المفاوضات الدولية وتسوية النزاعات تمهيد : هناك وسائل متعددة لحل النزاعات الدولية ، حاول فقهاء القانون الدولي تصنيفها ، واستقر الوضع على تقسيمها إلى حلول ودية.

Download Report

Transcript المفاوضات الدولية وتسوية النزاعات تمهيد : هناك وسائل متعددة لحل النزاعات الدولية ، حاول فقهاء القانون الدولي تصنيفها ، واستقر الوضع على تقسيمها إلى حلول ودية.

‫المفاوضات الدولية وتسوية النزاعات‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫هناك وسائل متعددة لحل النزاعات الدولية‪ ،‬حاول فقهاء القانون الدولي‬
‫تصنيفها‪ ،‬واستقر الوضع على تقسيمها إلى حلول ودية هي الحلول السياسية‬
‫والحلول القانونية مثل المفاوضات‪ ،‬والوساطة‪ ،‬والتحقيق‪ ،‬ولجان التوفيق‪،‬‬
‫والتحكيم والقضاء الدوليين‪ .‬وحلول أخرى غير ودية‪ ،‬مثل الحرب والحصار‬
‫واالنتقام وغيرها‪ .‬وقد اختلفت التصنيفات الفقهية لوسائل التسوية السلمية‬
‫للمنازعات الدولية حسب المعيار المعتد أيضا في التصنيف‪ ،‬فمنهم من قسمها إلى‬
‫أربعة أنواع هي‪ :‬الوسائل الدبلوماسية والسياسية والتحكيمية والقضائية‪ ،‬حيث‬
‫يشمل النوع األول المفاوضات الدبلوماسية والمساعي الحميدة والوساطة والتحقيق‬
‫والتوفيق‪ ،‬وتتمثل الوسائل السياسية في التسويات التي تتوالها أجهزة المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬أما النوع الثالث فهو التحكيم الدولي‪ ،‬أما النوع الرابع فيشمل التسويات‬
‫التي تتوالها محاكم العدل الدولية‪ ،‬وهناك من قسم الوسائل السلمية إلى قسمين‪،‬‬
‫التسويات التي تتم بواسطة المنظمات الدولية والتقنيات التقليدية‪ .‬غير أن التقسيم‬
‫الشائع هو ذلك الذي يقسم الوسائل السلمية إلى الوسائل القضائية أو القانونية‬
‫من جهة‪ ،‬والوسائل السياسية أو الدبلوماسية من جهة أخرى‪.‬‬
‫وما يهمنا في هذا الموضوع هو المفاوضات الدولية كوسيلة سلمية‬
‫لحل المنازعات الدولية‪ ،‬وهذا ال يعني أن المفاوضات تتم في وقت السلم‬
‫فقط‪ ،‬بل أنها كوسيلة لتسوية النزاعات قد تعتمد حتى عند استعمال‬
‫وسائل غير ودية‪ ،‬كما أنها قد تكون جزء مهما من وسائل سلمية أخرى‬
‫مثل الوساطة أو اللجان المختلطة في التحكيم الدولي‪ .‬وسوف نحاول في‬
‫هذا الموضوع التعرف عن قرب على المفاوضات الدولية من حيث‬
‫التعريف بها‪ ،‬والتعرف على المفاوضين‪ ،‬وكذا أهم خصائص المفاوضات‬
‫الدولية وأشكالها‪ ،‬وكذا نهايتها‪ .‬لكن قبل ذلك البد من التعرف بشكل‬
‫مفصل على ماهية النزاع الدولي الذي يكون محال لهاته المفاوضات‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية النزاع الدولي‬
‫أوال ‪ /‬تعريف النزاع الدولي‪:‬‬
‫‪ – 1‬التعريف الفقهي للنزاع الدولي‪:‬‬
‫هناااااك تعريفااااات المتعااااددة للناااازاع الاااادولي‪ ،‬نااااذكر منهااااا أنااااه مجمااااوع‬
‫اإلدعاااءات المتناقضااة بااين شخصاايين دوليااين أو أكثاار‪ ،‬ويتطلااب حلهااا طبقااا‬
‫لقواعد تسوية المنازعة الدولية الواردة في القانون الدولي‪ ،‬وهنااك مان ذهاب‬
‫إلى أن النزاع الادولي هاو ذلاك النازاع الاذي ينشاد باين دولتاين أو بوجاه عاام‬
‫بين شخصيين أو أكثر من أشخاص القانون الدولي‪ ،‬ويتضمن وجود مطالاب‬
‫أو إدعاااءات ماان قباال أحااد األط اراف الدوليااة بخصااوص مساادلة أو موضااوع‬
‫محدد وأن تقابل هذه المطالب أو تلك اإلدعااءات باالرفأ أو بعدعااءات مان‬
‫جانب الطرف اآلخر‪.‬‬
‫وهناك من يرى بادن مصاطلا النزاعاات الدولياة يساتعمل باختصاار لوسام‬
