التوثيق‪ ،‬أي يحسن أداء الحديث‪.‬‬
‫‪ -14‬قد ي ِر َُد التوثيق والتضعيف من األئمة مُقيَّدين‪ ،‬فال يُحَْك َُم بواحدَ منهما على‬
‫الراوي بإطالق‪ ،‬بل بحسب ما يقتضيان معا من جرح وتوثيق‪ .‬وذلك مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬توثيق الراوي فيما ح َّدث به في بلد دون بلد‪.‬‬
‫ب‪ -‬توثيق الراوي فيما ح ّدث به عن أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ت‪ -‬توثيق رواية الراوي إذا جاءت من طريق أهل إقليم دون آخر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تضعيف ما ح َّدث به الراوي الثقة عن بعض شيوخه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في اإلسناد عددا من شيوخه في‬
‫إسناد واحد دون ما أفردهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬توثيق حديث الراوي في وقت دون وقت (ألنه اختلط)‪.‬‬
‫خ‪ -‬تضعيف رواية الراوي من حفظه‪ ،‬وتوثيق روايته من كتابه‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل وقرائنَُ‬
‫َُ‬
‫سياق الكالم الذي ت ِر َُد أثناءه‬
‫َُ‬
‫‪ -15‬يراعى‬
‫األحوال التي اقتضت ورودها في الراوي‪.‬‬
‫إطالق التوثيق من األئمة المتقدمين أكثر شموال منه عند‬
‫َُ‬
‫يرد‬
‫‪ -16‬قد ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬وهو عند المتأخرين أكثر تحديدا لدرجة الراوي‪.‬‬
‫‪ -17‬قد يختضَُّ الراوي في فنٍَّ من فنون الرواية بسبب ما يبذله فيه من جهد‬
‫في تلقيه وأدائه‪ ،‬فيكون حجة في ذلك الفن‪ ،‬وأما ما سواه من فنون الرواية‪،‬‬
‫فقد يُحتج به فيه‪ ،‬وقد ت ْقصُر درجته عن االحتجاج‪ ،‬وربما قصُرت عن‬
‫درجة االعتبار‪.‬‬
‫ألفاظ الجرح والتعديل المنقولة من كتب المتقدمين مختصرةَ أو‬
‫َُ‬
‫‪ -18‬قد ترد‬
‫محكيةَ بالمعنى في كتب المتأخرين الضطرارهم إلى جمع أكبر عدد من‬
‫الرواة في كتاب واحد‪ ،‬فيؤثر ذلك االختصار وتلك الحكاية للفظ الجرح‬
‫والتعديل في الحكم على الراوي توثيقا وجرحا‪.‬‬

‫من ضوابط الجرح والتعديل (تابع)‪:‬‬
‫‪ -19‬يتأثر الجرح والتعديل الصادران من األئمة المتأخرين بقدر‬
‫اطالعهم على أقوال األئمة المتقدمين في الحكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -20‬ال يُشترط في الرواة المتأخرين ما يشترط في المتقدمين من‬
‫الضبط واإلتقان‪ .‬وقد اعتبر الذهبي الحد الفاصل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين‪ :‬رأس سنة ثالثمائة‪.‬‬

