7- الديانة النبطية

Download Report

Transcript 7- الديانة النبطية

‫الديانة النبطية‬
‫• تعددت اآللهة النبطية التي تم التعرف‬
‫عليه سواء من خالل تحليل النقوش‬
‫والكتابات أو التي تم الكشف عنها من‬
‫خالل الحفريات األثرية‪ ،‬أو تلك التي‬
‫تم ورود اسمائها في كتابات‬
‫المؤرخين‪ ،‬وقد قسمت هذه اآللهة الى‬
‫رئيسية وفرعية وذلك تبعا ألهمية‬
‫هذه اآللهة‪.‬‬
‫• اآللهة الرئيسية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬ذو الشرى (دوشرا)‪ :‬يعتبر هو اإلله الرئيس عند‬
‫األنباط واقد اتسم بطبيعة كوكبية تمثلت بالشمس‪ ،‬لذا‬
‫نالحظ أن أنصابه كانت متجهة نحو الشرق‪.‬‬
‫• ان هناك العديد من االراء للباحثين حول أصل وحقيقة‬
‫اسم اإلله ذو الشرى‪ ،‬فمنهم من يقرنه بجبال الشراة‪،‬‬
‫ومنهم من يقرنه باإلله العبري يهوه‪ ،‬ومنهم من‬
‫يقرنه باالله أعرا وهو االسم االرامي القديم لهذا‬
‫االله‪ ،‬بينما يرى موسكاتي ذو الشرى هو اسم او لقب‬
‫عربي أطلقه عليه االنباط‪.‬‬
‫• ولكن أجمع معظم الباحثين أن ذو الشرى على‬
‫عالقة بمنطقة الشراة (جبال الشراة) المحيطة‬
‫بالبتراء‪ ،‬وأن األنباط كانوا يختارون األماكن‬
‫العالية لتشييد معابده نظرا الرتفاع مكانته‬
‫كإرتفاع جبال الشراة‪ ،‬وتذكر نقوش القرنين‬
‫األول والثاني الميالدي أن هذا اإلله هو كبير‬
‫األلهة النبطية‪.‬‬
‫• مر هذا االله بالعديد من مراحل التطور فاقتبس‬
‫كثيرا من مظاهر تطوره من ديانات األمم‬
‫المجاورة كاليونان والرومان وغيرهم‪.‬‬
‫• وتجمع الدراسات األثرية عن ديانة األنباط أن‬
‫اإلله (ذو الشرى) كان في بدايته ُيعبد على‬
‫شكل مسلة سوداء أو حجر أسود مربع أو‬
‫مستطيل الشكل وله زوايا أربع بارتفاع أربعة‬
‫اقدام واتساع قدمين‪ ،‬مقطوع على شكل‬
‫مكعب وبذلك فهو يشبه بناء الكعبة‪ ،‬وحيثما‬
‫توجه المرء في مدينة البتراء وجد رموز (ذو‬
‫الشرى) منصوبة أو منحوتة مما يدل على‬
‫مدى مكانته في البتراء نفسها‪.‬‬
‫• وقد وصف هذا اإلله بأنه غير مسرف في‬
‫الطعام والشراب وممسك عن الخمر‪ ،‬وفي‬
‫بدايته كانت تقدم له قرابين ممزوجة مع‬
‫الحليب والماء والزيت والحبوب‬
‫الممزوجة مع أطعمة أخرى أيضا‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أن الشراب والخمر وأحيانا الماء‬
‫قد تم إضافته الستخدامه في الطقوس‬
‫الدينية‪.‬‬
‫• وكان يسكب عليه وأمامه دم األضاحي والقرابين‬
‫المقدمة له‪ .‬كما تميز (ذو الشرى) بوجوده بالقرب‬
‫من المياه‪ ،‬أو نحتت بالقرب من نصبه حفر لوضع‬
‫الماء بهدف التطهر عند زيارته‪ ،‬وعادة التطهر هذه‬
‫معروفة لدى الساميين عند مرورهم أو دخولهم إلى‬
‫األماكن المقدسة‪ ،‬وتظهر أهمية التطهر في عبادة‬
‫هذه اإللة بوجه خاص‪ .‬ودليل ضرورة التطهر عند‬
‫قدماء العرب قصة إسالم الطفيل بن عمرو الدوسي‬
‫عندما طلب من زوجته ان تذهب إلى حمى (ذو‬
‫الشرى) لتتطهر منه لتسلم كزوجها‪.‬‬
‫ُعبد (ذو الشرى) في كل المناطق التابعة‬
‫•‬
‫للمملكة النبطية خصوصا في البتراء حتى‬
‫وصلت عبادته إلى بصرى والمدن األخرى في‬
‫مراكز المنطقة المزروعة بالعنب في حوران‪.‬‬
‫وأطلق عليه في بعض النصوص (إله جايا)‬
‫وهو االسم القديم لقرية في وادي موسى قرب‬
‫مدينة البتراء (دوس ر ا‪ /‬ا ل هـ‪ /‬ج ي ا) اي‬
‫(دو شرا إله جيا)‪ .‬وأصبح اإلله الملكي لملوك‬
‫األنباط‪ ،‬وأطلق عليه اسم دو شرا‪ ،‬إله سيدنا‬
‫(الملك)‪( ،‬إله رابيل)‪.‬‬
‫أصبح ذو الشرى يناظر كال من (بعل هدد) و (بعل‬
‫•‬
‫شمين) و(رب السموات)‪ ،‬كما حمل طبيعة‬
‫(ديونيسوس‪ )Dionysos-‬في دور الحق‪ ،‬ثم أصبح‬
‫مماثال (لزيوس)‪ ،‬ثم مماثال لالزدواج بين زيوس‬
‫وباخوس (ديونيسوس)‪.‬‬
‫• اقترن هذا اإلله برموز مناسبة ألوضاعه الجديدة‪،‬‬
‫ومن تلك الرموز األسد والثور واألفعى والصقر‪،‬‬
‫وعندما كان يضاهي (ديونيسوس) أو (باخوس) فإن‬
‫تمثاله كان يقترن بأوراق الكرمة وعناقيدها‪ ،‬إذ عثر‬
‫في مدينة بصرى على نقوش تحمل شعاره وهو‬
‫عبارة عن معصرة نبيذ‪.‬‬
‫• وعندما أصبح (ذو الشرى) يضاهي اإلله‬
‫(زيوس‪-‬هدد) صارت قرينته (الالت)‬
‫تناظر (أترعتا) ربة الخصب السورية لدى‬
‫األنباط‪ .‬وإذ كان رفيقها (هدد) صاحب‬
‫عرش مجنح بالثيران فإن عرشها مجنح‬
‫باألسود‪.‬‬
‫• أقام األنباط لـ (ذو الشرى) العديد من المعابد‬
‫انتشرت في مختلف أنحاء المملكة النبطية‪ ،‬وكان‬
‫المعبد الرئيس له في ( البتراء) حيث دعيت معابده‬
‫في النقوش النبطية باسم (مسجدا) أي (المعبد)‪.‬‬
‫ففي البتراء هناك معبد يشبه الكعبة‪ ،‬ويضم العديد‬
‫من التماثيل لآللهة وعلى رأسها (ذو الشرى)‪ .‬كما‬
‫كان معبد( قصر بنت فرعون‪ -‬قصر البنت) في‬
‫البتراء مخصصا لعبادة هذا اإلله والتقرب إليه‪،‬‬
‫ويعد أكبر معبد اكتشف له في البتراء‪ .‬وقد عثر في‬
‫بصرى على معبد لـ( ذو الشرى)‪.‬‬
‫• كان (هدد‪ -‬زيوس) إلها رئيسا للمعبد في‬
‫خربة التنور‪ ،‬حيث عثر عليه محفورا على‬
‫كتلة حجرية رملية مستوية وهو جالس على‬
‫عرش يحيط به من الجانبين ثوران‪ ،‬جسمه‬
‫صغير‪ ،‬وتظهر على وجهه الوسامة والهدوء‬
‫الملكي‪ ،‬ويبدو من النظرة األولى كشكل اإلله‬
‫اليوناني زيوس‪ .‬وفي دومة الجندل عثر على‬
‫معبد له‪ ،‬وفي أم الجمال على نص يذكر وجود‬
‫معبد لـ (دو شرا) هناك ‪.‬‬
‫• ومن الجدير بالذكر أن عبادة (ذو‬
‫الشرى‪ -‬دوشرا) كانت شائعة في مدينة‬
‫جرش ودليل ذلك أنه عثر على نصين‬
‫ُكتبا باليونانية ذكر فيهما اإلله‬
‫(أرابيكوس‪ )Arabichus -‬الذي قورن‬
‫بـ (دوساريس‪-‬ديونيسوس)‪.‬‬
‫• يرد (ذو الشرى) في بعض النقوش‬
‫اليونانية بصيغة (‪ ،)Dousares‬ويرد‬