‫خااالف بااين دولتااين علااى مساادلة قانونيااة أو حااادث معااين‪ ،‬أو بساابب تعاارأ‬
‫وجهااات نظرهمااا القانونيااة‪ ،‬فااالنزاع الاادولي يتعلااق بظهااور مصااالا متضاااربة‬
‫تجسااد ساالوكات متقابلااة ماان قباال الاادولتين المتنااازعتين‪ ،‬لهااذه السالوكات ماان‬
‫الجديااة والجسااامة مااا يهاادد مصااالا إحاادى الاادولتين (احتجااا ‪ ،‬إدعاااء حااق‪،‬‬
‫إنكاره من الطرف المقابل‪ )...‬حول واقعة أو مسدلة قانونية‪.‬‬
‫ويمكن أن نعرف النزاع الدولي اختصا ار بدنه خالف حاول مسادلة قانونياة‬
‫(كتفسااير معاهاادة دوليااة) أو واقعيااة كااالخالف حااول مكااان سااير خااط الحاادود‪،‬‬
‫ويتمثل في تناقأ أو تعارأ أو تضاارب اآلراء القانونياة لشخصاين أو أكثار‬
‫من أشخاص القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ – 2‬التعريف القضائي للنزاع الدولي‪:‬‬
‫ال نجد الكثير فاي هاذا المجاال‪ ،‬اللهام ماا جااء فاي القارار الصاادر عان‬
‫المحكمة الدائمة للعدل الدولي في قضية مافرومااتي (‪ 30‬أوت ‪،)1924‬‬
‫حيث ذهبت إلى أن النزاع الادولي يعارف بدناه‪" :‬عادم االتفااق بشادن مسادلة‬
‫ماان مسااائل الواقااع أو القااانون"‪ ،‬ومعنااى ذلااك أن الن ازاع الاادولي هااو خااالف‬
‫بين دولتاين علاى مسادلة قانونياة أو حاادث معاين‪ ،‬بسابب تعاارأ وجهاات‬
‫نظرهما القانونية أو تعارأ مصالحهما‪.‬‬
‫ما يستخلص من هاذه التعااريف أن يشاترط لقياام النازاع الادولي تاوافر‬
‫الشرطين التاليين‪:‬‬
‫ يشااااترط أن يكااااون هناااااك خااااالف ينشااااد عاااان إدعاااااءات ومصااااالا‬‫متناقضة بين أطراف مختلفة‪ ،‬ويستمر في المطالبة بهاته اإلدعاءات‪.‬‬
‫ أن يكون أطراف النزاع من أشخاص القاانون الادولي‪ ،‬أي أن يكاون‬‫النااازاع ذو صااافة دولياااة عاماااة وليسااات خاصاااة‪ ،‬وهاااذا ماااا سااانتطرق إلياااه‬
‫بالتوضيا في النقطة الموالية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬أطراف النزاع الدولي‬
‫المنازعااة الدوليااة هااي تلااك المنازعااة التااي تنشااد بااين الاادول‪ ،‬أو بااين أشااخاص القااانون‬
‫الدولي بوجه عام‪ ،‬أي أن المنازعات التي تقع بين أفراد ينتمون إلاى النظاام القاانوني فاي دول‬
‫مختلفااة ال تاادخل فااي إطااار النزاعااات الدوليااة‪ ،‬فهااذه المنازعااات يخااتص بهااا القااانون ال ادولي‬
‫الخاص‪ ،‬الذي يطبق أيضا على المنازعات بين األفراد والادول األجنبياة‪ ،‬أي أن النزاعاات التاي‬
‫يكون أحد أفرادها فردا ال ترقى كقاعدة عامة إلى مصاف النزاعات الدولية إال إذا قررت الدولاة‬
‫التي يحمل جنسيتها هاذا الفارد تبناي مطالبتاه ضاد الدولاة األجنبياة‪ ،‬فهناا تخار المنازعاة مان‬
‫نطاق القانون الدولي الخاص إلى نطاق القانون الدولي العام‪ ،‬وهاو ماا يسامى بنظاام الحماياة‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫هذه مجموعة من العيناات التاي يمكان أن يتحاول الفارد فيهاا إلاى طارف فاي نازاع دولاي‪،‬‬
‫غير أن ذلاك ال يتادتى كماا هاو مالحاظ إال بعاد إضافاء ماا يسامى بالحماياة الدبلوماساية‪ ،‬التاي‬
‫تعااارف بدنهاااا حلاااول الدولاااة التاااي يحمااال الشاااخص المتضااارر جنسااايتها محلاااه فاااي المطالباااة‬
‫بالتعويأ تجاه الدولاة التاي قامات بالعمال غيار المشاروع‪ ،‬وذلاك اساتنادا إلاى حاق الدولاة فاي‬
‫حمايااة األف اراد الااذين يحملااون جنساايتها‪ ،‬وهناااك مجموعااة ماان الشااروط يجااب توافرهااا إلعمااال‬