‫وجوه الطعن في الراوي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلبهام‪ .‬ب‪ -‬جهالة العين‪ .‬ت‪ -‬جهالة الحال‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يتعلق بالعدالة‪:‬‬
‫أ‪ -‬انخرام المروءة‪ .‬ب‪ -‬االبتداع‪ .‬ت‪ -‬الفسق‪ .‬ث‪ -‬التهمة بالكذب‪ .‬ج‪-‬‬
‫الكذب‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يختص بالضبط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما يشمل ضبط الصدر وضبط الكتاب (التساهل في التحمل واألداء)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يختص بضبط الصدر‪ -1 :‬سوء الحفظ‪ -2 .‬مخالفة الرواة‪-3 .‬‬
‫الوهم‪ -4 .‬الغفلة‪ -5 .‬فحش الغلط‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما يختص بضبط الكتاب‪( :‬الرواية من فرع غير مقابل باألصل)‪.‬‬
‫‪ -4‬ما ال يتعلق بالعدالة وال بالضبط في الغالب‪ :‬أ‪ -‬التدليس‪ .‬ب‪ -‬كثرة‬
‫اإلرسال‪ .‬ت‪ -‬كثرة الرواية عن المجهولين والمتروكين‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي‪:‬‬
‫المراد بجهالة الراوي‪ :‬أن ال يُعرفَ فيه تعديل وال تجريح مُعَيَّن‪.‬‬
‫ويدخل تحتها‪ :‬إبهام اسم الراوي‪ ،‬وجهالة عينه‪ ،‬وجهالة حاله‪.‬‬
‫أقسام المجهول‪ :‬هما قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهول العين‪ :‬وهو من لم يعرف العلماء عدالته مطلقا‪.‬‬
‫‪ -2‬مجهول الحال (المستور)‪ :‬من ع ُِرفت عدال ُته الظاهرة‪ ،‬ولم تعرف‬
‫عدالته الباطنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫كيفية ارتفاع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتفع جهالة العين برواية راويين عن الراوي‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتفع جهالة الحال بتنصيص أحد األئمة على وثاقته‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يتعلق بجهالة الراوي (تابع)‪:‬‬
‫أسباب الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسمي الراوي شيخه‪ ،‬أو يكنيه‪ ،‬أو ينسبه إلى قبيلة أو بلد أو‬
‫صنعة على غير ما اشتهر به ذلك الشيخ‪ ،‬فيُظنَُّ أنه شيخَ آخر‪ ،‬فتحصُل‬
‫ُ‬
‫ويكثر ذلك في تدليس الشيوخ‪.‬‬
‫الجهالة‪،‬‬
‫ل األخذ عنه‪ ،‬فال‬
‫الّ من رواية الحديث‪ ،‬في ِق َُّ‬
‫‪ -2‬أن يكون الراوي ُم ِق َ‬
‫يُعرف‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُيب ِْهم الراوي اسم شيخه‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني رجل“‪ ،‬أو ”حدثني‬
‫بعضهم“‪ ،‬أو ”أخبرنا شيخَ لنا“‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يذكر الراوي اسم شيخه مهمال‪ ،‬كأن يقول‪” :‬حدثني فالن“‪ ،‬أو‬
‫”حدثني ابن فالن“‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم نصَِّ األئمة على توثيق الراوي أو تضعيفه‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول ووثاقته‪:‬‬
‫‪ -1‬رواية المبهم‪ :‬ال يقبل حديثه‪ ،‬ألنه ال تعرف عدالته وال ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬وثاقة من أ ُ ْبهم بلفظ التوثيق‪ :‬كأن يقول‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬في وثاقته‬
‫خالف‪:‬‬
‫• ال يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬الحتمال أن يكون مجروحا عند آخر‪ ،‬وهو‬
‫قول الخطيب البغدادي‪.‬‬
‫• يكفي ذلك في التوثيق‪ ،‬وهو منقول عن أبي حنيفة‪ .‬ألن المو ِّثق مؤتمن‬
‫رسل لو‬
‫على ذلك‪ ،‬هو نظير االحتجاج بالحديث المُرْ سل من جهة أن الم ِ‬
‫ج بالمحذوف لما حذفه‪ ،‬فكأنه ع َّدله‪.‬‬
‫لم يحت ََّ‬
‫والراجح القول األول‪.‬‬