‫ذكره في النقوش اآلرامية واللحيانية‬
‫والثمودية والصفوية إضافة إلى النبطية‪،‬‬
‫ولعل عبادته عند الثموديين والصفويين‬
‫انتقلت لهم عن طريق األنباط‪ ،‬لكنه لم‬
‫يذكر في النقوش التدمرية‪.‬‬
‫• ‪ -2‬الالت‪ :‬عبدت (الالت) من عامة الشعب بوصفها‬
‫واحدة من أهم اإللهة عند األنباط‪ ،‬وهذا ما تدل عليه‬
‫اسماؤهم المركبة‪ .‬وورد ذكرها في المصادر اليونانية‬
‫بـ (إل‪-‬اهت) (ال‪-‬االت) و(الالت)‪ ،‬ويذكر رينيه ديسو‬
‫أنها مرادفة ومماثلة للفظ الجاللة (اال اله) الذي‬
‫أصبحت صيغته هللا‪ .‬وهناك رأي آخر يرى أن لفظ‬
‫(الالت) جاء بتأثير من كلمة سريانية األصل‬
‫)‪Allahta‬اإللهة) أي ان اسم (الالت) هو إدغام اللفظ‬
‫(الت) مع أل التعريف‪ ،‬ولم تظهر أل التعريف سوى‬
‫في النقوش النبطية المتأخرة‪.‬‬
‫• جاءت أقدم اإلشارات إلى هذه اإللهة (الالت) في‬
‫األدب البابلي‪ .‬وذكرت الالت في النقوش اآلرامية‬
‫على عدد من األواني النحاسية التي تعود إلى القرن‬
‫الخامس قبل الميالد‪ ،‬والتي عثر عليها في (تل‬
‫المسخوطة) بالقرب من اإلسماعيلية في مصر‪.‬‬
‫وأشارت اليها النقوش الثمودية إشارات عابرة‪،‬‬
‫فيما كانت النقوش الصفوية أكثر النقوش ذكرا لها‬
‫ويرى بعض الدارسين أنها وردت ستين مرة‪ ،‬بينما‬
‫يرى آخرون أنها وردت حوالي ‪ 400‬مرة‪.‬‬
‫• تمتد مجموعة النقوش التي تذكر (الالت)‬
‫من منطقة الحجر وصوال إلى حوران‪،‬‬
‫وتتضمن أسماء آلهة استمرت حتى العهد‬
‫اإلسالمي‪ .‬وذكرت الالت في النقوش‬
‫النبطية كثيرا‪ ،‬وبدا أن (الالت) كانت أكثر‬
‫اإللهة النبطية شيوعا وثبوتا في زمنها‪.‬‬
‫• ُمثلت (الالت) عند األنباط على هيئة صخرة‬
‫مربعة الشكل ذات زخارف هندسية‪ ،‬حيث‬
‫عثر (‪ )De Vogue‬في مدينة صلخد على‬
‫صخرة مربعة الشكل عرفت باسم (الالت)‪.‬‬
‫وقد أكد وينت أن (الالت) كانت الهة القمر‪.‬‬
‫• إضافة إلى صلخد‪ ،‬ارتبطت الالت بالعديد من‬
‫األماكن‪ ،‬مثل رم و بصرى‪.‬‬
‫•أما في المصادر العربية فيرى الكلبي أن الالت كانت‬
‫صخرة وكان يهودي (يلت) عندها (السويق) أي كان‬
‫هناك رجل يهودي يعجن عندها خبز الشعير بالقرب‬
‫من صنم (الالت) فسميت بذلك صخرة (الالت)‪ .‬أما‬
‫فيما يتعلق في ماهية (الالت) فهي مؤنثة فقد أشارت‬
‫اليها النقوش النبطية بسيدة اإللهة المؤنثة‪ ،‬وعثر‬
‫عليها في معبد نبطي على شكل امراة مجعدة الشعر‬
‫جالسة بين أسدين يحيطان بعرشها من الجانبين‪،‬‬
‫ولكن يبقى التساؤل بين الباحثين هنا حول أن كانت‬
‫(الالت) تمثل الشمس‪ ،‬أم القمر‪ ،‬أم الزهرة‪.‬‬
‫•وفي ذلك ذكر العديد من الباحثين أن (الالت) تمثل‬
‫الشمس‪ ،‬مرتكزين على ما قاله سترابو إذ قال إن‬
‫(الالت) هي (أم األرباب)‪ .‬بينما يرى آخرون أنها تمثل‬
‫ُّ‬
‫الزهرة‪ ،‬اعتمادا منهم على هيرودت الذي ذكر أن العرب‬
‫يعبدون الزهرة السماوية ويدعونها (آليتا)‪ .‬وأميل هنا‬
‫إلى مخالفة هذين الرأيين فأرى أن (الالت) تمثل القمر‪،‬‬
‫فقد ذكر (ابيفانوس) أن (الالت) كانت أم اإلله (ذو‬
‫الشرى)‪ .‬وفي االعتقادات الدينية عند العرب قبل اإلسالم‬
‫نرى أنها تمثل القمر؛ وذلك ألن القمر عند عرب الشمال‬
‫زوجة اإلله (شمش) واإللهة الشمس خالفا ألهل‬
‫الجنوب فهو عندهم إله مذكر‪.‬‬
‫• شيد األنباط لإللهة (الالت) معبدا في بصرى‪،‬‬
‫ويعد الملك النبطي رابيل الثاني من أدخل عبادة‬
‫(الالت) المعبودة في بصرى‪ ،‬إلى وادي رم حيث‬
‫بنى معبدا مهما هناك سمى معبد (الالت) وذلك‬
‫حينما اتخذ من مدينة بصرى في حوران عاصمة‬
‫له‪ ،‬وعثر على نقش من (ديدان) ذكر (الالت)‬
‫المعبودة في بصرى‪ ،‬ووجدت هذه الكتابة إلى‬
‫جانب منحوتة لإللهة (الالت )على شكل صنم‬
‫مستطيل عليه مالمح وجه إنساني‪،‬‬
‫• و يذكر النقش أنها عبدت بوصفها أما‬
‫لآللهة في البتراء‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫وجود أسماء أعالم مركبة مع اسم‬
‫(الالت) مثل (زيد الالت‪ -‬تيم الالت‪-‬‬
‫وهب الالت‪ -‬عبد الالت‪ -‬سلم الالت‪-‬‬
‫كامر الالت) في مدينة البتراء‪ ،‬إال إنه‬
‫يالحظ غياب اسم (الالت) على أنها إلهة‬
‫في النقوش التي عثر عليها هناك‪.‬‬
‫• وعثر في صلخد على معبد (الالت) الذي‬
‫يعود تاريخه إلى القرن األول قبل الميالد‪،‬‬
‫وورد اسم (الالت) في أحد النقوش‬
‫النبطية التي عثر عليها فوق إحدى‬
‫المداخل النبطية في مدائن صالح‬
‫(الحجر)‪ ،‬يعود تاريخه إلى القرن األول‬
‫قبل الميالد‪ .‬وفي معبد خربة التنور أيضا‬
‫قد ذكر‪.‬‬
‫• تقابل (الالت) اإللهة (ارتيمس) عند أهل‬
‫‪Urania‬‬‫و(أفروديت‪-‬أورانيا‬
‫قرطاجه‪،‬‬
‫‪ )Aphrodite‬عند هيرودت في منتصف القرن‬
‫الخامس قبل الميالد وذكرها باللفظ االالت‬
‫‪Alilat‬الهة الحب والخصب‪ ،‬و(أثينة) عند‬
‫األغريق‪ ،‬و(منيرفا) عند الرومان‪ .‬وكانت‬
‫باستمرار قرينة ( اإلله ذو الشرى) واألكثر‬
‫انتشارا معه في سوريا الجنوبية‪ .‬وعندما أصبح‬
‫(ذو الشرى) يضاهي (زيوس‪ -‬هدد) أصبحت‬
‫(الالت) تسمى (اترعتا‪ ،‬اتر‪ -‬اتا) ربة الخصب‬
‫• وتعد الالت من أكبر اإللهة عند العرب قبل اإلسالم‬
‫وال سيما عند ثقيف في الطائف‪ .‬وكانت قريش والعرب‬
‫تعظمها وتسمى باسمها‪.‬‬
‫• ومن الجدير بالذكر أن اإللهة (الالت) و (اإلله ذو‬
‫الشرى) كالهما كانا معبودين في أنحاء أراضي المملكة‬
‫النبطية‪ ،‬فعبادة ذو الشرى كانت في البتراء وحوران‪،‬‬
‫والحجر‪ ،‬وعين الشاللة والنقب‪ ،‬ودومة ‪ .‬كذلك كانت‬
‫عبادة الالت في البتراء‪ ،‬وحوران‪ ،‬والحجر‪ ،‬وعين‬
‫الشاللة‪ .‬إضافة إلى أن هناك تشابها بنيويا بين ذكــر‬
‫(وجره الالت و موتاب ذو الشرى )‪.‬‬