‫الحماياااة الدبلوماساااية‪ ،‬هاااي الجنساااية‪ ،‬واساااتنفاد طااارق المراجعاااة الداخلياااة‪ ،‬وساااالمة سااالوك‬
‫المتضرر‪.‬‬
‫نشير كذلك إلى أن النزاعاات التاي تقاع باين دولاة وشاركة اساتثمار أجنبياة تخار كاذلك‬
‫ماان النزاعااات الدوليااة‪ ،‬حتااى ولااو انصاارفت إرادة الطاارفين إلااى تطبيااق بعااأ قواعااد القااانون‬
‫الاادولي العااام‪ ،‬حيااث يحاادث فااي الكثياار ماان الحاااالت أن تشااترط الشااركة االسااتثمارية إخضاااع‬
‫منازعاته إلى قواعد القانون الدولي رغبة في تفادي ما يمكان أن يطا أر علاى القاانون الاداخلي‬
‫للدولة المتعاقدة من تعديالت‪ ،‬ويمكان للشاركات كدشاخاص خاصاة أن تصابا أيضاا طرفاا فاي‬
‫النزاعات الدولية متى نالت هي األخرى الحماية الدبلوماسية وفقا للشروط السابقة‪.‬‬
‫وقبل أن ننتقل من هذا العنصر‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أن وضع الفرد في القانون الدولي‬
‫المعاصر‪ ،‬في تطور مستمر‪ ،‬حيث أن الفرد يمكن أن يكون طرفا في بعأ النزاعات‬
‫الدولية‪ ،‬حتى في ظل غياب الحماية الدبلوماسية‪ ،‬لعل أهمها وضعيته في مجال حقوق‬
‫اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬ففي العديد من االتفاقيات المتعلقة بهذا المجال نجدها‬
‫تعترف بالفرد وتمكنه من التقاضي ورفع الدعاوى والتظلم والشكوى أم المحاكم والعديد من‬
‫اللجان الدولية‪ ،‬كما أن الفرد له وضع خاص في نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪ ،‬ناهيك عن تنامي مركز الفرد في المجال الدولي‪ ،‬وخاصة في الجرائم الدولية‪ ،‬في‬
‫إطار تطور مبدأ عالمية النص الجنائي‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬تقسيم النزاعات الدولية‬
‫هنااااك تقسااايمات متعاااددة للنزاعاااات الدولياااة‪ ،‬حياااث تختلاااف النزاعاااات‬
‫الدولية من حيث موضوعها‪ ،‬فقد يتعلاق النازاع بالتنفياذ معاهادة دولياة‪ ،‬وقاد‬
‫يتعلق النزاع بمدى مطابقة سلوك دولة ما لقاعدة دولية معينة‪ ،‬كما تختلاف‬
‫النزاعااات ماان حيااث خطورتهااا‪ ،‬فقااد يترتااب علااى النازاع تهديااد الساالم واألماان‬
‫الاادوليين‪ ،‬وقااد يكااون التهديااد أقاال خطااورة كطاارد أجنبااي أو دبلوماسااي ماان‬
‫دولة ما‪ ،‬وهناك تقسيم آخر للنزاعاات الدولياة علاى أساا جيرافاي‪ ،‬فتقسام‬
‫النزاعات إلاى دولياة عالمياة‪ ،‬وأخارى دولياة إقليمياة‪ ،‬وأخارى نزاعاات داخلياة‬
‫داخاال حاادود الدولااة كااالحرب األهليااة‪ ،‬غياار أن أهاام وأدق تقساايمات الن ازاع‬
‫الدولي هو تقسيمه من حيث طبيعته إلى نزاع قانوني الاذي يمكان أن يكاون‬
‫محال للتسوية القضائية والنزاع السياسي‪ ،‬لما له من بالغ األثار علاى قباول‬
‫حل النزاعات قضائيا واآلثار المترتبة عليها‪.‬‬
‫‪ – 1‬تعريف النزاع القانوني‪:‬‬
‫النزاعات ذات الطبيعة القانونية هي تلك النزاعات التي تخضع عادة‬
‫للتسوية القضائية عن طريق التحكيم والقضاء الدوليين‪ ،‬والتي يكون الطرفان‬
‫على خالف حول تطبيق األوضاع القائمة أو تفسير أحكامها‪ ،‬وهذه النزاعات‬
‫يمكن حلها وفقا للقواعد القانونية المتعارف عليها في تسوية النزاعات‬
‫الدولية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬تعريف النزاع السياسي‪:‬‬
‫يعرف البعأ المنازعات الدولية ذات الطبيعة السياسية بدنها كل نزاع‬
‫من أجل التفوق في السلطة والهيمنة‪ ،‬وهناك من يرى بدنها تلك النزاعات‬
‫التي ال تقبل عادة التسوية عن طريق القضاء أو التحكيم الدوليين‪،‬‬