‫ضوابط الموثَّق على اإلبهام‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ُيعرف المو َّث ُق على اإلبهام بالنص عليه‪ ،‬أو باالستقراء من‬
‫عمل اإلمام‪:‬‬
‫• فإن كان ثقة‪ ،‬اع ُت ِمد هذا التوثيق‪ ،‬مثل قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن‬
‫الليث بن سعد“‪ ،‬فالثقة هنا هو يحيى بن حسّان ال َّتنيسي الب ْكري‪.‬‬
‫• وإن كان دون مرتبة الثقة‪ ،‬اع ُت ِمد في حاله الدرجة التي تليق به‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قول الشافعي‪” :‬حدثني الثقة عن ابن جريج“‪ ،‬فمراده بالثقة هنا‪:‬‬
‫مسلم بن خالد المخزومي موالهم‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬كثير األوهام‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بين اإلبهام بلفظ‪” :‬حدثني الثقة“‪ ،‬و“حدثني من ال أتهم“‪،‬‬
‫فاللفظة األولى أرفع بكثير من الثانية‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم رواية مجهول العين‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال‪:‬‬
‫• ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ل روايته إذا كان المنفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل‪،‬‬
‫• قبو َُ‬
‫كعبدالرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫• يقبل حديثه إذا ز ّكاه – مع رواية الواحد‪ -‬أحد أئمة الجرح والتعديل‪.‬‬
‫وهو قول أبي الحسن بن الق ّ‬
‫طان‪.‬‬

‫حكم رواية المجهول (تابع)‪:‬‬
‫‪ -2‬حكم رواية مجهول الحال (المستور) ‪:‬‬
‫اختلفوا في ذلك كما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ر َُّد روايته مطلقا‪ .‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول روايته‪ .‬يُنسب إلى بعض المحدثين مثل البزار والدارقطني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إطالق ر َِّد روايته وال قبولها‪ ،‬بل يُقال‪ :‬رواية العدل مقبولة‪،‬‬
‫ورواية الفاسق مردودة‪ ،‬ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالته‪.‬‬
‫وهو رأي الجويني‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة‪:‬‬
‫‪ -1‬جهالة الصحابي ال تضرَُّ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحوال المجهولين على مراتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬إحسان الظن بكبار التابعين ما لم تكن روايتهم مخالفة لألصول‪ ،‬أو‬
‫فيها ركاكة اللفظ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز رواية خبر صغار التابعين بحسب اختالف جاللة الراوي‬
‫عنهم وتحريه وعدم ذلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان من أتباع التابعين فمن بعدهم‪ ،‬فهو أضعف لخبره‪ ،‬سيما إذا‬
‫انفرد به‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا كان المنفرد عن المجهول من كبار األثبات‪ ،‬فأقوى لحاله‪.‬‬
‫ويحتج بمثله جماعة‪ ،‬كالنسائي وابن حبان‪.‬‬

‫من ضوابط موضوع الجهالة (تابع)‪:‬‬
‫‪ -3‬الرواة الذين احتج بهم صاحبا الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬يكتسبون التوثيق‬
‫الضمني بذلك‪ ،‬وترتفع عنهم به الجهالة وإن لم ينص أحد على توثيقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزم من حكم بعض األئمة بالجهالة على الراوي أن يكون مجهوال‪،‬‬
‫فقد يعرفه غيره فيوثقه‪.‬‬
‫‪ -5‬قول أبي حاتم في الرجل‪” :‬إنه مجهول“ ال يريد به أنه لم يرو عنه سوى‬
‫واحد‪ ،‬بل قد يروي عنه جماعة‪ ،‬بمعنى أنه مجهول الحال عنده‪.‬‬
‫‪ -6‬من عادة األئمة أنهم ال يطلقون كلمة ”مجهول“ إال في حق من غلب‬
‫على الظن كونه مجهوال ال يُعرف مطلقا‪ ،‬والغالب أن هذا الحكم ال يُطلق إال‬
‫من إمام َّ‬
‫مطلِع‪ .‬أما إذا أراد أنه ال يعرف الرجل‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬مجهول‪ ،‬ال‬
‫أعرفه‪.‬‬
‫ضعِّفن للجهالة‪.‬‬
‫ضعِّف من النساء إنما ُ‬
‫‪ -7‬جميع من ُ‬
‫‪ -8‬ال يعتبر سكوت البخاري وابن أبي حاتم عن توثيق الراوي وتضعيفه‬
‫توثيقا له وال تجريحا له‪.‬‬