‫• ‪ -3‬العزى‪ُ :‬عبدت (العزى) في سورية‬
‫بوصفها واحدة من اإللهة العربية‪ ،‬ويذكر‬
‫(اسحق األنطاكي الشاعر السرياني والذي‬
‫عاش في القرن الرابع الميالدي أن العرب‬
‫كانوا يعبدون إلهة (العزى) آنذاك‪ ،‬وأنها كانت‬
‫تمثل عبادة الزهرة عندهم ودعاها بـ‬
‫)‪ )kaukabta‬أي النجمة وهي (نجمة‬
‫الصباح‪ -‬الزهرة)‪.‬‬
‫• وسبق لعدد من الكتاب اليونان مثل (ديودورس‬
‫الصقلي) و (سترابو) أن أشاروا في كتاباتهم إلى‬
‫تعبد القبائل العربية لهذه اإللهة منذ القرن األول‬
‫قبل الميالد‪ ،‬ويبدو أن اسمها مشتق من الجذر‬
‫العربي (ع زز) الذي يعني القوة والصالبة‬
‫والمنعة‪ ،‬أو من (عزيز) أي (محبوب) فتكون بذلك‬
‫اإللهة العزيزة القوية الباهرة الجمال‪ ،‬وكل هذه‬
‫الصفات تتناسب مع خاصيتها النجمية‪ ،‬وذلك ألن‬
‫كوكب الزهرة من النجوم الالمعة البعيدة المنال‬
‫التي بهرت العرب وسحرتهم بلمعانها‪.‬‬
‫• وعرفت (العزى) بأنها الهة نبطية مؤنثة رئيسية‬
‫وترتبط عبادتها باألماكن العالية‪ ،‬ومن رموزها األسد‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين أن (العزى) هي إلهة ارتبطت‬
‫بالبتراء‪ ،‬بينما يرى أخرون أنها إلهة عامة عبدها‬
‫العرب جميعا‪ .‬وربط بعض آخر بين (العزى) العربية و‬
‫)‪ )Izzu-Sarri‬البابلية وربطوا أيضا بين ( ّ‬
‫العزى) و‬
‫(إيزيس) اإللهة المصرية وذلك للتقارب اللفظي بينهما‪،‬‬
‫وألن المصريين عبدوا كوكب الزهرة باسم (ايزس) في‬
‫حين أطلق اليونان عليها (فسفوروس) و(لوسيفر) أي‬
‫النيرة‪ ،‬وهي تمثل إلهة الحب والجمال فينوس عند‬
‫الرومان بشكل عام‪.‬‬
‫• ويرى عبد هللا الحلو أن (العزى) أم األرباب في‬
‫البتراء وحامية الشعب وربة الينابيع‪ ،‬وورد أسمها‬
‫في النقوش النبطية بحوران‪ ،‬إضافة إلى دخول‬
‫أسمها في تركيبة أسماء األعالم النبطية مثل‪( :‬عبد‬
‫العزى ‪ -‬أمرؤ العزى وعزى)‪ ،‬وذكر ستاركي أن‬
‫(العزى) وردت في نقوش تدمر بصيغة (عزيزو)‬
‫وأنها ترمز لنجم الصباح‪ -‬كوكب الزهرة‪ ،‬وهذا‬
‫ينطبق على (العزى)‪ ،‬واتفق ديسو مع ستاركي‬
‫على أنها ترمز لنجمة الصباح‪.‬‬
‫• عبد األنباط ( العزى) وبنوا لها العديد من‬
‫المعابد‪ ،‬مثل‪ :‬معبد (عين الشاللة) في وادي رم‬
‫الذي عثر فيه على حجر رملي ذي شكل مستطيل‬
‫محاط بإطار وفي وسطه ما يشبه الوجه بشكل‬
‫بارز‪ ،‬ويعتقد أن هذا الوجه يمثل اإللهة (العزى)‬
‫وبخاصة وأن النقش الذي وجد على قاعدة التمثال‬
‫يصف (العزى) بأنها ربة البيت (أي المعبد)‪.‬‬
‫ويوجد معبد آخر في البتراء‪ .‬واتخذ األنباط لهذه‬
‫اإللهة ( العزى) معبدا في بصرى سموه ( ب ي ت‬
‫أ ي ل – بيت أيل) أي بيت هللا‪.‬‬
‫• ويقال أنها ُعبدت في مدينة (العز) الخلصة‬
‫حاليا وهي مدينة نبطية في النقب‪ ،‬وأقيمت فيها‬
‫األعياد‪ ،‬وتمثل عندهم إلهة الحرب‪.‬‬
‫• ولم تكن عبادة اإللهة (العزى) تلقى رواجا‬
‫كبيرا في سوريا الجنوبية مثل (ذو الشرى)‬
‫و(الالت) ولم تبرز بشكل قوى ضمن اإللهة‬
‫النبطية‪ ،‬إضافة إلى أنها لم تجد االهتمام الكبير في‬
‫طريق توافق اإللهة من حيث الصفات أو المظاهر‪.‬‬
‫‪ -4‬بعل شمين‪ :‬يتألف اسم هذا اإلله من‬
‫كلمتين‪ :‬األولى (بعل) وتعني (رب) أو‬
‫(زوج) أو (المالك)‪ ،‬والثانية (شمين‪-‬‬
‫سمين) وتعني (السماء) وبذلك يكون معنى‬
‫اإلسم (رب السماء) أو (سيد السماء)‪.‬‬
‫• ُعرف (بعل شمين) إلها كنعانيا قديما يمثل‬
‫إله الخصوبة‪ ،‬عبده األوغاريتيون بوصفه إله‬
‫الشمس‪ ،‬وفي العبرية التوراتية كان يعرف‬
‫بإله العواصف أو من هو فوق الغيوم‪ ،‬وعبده‬
‫اآلراميون باسم (بعل شمين) إله السماء‪،‬‬
‫وكان اإلله الرئيس ألهل حوران‪ ،‬ويدعى إله‬
‫متنو‪.‬‬
‫• عبد في المرحلة الهللنيستية (بعل شمين) في فينيقيا‬
‫وسوريا بوصفه اإلله األعلى‪ ،‬تماثل بعد ذلك مع (زيوس‬
‫أوليمبوس) ومع (هدد) في المرحلة الرومانية‪ .‬وهناك‬
‫تكريس (لبعل شمين) عثر عليه في مدينة سيع (جنوب‬
‫سورية)‪ ،‬إذ تعد سيع أهم موقع لعبادة (بعل شمين)‬
‫حيث المعبد الكبير‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن أوراق‬
‫الكرمة وعناقيد العنب كانت العنصر الزخرفي الرئيس‬
‫واألساس في هذا المعبد‪ .‬ويدرج أحد النقوش أعضاء‬
‫العائلة المالكة الذي يلمح به إلى بداية عبادة (بعل‬
‫شمين) (إله مالك)‪.‬‬
‫• كان (بعل شمين) عند األنباط في البداية إلها‬
‫يرعى المحاصيل‪ ،‬وأصبح بذلك منافسا لإلله‬
‫(ذو الشرى)‪ ،‬وصور بوصفه إلها كونيا على‬
‫شكل نسر باسط جناحيه‪ ،‬وأحيانا يرافقه‬
‫خادمان أو مساعدان هما إله الشمس والقمر‪.‬‬
‫كذلك جسد على شكل إنسان ملتح بشعر طويل‬
‫ويحمل في يده اليسرى قرنا مزينا بعنقود‬
‫عنب‪ ،‬وفي يده اليمنى يحمل قرصا‪.‬‬
‫• ‪ -5‬مناة‪ :‬ورد عند ياقوت الحموي أن‬
‫اشتقاق (مناة) من ( ال َم َنا) وهو (القدر)‪ ،‬ومن‬
‫الممكن أن تكون من (المنا) التي تعني (الموت)‬
‫أو (مناه هللا) أي ابتاله‪ ،‬أو (مني) التي تعني‬
‫(القدر) فيقال (منى هللا لك ما يسرك) أي (قدر‬
‫هللا لك ما يسرك) ويقال منيت بكذا أي‬
‫(ابتليت)‪.‬‬
‫• ُعرفت هذه اإللهة على نطاق واسع‬
‫عند العرب وغيرهم‪ ،‬فهي عند البابليين‬
‫تمثل القدر والموت‪ ،‬وهي كذلك عندهم إلهة‬
‫الحظ‪ .‬وتعد أيضا عندهم وعند العرب بأنها‬
‫بنت اإللهة؛ وذلك ألن الدهر والقدر في‬
‫تصور العرب والشعراء الجاهليين رجل ال‬
‫أمرأة‪.‬‬
‫• لم تبرز هذه اإللهة في أي دور رئيس عند‬
‫األنباط‪ ،‬وذلك اعتمادا على ظهورها النسبي في‬
‫النقوش النبطية‪ ،‬وانحصر دورها الرئيس‬
‫وظهورها حول الحجر (مدائن صالح)‪.‬‬
‫• ويعتقد (دلمان) أن (مناتو) تمثل الشفاعة عند‬