‫‪ – 3‬معايير التمييز بين النزاع القانوني والنزاع السياسي‪:‬‬
‫المذهب الشخصي‪:‬‬
‫هناااك ماان يااذهب إلااى أن األطاراف المتنازعااة تسااتطيع وفقااا إلرادتهاا أن‬
‫تسبغ على النزاع صفة قانونية أو سياسية‪ ،‬حيث يعتبر هذا الفريق أنه مان‬
‫الخطد الرجوع إلاى طبيعاة النازاع إلساباة صافة ماا علياه‪ ،‬كماا أناه مان غيار‬
‫المالئااام الرجاااوع إلاااى طبيعاااة القواعاااد التاااي يجاااب علاااى المحكماااة أن تقاااوم‬
‫بتطبيقهااا لهااذا اليااارأ‪ .‬وهااذا االتجاااه هاااو مااا يطلااق علياااه فقهااا اال تجااااه‬
‫الشخصي‪ ،‬وهذا ألننا نعتمد على إرادة الدول واختيارها‪.‬‬
‫المذهب الموضوعي‪:‬‬
‫بااالنظر إلااى كثاارة االنتقااادات الموجهااة للمااذهب الشخصااي ظهاار االتجاااه‬
‫الموضاااوعي‪ ،‬الاااذي حااااول االساااتناد إلاااى قواعاااد القاااانون الااادولي‪ ،‬حياااث أن‬
‫المنازعة القانونياة هاي تلاك المنازعاة التاي يارى أطرافهاا أن إدعااءاتهم تقاوم‬
‫علااااى أسااااا ماااان القااااانون الاااادولي‪ ،‬فالموضااااوعات القانونيااااة هااااي تلااااك‬
‫الموضوعات التاي يمكان أن يصادر فيهاا قارار مسابب مان محكام أو محكماة‪،‬‬
‫وفااي نفا هااذا االتجاااه هناااك ماان ياارى باادن المنازعااات التااي تعتقااد فيهااا كاال‬
‫األط اراف بدنهااا تسااتطيع تحقيااق مصااالحها ماان خااالل تطبيااق القااانون دون‬
‫الحاجة إلى اللجاوء إلاى وساائل أخارى‪ ،‬أماا المنازعاة السياساية عنادهم فهاي‬
‫تلك المنازعة التي تعتمد فيها الدول علاى اإلدعااءات االقتصاادية والسياساية‬
‫واألخالقية‪ ،‬التي لم تنظمها بعد قواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫فالمالحظ إذا أن هناك تعدد في المعايير الفقهية التي حاولت التمييز‬
‫بين نوعي المنازعة الدولية‪ ،‬وباالرجوع إلاى موقاف القضااء الادولي‪ ،‬نجاده‬
‫لم يتطرق بشكل صريا لمشكل التصنيفات هاته إال في عدد مان القضاايا‬
‫الدوليااة فااي أحكامااه األخياارة نساابيا‪ ،‬حيااث رفااأ التفرقااة بااين المنازعااات‬
‫القانونية والمنازعات السياسية‪ ،‬حيث جاء في حكم محكمة العادل الدولياة‬
‫في قضية الدبلوماسيين األمريكيين المحتجزين في طهران سنة ‪،1980‬‬
‫حيث ردت المحكمة على اإلدعاء اإليراني الرافأ الختصاص المحكمة‬
‫بسبب طبيعة النزاع السياسية‪ ،‬بدن جاء في حيثيات القرار‪" :‬ال يوجد أي‬
‫نص في نظامها األساسي وال في الئحتها الداخلية يمنعها من الفصل في‬
‫نزاع تحت مقولة أن النزاع له جوانب ومظاهر سياسية أيا كانت أهمية هاته‬
‫الجوانب أو المظاهر"‪ .‬وهو نف الموقف الذي اتخذته المحكمة في قضية‬
‫األنشطة العسكرية وشبه العسكرية في نيكاراغوا وضدها سنة ‪،1984‬‬
‫حيث دفعت الواليات المتحدة أن هذا النزاع ال يصلا عرضه على المحكمة‬
‫األمن هو المختص به ولي‬
‫بسبب طبيعته السياسية‪ ،‬وأن مجل‬
‫المحكمة‪ ،‬فردت هاته األخيرة على هذا الدفع بدنه‪" :‬طالما أن مجل األمن‬
‫لم يتحقق مما وقع على النحو الوارد بالمادة ‪ 39‬من الميثاق‪ ،‬فعن‬
‫المنازعات يجب أن تسوى وفقا للطرق المذكورة بالمادة ‪ 33‬بما فيها الحل‬
‫القضائي أي العرأ على محكمة العدل الدولية‪،"...‬‬
‫وفي الحكم الصادر عن ذات المحكمة في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1988‬بخصوص‬
‫قضية األعمال المسلحة الحدودية وعبر الحدودية بين نيكاراغوا‬
‫والهندو ار ‪ ،‬أكدت المحكمة على اختصاصها بالفصل في جميع المنازعات‬
‫الدولية أيا كانت طبيعتها‪ ،‬قانونية أم سياسية‪ ،‬ورفضت المحكمة أي‬
‫محاولة للحد من دورها تحت ستار هاته التفرقة التقليدية المرفوضة في ظل‬
‫الوضع الراهن للعالقات الدولية‪ ،‬وهذا الموقف للقضاء الدولي جدير بالتدييد‬
‫ألنه ال يخلو أي نزاع دولي مهما كان من معطيات قانونية وسياسية تمتز‬
‫وتتداخل فيما بينها‪ ،‬فالممارسة الدولية تكشف عن أن معظم النزاعات إن لم‬
‫تكن جميعها لها طبيعة مزدوجة‪ ،‬فهي تضم عناصر قانونية كما ترتكز في‬
‫نف الوقت على أس سياسية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬المف اوضات الدبلوماسية لحل النزاعات الدولية‬
‫أوال ‪ /‬تعريف المفاوضات الدبلوماسية‪:‬‬
‫تسااامى المفاوضاااات بالمفاوضاااات المباشااارة‪ .‬والمفاوضاااات الدبلوماساااية‬
‫والمفاوضات الدولية‪ ،‬ويقصد بها مجموع المباحثات والمشااورات التاي تجاري‬
‫باين دولتاين أو أكثار بهادف تساوية نازاع قاائم بينهاا بطريقاة ودياة ومباشاارة‪،‬‬
‫وتعتبر المفاوضات أول القنوات الهامة التي ينبيي على الدول سلوكها عادة‬
‫إل زالااة أي نزاعااات قااد تنشااد بينهااا‪ .‬وقااد تاام الاانص علااى هاتااه الوساايلة فااي‬
‫العديااد ماان االتفاقيااات الدوليااة‪ .‬وتعااد المفاوضااات ماان أقصاار وأيساار الطاارق‬
‫الدبلوماسااية لحاال المنازعااات‪ ،‬وذلااك لعاادم تقياادها بااعجراءات شااكلية معينااة‪.‬‬
‫وتبدأ المفاوضات عادة بادعوة توجههاا إحادى الادول المتفاوضاة‪ ،‬وقاد تكاون‬
‫الاادعوة مصااحوبة بمشااروع معاهاادة أو اقتا ار وقااد تكااون مجاارد دعااوة لتباادل‬
‫وجهات النظر حول موضوع معين تتم المفاوضة على أساسه‪.‬‬
‫ولكي نفهم جيدا الادور األساساي للمفاوضاات فالباد أن ننتباه‬
‫إلى أنه إذا كانت الحرب هي فن اإلكراه‪ ،‬فعن المفاوضات هاي فان‬
‫اإلقناااع‪ ،‬فلهااا بحكاام وظيفتهااا معنااى سياسااي هااام‪ ،‬وتسااتخدم فااي‬
‫السلم كما تستخدم في الحرب‪ ،‬ولما كانت الدبلوماساية تتركاز فاي‬
‫إعاااداد وتنفياااذ السياساااة الخارجياااة للااادول‪ ،‬فاااعن أداة تساااهم فاااي‬
‫تحقياااق أهاااداف هاتاااه السياساااة هاااي وسااايلة المفاوضاااات‪ ،‬ساااواء‬
‫العلنية منها أو السرية‪ ،‬حياث أنهاا تقارب أو تباعاد باين األهاداف‬
‫السياسية لكل دولة أو شخص من أشخاص القانون الدولي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬المفاوضون الدبلوماسيون‪:‬‬
‫تجري المفاوضات ما بين أشخاص يطلق اسم المندوبين أو الممثلين أو‬
‫المتفاوضين‪ ،‬وهم يزودون بالوثائق التي تمنحهم الصالحية المطلقة‪ ،‬يطلق‬
‫عليها تسمية وثائق التفويأ التي تدبج بطريقة رسمية خاصة‪ ،‬وهي تحمل‬
‫طابع الدولة الذي يرمز إلى سيادتها واستقاللها‪ ،‬وتحمل أيضا تواقيع رئي‬
‫الدولة ورئي الحومة ووزير الخارجية‪.‬‬
‫ويقدم المندوب تفويضه‪ ،‬أي وثيقة صالحيته‪ ،‬إلى السلطات التي‬
‫ّ‬
‫سيتفاوأ معها‪ ،‬ويتدكد كل متفاوأ من حيازة المتفاوضين اآلخرين هذه‬
‫الوثيقة‪.‬‬
‫ووثيقة التفويأ الممنوحة تخول عادة الممثل أو المندوب‪ ،‬إمكانية‬
‫التفويأ والتوقيع‪ ،‬غير أنه في بعأ األحيان ال تمنا له صالحية التوقيع‬
‫وتمنحه حق التفاوأ فقط‪ ،‬وهذا من أجل إعطاء الدولة فرصة لمراجعة‬
‫المفاوضات قبل التوقيع‪ ،‬وفي حالة ما إذا تجاوز المفاوأ حدود تفويضه وقام‬
‫بالتوقيع‪ ،‬فعن توقيعه ال يلزم الدولة التي يتفاوأ باسمها في شيء‪ ،‬ولذلك‬
‫فعن للكيفية التي يحرر بها التفويأ أهمية كبرى‪.‬‬
‫وبالرجوع للمادة السابعة من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة‬