‫األنباط‪.‬‬
‫• وعبد العرب مناة على نطاق واسع وكان سكان‬
‫يثرب أكثر العرب تقديسا لها‪ ،‬واعتاد العرب تقديم‬
‫القرابين والنذر لها‪ ،‬ومن هنا فسر بعض الرواة‬
‫اسمها على أنه مشتق من سيالن دماء النسائل‬
‫(القرابين) التي كانت (تمنى) أي تسفك عندها‪.‬‬
‫ولكن من الواضح والجلي أن (مناة) ليست هي‬
‫المعبود الوحيد الذي كانت تراق عنده الدماء‪،‬‬
‫ويبدو أن اسمها يطلق على (المنية) أي (القضاء)‬
‫و( الموت)‪.‬‬
‫• يقع أهم معابد اإللهة (مناة) ويسمى‬
‫(المشلل) في (قديد) عند ساحل البحر األحمر‬
‫على الطريق بين يثرب ومكة‪ ،‬ويعتقد أن لها‬
‫معبدا كبيرا عند (فدك) على الساحل أيضا‪.‬‬
‫• ودخل اسمها في تركيب األسماء لألعالم‬
‫عند األنباط مثل‪( :‬عبد مناة‪ -‬زيد مناة‪-‬تيم‬
‫مناة) وهي مرتبطة مع دوشرا في نصوص‬
‫أضرحة الحجر باسم (منوتو)‪.‬‬
‫• اختلف أهل األخبار في حقيقة المعبودة (مناة)‪ ،‬هل‬
‫هي صخرة أم صنم؟ اذ يرى الكلبي أنها صخرة‪ ،‬أما‬
‫الحموي فيرى أنها صنم منصوب على ساحل البحر‬
‫على هيئة تمثال منحوت من الحجارة‪ .‬ويذكر الطبري‬
‫أنها كانت بيتا بالمشلل‪ ،‬ويؤيده بذلك جواد علي فيقول‪:‬‬
‫"من غير المعقول أن يكون هذا الصنم مجرد صخرة أو‬
‫صنم قائم في العراء تعبث به الرياح والشمس‪ ،‬ثم ان له‬
‫سدنة وال يعقل أن تكون له سدنة وال يكون له بيت"‪.‬‬
‫ودليل الرواة أنها على صخرة الذبائح والقرابين التي‬
‫كانت تقدم عندها‪ ،‬وبذلك فهي مذبح ‪.‬‬
‫• ويذكر (البيضاوي) أن العرب كانوا يستمطرون‬
‫السماء عندها تبركا بها‪ ،‬ويذكر أيضا أن لهذا‬
‫سحب وإرسال‬
‫الصنم عالقة بالبحر والماء ونشر ال ُ‬
‫الرياح الممطرة إلغاثة الناس‪.‬‬
‫• والجدير بالذكر أن هذا الرأي قريب من الصحة‬
‫خاصة أن (مناة) تقع إلى جانب البحر وأن الشتاء‬
‫يتعلق بالبحر‪ ،‬إضافة إلى ذلك أن اسمها قد يعني‬
‫(المعطية) و (المقدرة) فاسمها وموقعها يدالن‬
‫على أنها تتعلق بالبحر‪ ،‬وللبحر عالقة بالشتاء‪.‬‬
‫• ‪ -6‬شيع القوم‪ :‬يتألف اسمه من كلمتين‪،‬‬
‫ومن االسم يستدل على أنه إله مختص‬
‫بالجماعات من الناس والقوافل‪ ،‬وكلمة شيع‬
‫تعني القوم‪ .‬ويعني (اإلله الذي يصاحب‬
‫القوافل أو يرافقهم)‪ ،‬وربما قصد بذلك رجل‬
‫القوافل فيكون حاميا لهم في الصحراء‪،‬‬
‫ولقوافلهم التجارية وللحياة الرعوية وشبه‬
‫الرعوية‪.‬‬
‫• ويرى ديسو أن هذا اإلله قد يكون إله‬
‫العسكر ويكتب في النقوش الصفوية منفصال‬
‫(شيع‪ -‬هقوم)‪ ،‬وهو من اإللهة النبطية عبد‬
‫بوصفه إله القوافل والمحاربين الذي يدافع‬
‫عن القوافل ورجالها ممن يتعرض لهم‬
‫وألموالهم‪ ،‬ولذلك كان التجار يتقربون إليه‬
‫بالنذور والدعاء لينزل العقاب والعذاب األليم‬
‫لمن يتحرض بهم وبأموالهم‪.‬‬
‫• وصف هذا اإلله في النقوش التدمرية بأنه ال‬
‫يشرب الخمر‪ ،‬وذلك من خالل نص دونه جندي‬
‫نبطي فضل أن يخدم في الجيش الروماني‪ ،‬ويرجح‬
‫تأريخ هذا النص إلى (‪132‬م)‪ ،‬أي بعد ضم‬
‫المملكة النبطية عام (‪106‬م) إلى المقاطعة العربية‬
‫(‪ Provincia Arabia).‬ويؤكد هذا النص ما جاء‬
‫به ديودورس الصقلي عندما ذكر أن األنباط‬
‫يمتنعون عن شرب الخمر وذلك انصياعا إللههم‬
‫شيع القوم‪.‬‬
‫• ‪ -7‬قوس‪ :‬هو أحد اإللهة التي عبدها األنباط‪،‬‬
‫ويعود في أصوله إلى إله أدومي عبد في حوران‪.‬‬
‫• ويرمز إلى هذا اإلله حسب نقوش بصرى‬
‫بالنسر‪ ،‬الذي صنع له خصيصا‪ ،‬وهو كذلك (اي‬
‫النسر) رمز الشمس وذلك لسيادته وهيمنته‪.‬‬
‫• وصف اإلله (قوس) في المراحل األولى في‬
‫خربة التنور على هيئة نصب‪ ،‬والحقا تم تجسيده‬
‫بهيئة بشرية‪ ،‬ويقارن تمثال (قوس‪ -‬هدد) في هذه‬
‫المنطقة بأحد التماثيل المكتشفة في معبد قصر‬
‫البنت‪ ،‬والذي يمثل إلها ذا شعر ولحية مجدولة‬
‫وكثيفة‪ ،‬ومتوج باألكليل )‪ )Wreath‬ويرتدي بزة‬
‫عسكرية وكالميس )‪ )Chlamys‬وهو عبارة عن‬
‫معطف صغير يوضع على الكتف وعصا مزخرفة‬
‫بأفعى ملتفة تظهر خلف كتفه األيسر‪.‬‬
‫• ُعبد (قوس) في شمال الجزيرة العربية‪،‬‬
‫وجنوب فلسطين‪،‬ومصر‪ ،‬وحوران‪ ،‬ويمكن‬
‫إرجاع نقوشه إلى القرن الثالث و الثاني‬
‫قبل الميالد‪ .‬وهناك نقوش نبطية ذكرت هذا‬
‫اإلله ليس فقط في منطقة أيدوم‪ ،‬بل شماال‬
‫حتى بصرى العاصمة النبطية الثانية‪.‬‬
‫• وقد عرفه العرب قبل اإلسالم‪ ،‬وكان يدعى في‬
‫السابق إله العواصف‪ ،‬و يمكن استنتاج ذلك من أن‬
‫العرب كانوا يسمونه ( قوس قزح)‪ .‬و(قزح) مكان‬
‫في مكة اعتاد الحجاج على إشعال النار فيه‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أن هذا اإلله لم يظهر عند العرب في الم ّدة‬
‫األخيرة‪ .‬وقد قرن اسم هذا اإلله مثل غيره من‬
‫اإللهة مع األسماء المركبة مثل (عبد قوس) و‬
‫(عبد قيس) و (عبد القيس) وهذه األسماء‬
‫المعروفة عند العرب‪ ،‬فـ (قوس) و (قيس) من‬
‫اإللهة المعروفة عند العرب‪.‬‬
‫‪ -8‬الكتبى‪ :‬أول من أشار إلى وجود هذا‬
‫اإلله هو ستروجنيل وذلك خالل المسح‬
‫األثري الذي قام به في معبد عين الشاللة‬
‫عند بداية جبل رم عام ‪1959‬م‪ ،‬فكشف عن‬
‫اآللهة العربية (اكتب‪ -‬كتبى)‪.‬‬
‫• تعددت آراء الباحثين في جنس هذا اإلله إذ‬
‫يرى فوزي زيادين الذي يتفق الباحث معه على‬
‫أنه إله ذكر‪ ،‬واستند زيادين في رأيه بالرجوع‬
‫إلى أسماء عربية مذكرة مثل (موسى‪،‬‬
‫ويحيى)‪ ،‬فجميعها تحتوى على حرف األلف‬
‫المقصورة في آخر االسم‪ ،‬بينما يرى‬
‫ستروجنيل أن الكتبى هو إلهة مؤنثة ومرتبطة‬
‫بالعزى‪ ،‬وأن لها معبدا في شرق سيناء في‬
‫منطقة الشقيفية‪.‬‬
‫• ويعد اإلله (الكتبى) أحد اآللهة النبطية‪ ،‬وهو إله‬