‫‪ ،1969‬نجد أن األصل في أن التفاوأ يقوم به رؤساء الدول المتنازعة‪،‬‬
‫أو يمكن أن يقوم بذلك رؤساء الحكومات أو وزراء الخارجية وال يحتاجون‬
‫في هذه الحالة إلى أي تفويأ خاص لهم بذلك من رئي الدولة‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يقوم بذلك أي شخص آخر يوكل إليه القيام بهذه المهمة‪ ،‬من وزراء أو‬
‫دبلوماسيين أو أي موظف فني‪ ،‬غير أنه يشترط في هذه الحالة أن يكون‬
‫مزودا بتفويأ صريا ومكتوب صادر عن رئي الدولة من أجل تمثيل‬
‫الدولة في مرحلة المفاوضات‪ ،‬فاألصل أن يقوم بهذه المهمة رئي الدولة‪،‬‬
‫غير أنه اليوم من النادر جدا أن يقوم بهذه المهمة إال بالنسبة للمعاهدات‬
‫المهمة‪.‬‬
‫وتنص المادة السابعة من معاهدة فيينا دائما على منا رؤساء‬
‫البعثات الدبلوماسية صالحية التفاوأ مع الدول التي يمثلون دولهم‬
‫لديها‪ ،‬دون الحاجة إلى تفويأ خاص بذلك‪ ،‬كما تنص كذلك على منا‬
‫هذه الصالحية لممثلي الدول لدى المنظمات الدولية‪ ،‬بالنسبة للمعاهدات‬
‫المقترحة في إطار المنظمات المعتمدين لديها‪.‬‬
‫والمالحظ انه من الناحية العملية أن المفاوضات عادة ما تتم بين‬
‫وزراء خارجية الدول المتنازعة‪ ،‬أو بين ممثليهم الدبلوماسيين‪ ،‬غير أن‬
‫أنجع المفاوضات التي أثبتها التعامل الدولي هي تلك المفاوضات التي‬
‫يجريها مفاوضون من أصحاب االختصاص‪ ،‬والمتمتعين بالمهارة والخبرة‬
‫واإلتقان‪.‬‬
‫ومن شروط نجا المفاوأ أن يكون قاد ار على أداء مهمته برو‬
‫معنوية عالية‪ ،‬وأن يكون متسلحا في كل وقت بقوة الحجة واإلقناع‪ ،‬ومبديا‬
‫في نف الوقت حسن نيته في التوصل إلى حل سلمي‪ ،‬ومن مستلزمات‬
‫الوطني المتجسد في تفضيل‬
‫نجا المفاوضات وضو الرؤية والح‬
‫المصالا العامة على الخاصة لدى المفاوأ‪ ،‬والمهارة التي يجب أن يتحلى‬
‫بها تتطلب منه إذا كانت المفاوضات توشك أن تصل إلى طريق مسدود أن‬
‫يبادر إلى صيغ مناسبة تخرجه من المدزق‪ ،‬وقد يستلزم ذلك إدخال تعديالت‬
‫على المقترحات المقدمة مبدئيا‪ ،‬واذا كان المفاوأ وفدا‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫الفريق متضامنا ومتفهما ومنسجما‪ ،‬ومتفقا مسبقا على األدوار التي يلعبها‬
‫كل طرف في الفريق‪ ،‬ومتفقا كذلك على الهدف المسطر والواجب الوصول‬
‫إليه‪ ،‬وأن يخضع الجميع إلى رئي واحد هو األكثر خبرة ودراية‪ ،‬لكي ال‬
‫تظهر سمات عدم االتفاق وضعف المفاوضين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬خصائص المفاوضات الدولية‪:‬‬
‫‪ – 1‬المرونة‪:‬‬
‫ذلك أن الهدف من التفاوأ هو الوصول إلى حد أدنى من االتفاق‪ ،‬ولذلك‬
‫وجب أن يكون هناك نوع من التنازل من الجانبين‪ ،‬ذلك أن النزاع تجري‬
‫مناقشته بين األطراف المتنازعة بصورة مباشرة وفقا لمصالحهم المشتركة‪،‬‬
‫مما يحتم على كل طرف أن يطّلع على رأي الطرف الثاني‪ ،‬فالتوصل إلى‬
‫تسوية النزاع ال يخلو من المساومات والتنازالت‪ ،‬ويؤكد البعأ على أن‬
‫نجا المفاوضات يتوقف في غالب األحيان على ما يقدمه األطراف من‬
‫تنازالت‪ ،‬ولهذا فعن فن التفاوأ يفترأ توافر قدر من المرونة لدى‬
‫األطراف حتى يساعد على مراعاة حقوق كل طرف‪ ،‬فال يدخل احدهما في‬
‫المفاوضات بيرأ الحصول على كل الميانم دون تقديم أي تنازل‪.‬‬
‫‪ – 2‬السرية‪:‬‬
‫والسرية ليست خاصية تشمل جميع المفاوضات وانما تشمل‬
‫أغلبها‪ ،‬وتعتبر خاصية مهمة في نجا المفاوضات‪ ،‬ذلك أنها تخر‬
‫المفاوضات وتبعدها عن التدثيرات الخارجية والمصالا واألطماع‬
‫الدولية األخرى‪ .‬وان كان المالحظ اليوم أن أسلوب المفاوضة هو‬
‫األسلوب األكثر انتشا ار في التعامل الدولي‪ ،‬إال أن وسائل اإلعالم ال‬
‫تزودنا بشكل دوري بالتقارير عما يجري من مفاوضات في مختلف‬
‫أرجاء العالم‪ ،‬والسبب يعود للخاصية الثانية للمفاوضات وهي خاصية‬
‫السرية والرغبة في الكتمان التي تكتنف هاته األعمال‪.‬‬
‫‪ – 3‬السرعة‪:‬‬
‫ألن الحلول الودية إذا لم تنجا تفتا الباب أمام الحلول غير الودية‪ ،‬فعن‬
‫خاصية السرعة في المفاوضات تصبا خاصية ذات أهمية بلية‪ ،‬ألن‬
‫طبيعة العالقة الودية بين الطرفين تستدعي تسوية مبكرة للنزاع بقصد‬
‫تهدئة التوتر واعادة العالقات إلى مجراها الطبيعي‪ ،‬غير أن هذا األمر ال‬
‫يعني أن هناك فترة زمنية محددة إلنجاز المفاوضات‪ ،‬فقد تنتهي بسرعة‬
‫خالل ساعات أو أيام‪ ،‬ولكنها قد تطول أحيانا لتستيرق شهو ار أو‬
‫أعواما‪ ،‬والمثال على ذلك أن إنهاء الحرب الكورية في الخمسينيات تطلب‬
‫سنتين من المفاوضات وعقد المئات من االجتماعات‪ ،‬والمفاوضات بين‬
‫الصحراء اليربية والمملكة الميربية‪ ،‬وكذا الفلسطينية اإلسرائيلية استيرقت‬
‫أعواما ولم تنته بعد‪.‬‬
‫رابعا ‪ /‬أشكال المفاوضات الدولية‪:‬‬
‫ال يوجد شاكل محادد للمفاوضاات‪ ،‬وانماا تتخاذ أشاكال متعاددة‪ ،‬ناذكر‬
‫منهااا‪ :‬أن المفاوضااات قااد تكااون دائمااة وقااد تكااون مؤقتااة‪ ،‬فالمفاوض اات‬
‫الدائمة هي تلك المفاوضات المستمرة وتتم خصوصا في إطار المنظماات‬
‫الدولية وأجهزتها كالجمعية العامة ومجل األمن في األمم المتحادة‪ ،‬أماا‬
‫المفاوضات المؤقتاة فهاي تاتم علاى وجاه الخصاوص عناد قياام نازاع ماا‪،‬‬
‫حيث تحاول الدول الوصول عان طرياق المفاوضاات إلاى حال هاذا النا ازع‬
‫إما بشكل ثنائي أو جماعي‪.‬‬
‫وهنااااك شاااكل ثااااني للمفاوضاااات الدبلوماساااية‪ ،‬يتعلاااق بعنصااار العلنياااة‪،‬‬
‫فتقسااااام المفاوضاااااات إلاااااى مفاوضاااااات علنياااااة أو مفاوضاااااات سااااارية‪ ،‬أماااااا‬
‫المفاوضات السارية‪ ،‬وهاي الناوع اليالاب مان الناحياة التطبيقياة‪ ،‬فعنهاا تادور‬
‫فااي الخفااااء وال يعلااام بفحواهاااا الااارأي العااام الااادولي‪ ،‬وغالباااا ماااا يحمااال فيهاااا‬
‫المفاوضون أسماء غير حقيقية‪ ،‬وعادة ما يجري هذا الناوع مان المفاوضاات‬
‫في دولة محايدة أو تحت رعاية دولة ثالثاة‪ ،‬ويكاون هاذا المار ضاروري كلماا‬
‫زاد تعقيااد الن ازاع وحساساايته‪ ،‬وماان األمثلااة علااى المفاوضااات الساارية نااذكر‬
‫المفاوضات التي تمت في الميرب سنة ‪ 1977‬بين حسان التهاامي وموشاي‬
‫ديان‪ ،‬للترتيب لزيارة السادات لأل راضي المحتلة في ‪ 19‬أكتاوبر ‪ .1977‬أماا‬
‫المفاوضات العلنية فهي تلك المفاوضات التي تجري على مسمع وعلم الارأي‬
‫العام الدولي‪ ،‬مثل المفاوضات التي تمت خالل ماؤتمر مدرياد للساالم بتااري‬
‫‪ 31‬أكتااوبر ‪ ،1991‬والااذي عقااد ماان أجاال التوصاال إلااى حاال الن ازاع العربااي‬
‫اإلسرائيلي‪.‬‬
‫والمفاوضات بالنظر إلى األطراف المتفاوضة يمكان أن تكاون مفاوضاات ثنائياة‪،‬‬
‫كمااا يمكاان أن تكااون مفاوضااات جماعيااة أو متعااددة األط اراف‪ ،‬فالمفاوضااات الثنائيااة‬
‫وهي النوع اليالب والحاسم في فأ النزاعات‪ ،‬فتتم بحضور مفاوضين عان الادولتين‬
‫المتنازعتين بشكل مباشر‪ ،‬والتاي لهاا مصاالا مباشارة فاي الفاأ النازاع‪ ،‬وهاذا الناوع‬
‫من المفاوضات يطلق عليه المفاوضات التي تتم بالطريق الدبلوماسي العادي‪ ،‬حياث‬