‫الكتابة لديهم‪ ،‬ويعرف بـ (هن‪-‬كتب) (هن‪ -‬كاتب)‬
‫وتعني (خادم الكاتب)‪ .‬ويقابل هذا اإلله إلهة الكتابة‬
‫السامية المصرية (تحوت‪ )Thot -‬وذلك لوجود‬
‫معبدين (للكتبى) في مصر‪ ،‬ويقابل عند اليونان و‬
‫الرومان اإلله (هيرمس‪ -‬ميركوري ‪Hermes-‬‬
‫( )‪ )Mercury‬واإلله (أبولو)‪.‬‬
‫• جاء ذكره هذا اإلله في نقوش ومخربشات نبطية في‬
‫مدينة (ديدان)‪ ،‬ومن هنا نرى أنه استقر في البتراء‬
‫والحجر ومنطقة عين الشاللة في وادي رم‪ ،‬وورد كذلك‬
‫ذكره في نقوش عديدة في المدرس‪ ،‬حيث وردت له‬
‫أسماء مركبة مثل (تيم الكتبى)‪ ،‬فضال عن ذلك ورد‬
‫ذكره في أربع مرات في نقوش العال‪ ،‬وقد وجدت تماثيل‬
‫هذا اإلله في معبد خربة الذريح وخربة التنور والبتراء‪،‬‬
‫وذكر في (جيـا) أو (الجي) وهي بلدة (وادي موسى)‬
‫قرب إحدى المضافات ويذكر النقش عبارة (كتبى هذا‬
‫اإلله)‪.‬‬
‫‪ -9‬هبل‪ :‬لم نعثر في كتب اللغة واألخبار على تفسير‬
‫مقبول لمعنى كلمة (هبل)‪ ،‬فقد ذكر بعضهم أن االسم‬
‫مشتق من (الهبلة) ومعناها (القبلة)‪ ،‬أو أنها من‬
‫(الهبيلي) بمعنى (الراهب)‪ ،‬وذكر أيضا بأن (هبل) على‬
‫وزن (زفر) ومعناها كثرة اللحم والشحم‪ ،‬أو من (هبل)‬
‫بمعنى (غنم)‪ .‬ومن خالل هذه التحليالت نجد أن كلمة‬
‫(هبل) ال تمت بصلة السم إله كان يعبد‪ ،‬فليس له داللة‬
‫واضحة مثل معظم اإللهة األخرى‪ ،‬وربما يعود سبب‬
‫ذلك إلى أن هذا اإلله مستورد من حضارة أخرى‪،‬‬
‫وحافظ على تسميته األصلية‪ ،‬مع عدم معرفة العرب‬
‫لمعنى االسم أو أنهم قد نسوه مع تقدم الزمن‪.‬‬
‫• ورد مع أسماء األعالم المركبة مثل (بن هبل‪،‬‬
‫ابترهبل)‪ .‬ويبدو أنه لم يعبد عند األنباط بشكل كبير‬
‫إذ لم يرد في نقوشهم كثيرا‪ ،‬ففي أحد نقوش‬
‫الحجر (مدائن صالح) ذكر مع (ذو الشرى ومناة‬
‫والالت)‪ .‬وذكر كذلك في كتابة نذرية في وادي‬
‫السيغ باسم (برهبل) أي (ابن هبل)‪ ،‬وأيضا في‬
‫أحد نقوش األنباط على قبر في مدينة (بيتولي‬
‫اإليطالية) ويعود إلى السنة الحادية عشرة‬
‫الميالد ّية‪.‬‬
‫• يذكر في كتب األخباريين أن اول من نصب‬
‫صنم (هبل) هو خزيمة بن مدركة بن الياس بن‬
‫مضر‪ ،‬وكان يقال له (هبل خزيمة) بينما يرى‬
‫آخرون أن (هبل) كان من بين األصنام التي‬
‫جلبها عمرو بن لحي من جنوب بالد الشام إلى‬
‫الجزيرة العربية‪.‬‬
‫• كان هبل من بين اآللهة المكية التي ُعبدت‬
‫قبل اإلسالم‪ ،‬ومن أعظم األصنام التي نصبت‬
‫حول الكعبة‪ ،‬وهو اإلله الوحيد المذكر بين آلهة‬
‫الحجاز الكبار (الالت‪ ،‬والعزى‪ ،‬ومناة‪ ،‬وهبل)‪،‬‬
‫وكان صنمه من العقيق األحمر على هيئة‬
‫إنسان بيد يمنى مكسورة‪ ،‬فجعلت له قريش يدا‬
‫من ذهب‪.‬‬
‫• اآللهة الثانوية (الوافدة)‬
‫• ‪ .1‬صعبو‪ :‬قرن بإلهة الحظ النبطية‬
‫• ‪ .2‬قيس‪ :‬يعتقد أنه إله مدينة حوران‬
‫النبطية وأن هذه المدينة اختصت بعبادته‪،‬‬
‫كما أنه من الممكن أن يكون إله حامي‬
‫الحدود‪.‬‬
‫• ‪.3‬هللا‪،‬هـ‪ -‬إله‪ ،‬إله‪ :‬تعنى كلمة (إله)‬
‫(سما) ويقال أن الشمس سميت (باإللهة)‬
‫الرتفاعها في السماء‪ ،‬ومن معانيها أيضا‬
‫(الشجاع)‪ ،‬وعبد األنباط (هللا‪ -‬إله) ويعد‬
‫عندهم من اإللهة الثانوية ألنه لم يرد إال‬
‫مع أسماء األعالم المركبة مثل ‪( :‬رب أيل‪-‬‬
‫عبد هللا‪ -‬تيم هللا) و (وهب هللا) ‪ ،‬و(سعد‬
‫هللا)‪.‬‬
‫• ‪ .4‬تا‪ :‬إن التكريس (حريشو ابن عميو‬
‫كاهن تا اإللهة) يمكن أن يكون (تا) هنا‬
‫(عتارعتا‪-‬اترجاتيس‪-‬‬
‫لـ‬
‫اختصارا‬
‫اشتريتا)‪ .‬وظهر اسم هذا اإلله في نص‬
‫من تيماء وآخر من الحجر وظهر أيضا‬
‫اسما مركبا مع اسم اإلله في اسم علم‬
‫نبطي هو (الوتا) في اليونانية‪.‬‬
‫• ‪ .5‬أعرا‪ :‬وصف هذا اإلله (كدوشرا‪-‬أعرا)‬
‫سيدنا الذي هو في بصرى‪ ،‬وهذا النص‬
‫هو لتكريم إله محلي لبصرى (أعرا)‬
‫والذي شبه بـ (دوشرا)‪ ،‬وارتبط هذا‬
‫التطابق بنقل عاصمة األنباط إلى بصرى‪،‬‬
‫ووجد هذا التطابق أيضا في الحجر‪،‬‬
‫وبصرى‪ ،‬وأم الجمال‪.‬‬
‫‪ .6‬رضا‪ :‬عرفت عبادة هذا اإلله عند األنباط‪.‬‬
‫ومن خاللهم انتشرت عبادته بين قبائل الحجاز‬
‫ونجد‪ .‬وهو من الفعل (رضى‪ ،‬يرضى)‬
‫ومصدره (رضوان)‪ .‬وارتبط مع اإلله (عزيزو)‬
‫وهما يمثالن نجمة الصباح والمساء‪ .‬ومن‬
‫الواضح أن لفظة (رضو‪ -‬رضا) تعني (العون‬
‫والسعد) عند الثموديين‪ ،‬وورد اسمه في نقوش‬
‫الصفويين في رسم المرأة تشد شعرها بكلتا‬
‫يديها وعدّ تصويرا لإلله (رضا)‪.‬‬
‫‪ .7‬أيل‪ :‬جاء اسم اإلله (أيل) في النقوش‬
‫النبطية من جميع أنحاء المملكة النبطية في‬
‫البتراء وسيناء وحوران والحجر‪ ،‬من خالل‬
‫دخوله في أسماء األعالم المركبة مثل (رب‬
‫إيل) الذي تسمى به العديد من ملوك األنباط‬
‫مثل‪( -:‬حن إيل)‪ ،‬و (حورإيل)‪ ،‬و (عبد إيل)‪ ،‬و‬
‫(روم إيل‪ -‬رم إيل)‪ ،‬و (شيع إيل)‪ .‬وورد في‬
‫القرآن الكريم (جبرإيل‪ -‬جبريل) و( ميكا إيل‪-‬‬
‫ميكال) ( البقرة‪ ،‬آية ‪.)98‬‬
‫‪ .8‬بعل‪ :‬اقتصر ذكره وعبادته عند األنباط في‬
‫وروده مع أسماء األعالم المركبة مثل ‪ ( :‬عبد‬
‫البعلي) و (جرم البعلي)‪ .‬ويقول الثعالبي إنه‬
‫مخلوق نصفه العلوي جسد إلنسان ونصفه‬
‫السفلي لسمكه‪.‬‬
‫‪ .9‬تره – تهره‪ :‬لم تعرف خصائص هذا اإلله‬
‫وال شكله‪ ،‬وورد اسمه في نقوش تيماء‬
‫والحجر‪ ،‬ويبدو أنه خاص بأهل تيماء‪.‬‬
‫‪ .10‬نسرا‪ :‬عبد األنباط وورد في نقش واحد‬
‫في اسم علم مركب هو (عبد نسرا)‪.‬‬
‫‪ .11‬مناف‪ :‬ال نعلم شيئا عن هذا اإلله أو عن‬
‫مكانته أو أمره أو من قام بنصبه سوى أنه من‬
‫آلهة الشمال‪.‬‬
‫‪ .12‬سعير‪ :‬هو من اآللهة التي عرفت عند‬
‫األنباط‪ ،‬ويقال إن هذا اإلله صور على شكل‬
‫صنم (لعنزة)‪.‬‬
‫‪ .13‬سعد‪ :‬ال نعرف عنه سوى أنه من اإللهة‬
‫التي عرفها األنباط‪ ،‬وأنه كان لمالك وملكان‬
‫ابني كنانه‪ ،‬وأنه عبارة عن صخرة طويلة‬
‫بساحل مدينة جدة‪.‬‬
‫• وأرى أنه ربما كان إلها للمطر والخير‪ ،‬ومن ذلك‬
‫وجوده في الموروث الشعبية الذي يردد الى اآلن حول‬
‫ما يدعى بـ(خمسينية الشتاء)‪ ،‬حيث قسمت إلى أربعة‬
‫أقسام كل قسم عبارة عن ‪ 12.5‬يوم‪ ،‬وهي بالترتيب‬
‫(سعد إذبح) وهي من أشد األيام برودة‪ ،‬ثم (سعد إبلع)‬
‫إذ تكون األرض في قمة العطش‪ ،‬فتبتلع كل ما ينزل من‬
‫ماء المطر‪ ،‬ثم (سعد السعود) ويتبعها مقولة ( تدور‬
‫الماوية بالعود) أي أن الماء ينعش ويحيي كل شيء‬
‫حتى العود اليابس‪ ،‬ثم (سعد الخبايا) وبه تبدأ درجة‬
‫حرارة األرض باإلرتفاع فيخرج كل ما هو مختبئ بها‬
‫من زواحف وحشرات وغيره‪.‬‬
‫• وال يوجد دالئل علمية أكيدة على ان‬
‫اإلله (سعد) هو إله المطر والخير لكن‬
‫وروده في أكثر من ثقافة شعبية في البالد‬
‫العربية يبقي اإلحتمال مفتوحا على مثل‬
‫هذا الرأي إذا ما اعتمدنا منهج‬
‫األنثربولوجيا الثقافية كأداة تحليل‪.‬‬
‫‪ .14‬هدد‪ :‬هو إله كنعاني لحياني نبطي‪،‬‬
‫وهناك من يعتقد أن هذا اإلله الذي عبده‬
‫األنباط هو من أصل سوري‪.‬‬
‫‪ .15‬أشر‪ :‬ذكر هذا اإلله في نقش واحد من‬
‫نقوش سيناء بصيغة (شدد) وهو نقش‬
‫تذكاري‪ .‬ويذكر هاموند ) ‪ )Hammond‬أن‬
‫اسمه (أشر) أو (أشد)‪.‬‬
‫‪ .16‬أتارجتيس‪ -‬اترعتا‪ :‬إحدى اإللهة التي‬
‫ُعبدت عند األنباط وهي إلهة الدالفين‪ ،‬وهي‬
‫من أصل نبطي‪ ،‬وعثر على تمثال ضخم لها‬
‫في معبد خربة التنور‪ ،‬وقد ظهرت في هذا‬
‫المعبد في العديد من األدوار‪ ،‬فهي ربة‬
‫الحياة النباتية‪ ،‬وربة القمح‪ ،‬وربة الدالفين‪،‬‬
‫وربة الحظ (تايكي)‪ ،‬وربة البروج وغيرها‪.‬‬
‫‪ .17‬أسس‪ -‬إزيسي‪ :‬ورد اسم هذه اإللهة عند األنباط‬
‫مركبا مع اسم العلم (عبد) وتعد من المعبودات الدخيلة‬
‫على الديانة النبطية‪ ،‬فيبدو أنها انتقلت عبادتها من‬
‫مصر إلى األنباط فهي زوجة (أوزيريس) عند‬
‫المصريين وتمثل اإللهة األم الكبرى‪.‬‬
‫ورمز لها بقرص الشمس وذلك فوق المثلث المنحوت‬
‫على واجهة الخزنة الرئيسية‪ ،‬وعثر على تمثال لها‬
‫منحوت في وادي السيغ وكتب بجانبها اسمها بالنبطية‪،‬‬
‫ووجد شبيه لهذا التمثال قرب منطقة جبل هارون في‬
‫البتراء‪.‬‬
‫‪ .18‬الجي – الجيا‪ :‬ارتبط هذا اإلله النبطي‬
‫باإلله (ذو الشرى)‪ ،‬وجاء في أسماء األعالم‬
‫المركبة النبطية‪ ،‬مثل‪( :‬عبد الجي‪ ،‬عبد الجيا‪،‬‬
‫عبد الجا) في منطقة البتراء وما حولها‪،‬‬
‫و(أمت الجا) من حوران فقط‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫صفة أو لقبا لـ (ذو الشرى)‪ ،‬كما أن هناك‬
‫محاولة لربط هذا االسم بوادي موسى الذي كان‬
‫مكانا لعبادته‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن أحد القاب اإلله (ذو‬
‫الشرى) كانت (إله جيا) وهذا دليل آخر على أن‬
‫(جيا) اسم مكان وليس اسم (إله)‪.‬‬
‫‪ .19‬بصرى‪ :‬لم يعثر على العديد من الشواهد التي‬
‫توضح ماهية هذا اإلله‪ ،‬ومن خالل ما جاء في أحد‬
‫النقوش التي تم العثور عليها في منطقة (قطار‬
‫الدير) القريبة من البتراء والذي يقول (دنة نصبا‬
‫دي بصرى) أي هذا النصب لإلله بصرى أو اآللهة‬
‫التي في بصرى‪.‬‬
‫تأليه الملوك‬
‫• يرى فراعنة مصر أنفسهم جديرين بالعبادة ألنهم آلهة‬
‫من نسل الشمس‪ ،‬ولذا انتشرت هذه العبادة عندهم‪.‬‬
‫وأغوت فكرة التأليه هذه األغريق الهيلينستيين‪ ،‬وبدأت‬
‫فكرة تألية الملوك من الجنود‪ ،‬وذلك وسيلة للتعبير عن‬
‫والئهم للملك والعائلة المالكة‪ ،‬فقام البطالمة بتتويج‬
‫أنفسهم دينيا على أنهم آلهة وأقيمت لهم معابد وتوجب‬
‫على الشعبين المصري واألغريقي عبادتهم‪ .‬وقام أنصار‬
‫عبادة األباطرة والملوك في الممالك اليونانية بتنظيم‬
‫رابطات ونواد لهم‪ ،‬وكان القائد العسكري لإلقليم يعمل‬
‫أحيانا كاهنا ملكيا للعبادة الملكية في كل من المملكة‬
‫البطلمية والسلوقية‪.‬‬
‫• ويبدو أن البطالمة هم الذين أصابوا الرومان‬
‫فنصب األباطرة الرومان أنفسهم‬
‫بهذه العدوى‬
‫ّ‬
‫آلهة‪ ،‬وبدأت عندهم مع يوليوس قيصر الذي‬
‫أقيمت له المراسيم اإللهية )‪ )Apotheosis‬عند‬
‫وفاته ثم تبعه أوكتافيوس الذي حصل على لقب‬
‫أغسطس أي (المقدس‪ -‬الجدير باالحترام) وص ّنف‬
‫بعد وفاته في عداد اآللهة‪ .‬ثم تطورت فكرة تأليه‬
‫األمبراطور الروماني حيث يتم تأليهه في حياته‬
‫وليس بعد مماته‪ ،‬وظهر األمبراطور سليال لآللهة‬
‫الرومانية الكبرى‪.‬‬
‫• وتشير األدلة الكتابية إلى وجود ظاهرة تأليه‬
‫الملوك عند األنباط‪ ،‬وكانت عبادة الملك ُعبادة هي‬
‫الدليل الرئيس على ممارسة هذه العبادة عندهم‪،‬‬
‫واستمرت حتى العهد البيزنطي‪ ،‬و ُعبد الملك عبادة‬
‫في منطقة عبدة بصحراء النقب بفلسطين‪ ،‬ويدل‬
‫على ذلك نقش عثر عليه في تلك المنطقة ويعود‬
‫إلى زمن الملك عبادة‪ ،‬ووجد أيضا اسمه مركبا‬
‫مثل ( عبد عبادة‪ -‬تيم عبادة) على غرار أسماء‬
‫اآللهة‪ ،‬وهي دليل على عبادة الملوك‪.‬‬
‫• يرى نقب أنه ربما قدّم هذا الملك شيئا مميزا‬
‫لشعبه حتى حظي بكل هذا التقديس والتكريم‪ ،‬أو‬
‫ألن المملكة واألنباط عاشوا في عهده حياة‬
‫مزدهرة ورغيدة‪ .‬ويقول أيضا إن هذا الملك ذكر‬
‫في نقوش تذكارية أخرى محفوظة في المعبد الذي‬
‫اكتشف في مدينة عبدة‪ ،‬وهي منقوشة على عتبة‬
‫المدخل الرئيس للمعبد‪ .‬ويوجد نقش في الجزء‬
‫األسفل من عتبة المعبد ويذكر فيه كافة أصدقاء‬