‫يجتمع الممثلون الدبلوماسيون لدى دولة ماا بمنادوبي هاذه الدولاة ويتناقشاون حاول‬
‫موضااوع المعاهاادة وياادبجون نصااها ثاام يوقعونهااا ونااذكر ماان هااذه المفاوضااات م اثال‬
‫مفاوضات إفيان بين الجزائر وفرنسا‪ ،‬أما المفاوضات الجماعياة أو متعاددة األطاراف‪،‬‬
‫أو تلك المفاوضات التي تتم في إطار مؤتمر دولي‪ ،‬وهو ما يسمى بالمفاوضاات عان‬
‫طريااق المااؤتمرات الخاصااة‪ ،‬التااي ياادعى إليهااا مناادوبوا الاادول المتفاوضااة‪ ،‬وفااي هااذه‬
‫تنسق أعمال المؤتمر ويوضع لها برنامج أو نظاام داخلاي توافاق علياه الادول‬
‫الحالة ّ‬
‫المتفاوضة‪ ،‬وقد تتم المفاوضة كذلك داخل إطار منظمة دولياة معيناة‪ ،‬إذا كانات هاذه‬
‫المنظمة هي الداعية إلى عقد معاهدة ماا‪ ،‬كتلاك المفاوضاات المتعلقاة بماؤتمر األمام‬
‫المتحدة الدبلوماسي للمفوضين الذي عقد في روما في الفترة الممتدة من ‪ 15‬جاوان‬
‫إلى ‪ 17‬جويلية من عام ‪ ،1998‬وهذا بقصد التوصل إلى اتفاق حول إنشاء ووضع‬
‫قواعد للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫يضاف إلى ما سبق أن المفاوضاات الدولياة باالنظر إلاى مكاان إجرائهاا‪،‬‬
‫نجاااد أنهاااا قاااد تجاااري فاااي إقلااايم إحااادى الااادولتين المتناااازعتين أو فاااي دولاااة‬
‫محايدة‪ ،‬كتلاك المفاوضاات التاي أجراهاا وفاد الحكوماة الجزائرياة المؤقتاة ماع‬
‫فرنسا بسويس ار في ‪ 07‬أفريل ‪ ،1961‬وكذا المفاوضات التاي جارت وال تازال‬
‫بين الميرب وجبهة البوليزاريو الصحراوية في إحدى ضواحي نيويورك‪.‬‬
‫كما قد تحصل المفاوضات بشكل شفوي أو تجري كتابة بتبادل المذكرات‬
‫أو بالطريقتين معا‪ ،‬وهذا األمر متروك أيضا لألطراف المتنازعة لكي تحدده‪.‬‬
‫خامسا ‪ /‬انتهاء المفاوضات‪:‬‬
‫إذا انتهت المفاوضات بنجا ‪ ،‬فاعن هاذا األمار يسافر عان صادور وثيقاة‬
‫تسااامى عاااادة البياااان المشاااترك‪ ،‬وتكاااون موقعاااة مااان األطاااراف المتفاوضاااة‪،‬‬
‫وتتضاامن شااروط االتفاااق وبنااوده األساسااية لتسااوية النازاع‪ ،‬هااذا إذا مااا كااان‬
‫المفاوأ مخوال حق التوقيع‪ ،‬واال يكتفاي المفااوأ بعباداء موافقتاه المبدئياة‬
‫وهااو مااا يساامى بااالتوقيع باااألحرف األولااى علااى االتفاااق الااذي تاام‪ ،‬والتعهااد‬
‫بعرضه على السلطات المختصة في دولته من أجل توقيعه‪.‬‬
‫أمااا فااي حالااة فشاال المفاوضااات فتصاادر األط اراف المعنيااة‪ ،‬مجتمعااة أو‬
‫منفاااردة‪ ،‬بياناااا تعتااارف فياااه باإلخفااااق‪ ،‬غيااار أن المتعاااارف علياااه أن تتااارك‬
‫األط اراف إذا كاناات حساانة النيااة الباااب مفتوحااا لمعاااودة التفاااوأ بعااد فتاارة‬
‫استراحة وتدمل‪ ،‬أو العتماد وسيلة أخرى لتحقيق التسوية السلمية‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫ال تزال المفاوضات الدولية تعتبر من أكثر أساليب حل المنازعات الدولية‬
‫انتشارا‪ ،‬وخاصة المفاوضات السرية‪ ،‬وهذا بالنظر إلى سرعتها وسهولتها‬
‫وسريتها‪ ،‬باالبتعاد عن مختلف الضيوطات الدولية والمصالا الخارجية‬
‫لألطراف غير المتنازعة بشكل مباشر‪ .‬كما اثبت الواقع أن الكثير من‬
‫المفاوضات الدبلوماسية أثبتت نجاحها سواء في حل النزاع قبل اللجوء إلى‬
‫الوسائل غير الودية‪ ،‬أو حتى بعد اللجوء إليها‪ ،‬كما أنه حتى بعد حل‬
‫النزاع بالوسائل غير الودية‪ ،‬عادة ما يتم اللجوء إلى طاولة المفاوضات‬
‫لضمان عدم تكرار مثل هذا النزاع‪ ،‬وتوضيا ما لكل دولة من حقوق‬
‫والتزامات‪.‬‬