‫المتعبدين لعبادة هذا الملك والطائفة (زيوس‬
‫عبادة) التي استمرت حتى عام ‪193‬م‪.‬‬
‫• ويرى باورسوك أن تقديس (عبادة) انتشر كذلك‬
‫عند الرومان عن طريق رحالتهم واختالطهم‬
‫بالشرق‪ ،‬حيث القى مكانة واحتراما عدة قرون‬
‫حيث دعي (زيوس عبادة)‪.‬‬
‫• يرى فهد سليم أنه لم يحظ أي ملك نبطي آخر‬
‫بمثل هذه العناية والتقديس والتكريم‪ ،‬حتى أولئك‬
‫العظماء من ملوكهم الذين عرفت أهميتهم زمن‬
‫قوة المملكة النبطية وعظمتها كالحارثة الرابع‬
‫(‪9‬ق‪.‬م‪40-‬م) على سبيل المثال‪.‬‬
‫•ومنهم من أضيف إلى اسمه كلمة (عبد)‬
‫مثل الملك عبادة الملك الحارث والملك‬
‫رابيل تيمنا وتبركا بهم كالتبرك باإلله‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫• نقش الحارث‪:‬‬
‫س لم‪/‬عبد‪/‬حرتت‬
‫هـ ف ر ك ا ‪ /‬و ‪ /‬ج ر م‬
‫عليمت‬
‫( سالم عبد حارثة القائد وجرم عمليت )‬
‫والذي نرجح أنه الملك الحارث الرابع لطول مدة‬
‫حكمه وانتعاش المملكة فيها‪.‬‬
‫• كذلك الملك رابيل ( رب أيل) أيضا‪:‬‬
‫• د ن هـ ‪ /‬م س ج د ا ‪ /‬د ي ‪ /‬ع ب د ‪ /‬و‬
‫‪/‬تيمو‪/‬بر‪/‬شيو‪/‬و‪/‬تي‬
‫م و ‪ /..... /‬ع ب د ‪ /‬ر ب ا ل ‪...../‬‬
‫• ( هذا هو المسجد الذي صنعه تيم بن‬
‫شيو وتيم ‪ ....‬عبد رب أيل )‬
‫• ويدل هذا على احترام األنباط لملوكهم‪ ،‬وذلك‬
‫بأن ألهوا بعضهم مثل الملك عبادة كما في‬
‫النقش التالي‪:‬‬
‫• ( د ك ي ر‪ /‬ب ط ب ‪ /‬ق ر ا ‪ /‬ق د م ‪ /‬ع ب‬
‫د ت ‪ /‬ا ل هـ ا )‬
‫• ( ذكرى طيبة لمن يقرأ أمام عبادة اإلله)‪.‬‬
‫• كذلك تشير عبادة الملك مالك‬
‫( ا ل هـ ‪ /‬م ل ك و) في عهد الملك الحارث‬
‫الرابع‪ ،‬إلى أن عبادة الملوك األنباط الراحلين‬
‫بدأت مع الملوك السالفين في العهد الهللينستي‬
‫الذي تم ضمه إلى اإللهة الملكية عن طريق‬
‫أحفادهم المالكين‪ .‬واستمرت هذه الممارسة‬
‫حتى نهاية ملوك األنباط حيث أطلق عليهم‪:‬‬
‫( م ر ن ا) (سيدنا)‪.‬‬
‫• وكانت األسماء المركبة مع أسماء الملوك‬
‫تستخدم لموظفين عسكريين وإداريين‪ ،‬ويشير‬
‫ذلك إلى الشعبية بين الموظفين لالستفادة منهم‬
‫بتوجيه العبادة الملكية‪ ،‬ووسيلة للتعبير عن‬
‫والئهم للعائلة المالكة‪.‬‬
‫• ويذكر احسان عباس أن تأليه الملوك عند األنباط‬
‫كان يتم بعد وفاة الملك‪ ،‬وأن قداسته يسبغها‬
‫األبناء واألحفاد وال عالقة لها بسلوك الملك في‬
‫حياته‪.‬‬
‫• ويرى جواد علي أن عبادة األسالف من أهم‬
‫فروع الدين في نظر بعض االعلماء‪ ،‬بل هي‬
‫األساس الذي قام عليه الدين في نظر‬
‫اآلخريين‪ ،‬ومن األسباب التي دعت الشعوب‬
‫الى ممارسة مثل هذه العبادة هي الحب‬
‫والتقدير لألبطال والرؤساء واألمل في استمرار‬
‫دفاعهم عنهم‪ ،‬ورد أذى األعداء األموات منهم‬
‫واألحياء‪ .‬فتمجيد األبطال والخوف منهم هو‬
‫الذي حمل البشر على عبادة األسالف‪.‬‬
‫الطقوس‬
‫والشعائر‬
‫والمناسك الدينية‬
‫‪ -1‬األضاحي والقرابين‪:‬‬
‫كان مبدأ ذبح األضاحي من الحيوان‬
‫والطيور وسفك دمائها على المذابح وتقديمها‬
‫قرابين لآللهة ألرضائها تعبيرا صادقا نحو‬
‫آلهتهم‪ .‬ويعد تقديم القرابين واألضاحي لآللهة‬
‫من أهم الشعائر الدينية عند األنباط واألمم‬
‫والشعوب كافة‪.‬‬
‫• كان اإلله (ذو الشرى) عند األنباط في بداياته‬
‫إلها ال يشرب الخمر‪ ،‬قدمت له القرابين واألضاحي‬
‫ممزوجة بالزيت أو الحليب أو الحنطة وبعض‬
‫أنواع األطعمة األخرى‪ ،‬وحين تطور وأصبح‬
‫يضاهي (ديونيسوس) إله الخمر عند األغريق‪،‬‬
‫أصبحت األضاحي والقرابين تقدم له ممزوجة‬
‫بالخمر (عصير العنب‪ -‬دم العنقود)‪ .‬وال يوجد دليل‬
‫قاطع حتى اآلن يبين صحة الرأي القائل أن األنباط‬
‫قدموا قرابين بشرية أم ال‪.‬‬
‫• وجاء في أحد النقوش التي عثر عليها‬
‫في بصرى أن شخصا يدعى (نطرال بن‬
‫قرب إلى اإلله) ومن خالل النقش‬
‫نطرال ّ‬
‫فإننا ال ُنعرف ماهية ما قدمه هذا‬
‫الشخص‪ ،‬وقد كتب على حجر من البازلت‬
‫األسود وهو عبارة عن مذبح قد زينت‬
‫جوانبه برؤوس الثيران‪.‬‬
‫• وعثر في (بوزولي‪ )Pozzuoli -‬بالقرب من‬
‫نابولي بإيطاليا على نقش كتب بالخط النبطي‬
‫على حجر رخامي‪ ،‬جاء فيه تقدمة جملين‬
‫أضحية وقربانا لإلله (ذو الشرى)‪ .‬وعثر على‬
‫نحت باهت على الصخر بالقرب من الدير في‬
‫البتراء يظهر فيه جمالن يقودهما متعبدون‬
‫يسيرون نحو أحد المحاريب النذرية‪ ،‬في‬
‫طريقهما للذبح‪.‬‬
‫• لقد تعددت أنواع القرابين التي كانت تقدم‬
‫فشملت الجمال والماعز‬
‫تقربا لآللهة‪،‬‬
‫والضأن والطيور والثمار والحبوب‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن وجود السلم على جوانب‬
‫المعبد تأكيد لهذه الممارسة حيث كان المضحي‬
‫أو مقدم القربان يصعد إلى المذبح ليثبت رأس‬
‫األضحية على جرن المذبح وينحره‪ ،‬ومن ثم‬
‫يقوم بأخذ بعض الدم ويتجه للموتاب ويرشه‬
‫عليه أو يطليه به‪.‬‬
‫•وتضمنت قرابين األنباط جماال فخارية صغيرة‪،‬‬
‫وقدم لإلله (ذو الشرى) قرابين على شكل تماثيل‬
‫كالذي عثر عليها في البتراء ويعود تاريخها إلى‬
‫سنة ‪70‬م‪ ،‬ووجد هذا النوع من القرابين مستعمال‬
‫عند عرب الجنوب إذ قدمت القرابين تماثيل‬
‫مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز‪ .‬كذلك نجد‬
‫من يقدم المذابح تقربا لآللهة مثل الذي قدمه‬
‫الجندي النبطي (عبيدو) لإلله (شيع القوم) في‬
‫مدينة تدمر‪ .‬ويفترض أحد الباحثين أن األضحية‬
‫الحيوانية كانت تحرق بالقرب من المعبد‪.‬‬
‫• ونستدل من خالل نقوش جنوب الجزيرة‬
‫العربية أن مقدمي القرابين واألضاحي كانوا‬
‫من جميع طبقات المجتمع من ملوك وكهنة‬
‫وسادة قبائل وأسر عامة‪ .‬وأرى أن األمر كان‬
‫كذلك عند عرب األنباط؛ ألن الغرض من تقديم‬
‫األضاحي والقرابين هو شفاء المرض‪ ،‬ومنح‬
‫السعادة‪ ،‬وحبس السيول‪ ،‬وجلب المطر‪،‬‬
‫وزيادة المحاصيل‪ ،‬وإخماد الحروب‪ ،‬ومعاقبة‬
‫الجناة‪.‬‬
‫• أما المذابح الفردية أو المسماة بالبيتية‬
‫والتي أشار إليها (سترابو) ورأى أن القرابين‬
‫كانت تسفك عليها كل يوم ويستعمل فيها‬
‫البخور‪ ،‬فلم يكشف حتى اآلن عن شيء منها‪،‬‬
‫وقد يكون األقرب إلى التصور أن هذه المذابح‬
‫التي دعاها (سترابو) هي مجرد مجامر‬
‫للبخور‪ ،‬وبتطور هذه العبادة تطورت أشكال‬
‫المذابح وكثرت الزخارف على جوانبها‪.‬‬
‫• ‪ -‬الوجبة التعبدية (الوالئم المقدسة)‪:‬‬
‫• تعد الوجبة التعبدية جزءا مهما في‬
‫الشعائر والطقوس التي كان يمارسها األنباط‬
‫أثناء تعبدهم آللهتهم‪ ،‬وهي أيضا جزء من‬
‫الشعائر المطلوبة لألضحية نفسها‪ ،‬فلحم‬
‫األضحية المقدمة قربانا لآللهة كان يقدم‬
‫لموظفي المعبد من كهنة وغيرهم وللمتعبدين‬
‫والحجاج وذلك في غرفة خاصة لها‪.‬‬
‫• وقدمت الوالئم المقدسة في المعابد وبخاصة عند‬
‫الموت وفي مواسم وأعياد دينية معينة‪ ،‬حيث‬
‫يجتمع الكهنة والمتعبدون في المعبد الذي يحتوي‬
‫على غرفة بها ثالث مصاطب كل واحدة تحاذي‬
‫جانبا من جوانب الغرفة التي تدعى (المصطبة‬
‫الثالثية‪ )Triclinium -‬فيجلس المتعبدون على‬
‫هذه المصاطب للمشاركة في الوجبة التعبدية والتي‬
‫تعد عند األنباط غاية في األهمية؛ ألنها تعني‬
‫المشاركة بين اإلله ومتعبديه‪ .‬ومورس هذا الطقس‬
‫الديني عند القبور ولكن بشكل أقل‪.‬‬
‫• وعثر في العديد من المعابد النبطية في‬
‫مدينة البتراء ومدينة الحجر (مدائن‬
‫صالح) على دالئل تشير إلى وجود مكان‬
‫إلقامة هذه المآدب التعبدية الدينية‪ ،‬إال أن‬
‫هذه الدالئل ليست واضحة المعالم‬
‫تماما‪،‬حيث تشير إلى أمور تتعلق بطبيعة‬
‫تعبدية دينية متعلقة باألضحية‪.‬‬
‫• ويذكر نلسون جلوك أن الغرف الخاصة‬
‫بالوالئم التعبدية (‪ )Triclinium‬التي عثر‬
‫عليها في مقابر مدينة البتراء وبخاصة في‬
‫األماكن العالية كانت جميعها منحوتة في‬
‫الصخر الرملي‪ ،‬إال أن غرفة الوالئم التعبدية‬
‫التي عثر عليها في معبد خربة التنور كانت قد‬
‫بنيت من كتل حجرية جيرية مصفوفة ومشذبة‬
‫بإتقان‪.‬‬
‫• ‪ -‬الحج‪:‬‬
‫• الحج لغة‪ :‬القصد وكثرة االختالف‬
‫والتردد‪ .‬أما اصطالحا فإنه زيارة بيوت‬
‫اآللهة التي تقيم فيها‪ ،‬وتكون مواعيد هذه‬
‫الزيارات وأشكالها بطريقة منظمة ومراسيم‬
‫وطقوس وأوقات محددة‪.‬‬
‫• عرف الحج في الجزيرة العربية منذ القدم‪،‬‬
‫ومارسته بالطبع أقوام شمال الجزيرة العربية‬
‫ومن ضمنهم األنباط الذين كانوا يحجون إلى‬
‫اإلله (ذو الشرى) في يوم (‪ 25‬كانون أول)‬
‫وهو يوم االنقالب الشتوي‪.‬‬
‫• وتعد المعابد المنتشرة على سفوح الجبال ومنها‬
‫معبد خربة الذريح محجات للمتعبدين والزوار‪،‬‬
‫فيطوفون حول منطقة قدس األقداس داخل المعبد‬
‫كما في معبد األسود المجنحة في مدينة البتراء‪،‬‬
‫ومعبد خربة الذريح الذي يقع في وادي اللعبان‬
‫شمال شرق مدينة الطفيلة في األردن‪ ،‬ومعبد خربة‬
‫التنور الذي يقع أيضا شمال شرق مدينة الطفيلة‪،‬‬
‫ومعبد الالت في وادي رم الذي يقع إلى الشمال‬
‫الشرقي من خليج العقبة‪ .‬والحج هنا أو الطواف‬
‫في موسح الحج يؤكد التقليد والنقل عن عبادة‬
‫العرب تبعا لملة إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫• لم تظهر النقوش النبطية المكتشفة لآلن‬
‫كلمة (حج)‪ ،‬إال أن كلمة (حج) أو (ذي‬
‫حجت) جاءت في النقوش العربية‬
‫الجنوبية‪ ،‬مما يجعلنا نرجح أنها كانت عند‬
‫األنباط‪.‬‬
‫• ‪ -‬الصالة‪:‬‬
‫ُعرفت الصالة عند كثير من الشعوب‬
‫•‬
‫السابقين مثل اآلراميين‪ ،‬حيث كانت طقسا‬
‫أساسيا وتؤدى بطرق مختلفة‪ ،‬وكانت تسمى‬
‫باآلرامية (صالة) و فعل (صلي) يعنى‬
‫(ص ّلى)‪ .‬وتؤدى الصالة في المعبد تبركا‪،‬‬
‫وتؤدى أيضا على أرواح الموتى لتستريح‪.‬‬
‫• وتعد الصالة عند المصريين طقسا دينيا يقوم به‬
‫اإلنسان العادي والكاهن والملك‪ .‬وتؤدى وفق أوضاع‬
‫معينة مثل الركوع والسجود والوقوف بخشوع أمام‬
‫تماثيل اإللهة التي هي نسخ عن تمثال اإلله األصلي‬
‫والذي يحتفظ به داخل منطقة قدس األقداس في المعبد‪،‬‬
‫وال يسمح بالدخول إليه ومشاهدته والصالة بين يديه االّ‬
‫للملك وبعض الكهنة ذوي الرتب العالية‪ .‬وكان الملك‬
‫يصلي ويداه إلى جانبيه ممتدتان على طول جسمه‪ ،‬أو‬
‫في وضعية السجود أو الركوع‪ ،‬ويكرر الصالة أربع‬
‫مرات لتبلغ جهات العالم األربع كما يعتقدون‪.‬‬
‫• أما عند األغريق فكانت الصالة من الطقوس الروتينية‬
‫المعروفة‪ ،‬وكانت تؤدى بحرص نسبي من المتعبدين‬
‫دون إيقاع منتظم‪ .‬وكانت طقسا يوميا يقوم به المتعبد‬
‫الروماني لآللهة‪ ،‬ويكون عادة مرافقا لتقديم األضحية‬
‫لإلله‪ .‬وكانت المطالب التي يوجهها المصلي إلى اإللهة‬
‫أثناء صالته مصاغة بدقة وباختصار شديد‪ ،‬وقد عززت‬
‫كلماتها بإيماءات وإشارات معينة مثل لمس األرض‬
‫باليد عند ذكرها‪ ،‬ورفع اليد إلى السماء إذا ذكر جوبتير‪،‬‬
‫والضرب باليد على الصدر عند الحديث عن المصلي‬
‫نفسه‪ ،‬ومن المهم كذلك التفلظ باسم اإلله بشكل صحيح‪،‬‬
‫وتفقد الصالة قيمتها عند أي خطأ‪.‬‬
‫• أما عند العرب األنباط فكانت الصالة تعد من الطقوس‬
‫السائدة والمعروفة‪ ،‬إذ عثر في منطقة الحجر (مدائن‬
‫صالح) على رسوم على إحدى الصخور تمثل صورا‬
‫ألشخاص في أوضاع تعبدية رافعين أيديهم إلى األعلى‬
‫للدعاء‪ .‬ووجد أيضا كثير من النقوش والمخربشات في‬
‫مناطق مختلفة من المملكة النبطية تحمل صلوات‬
‫وأدعية مثل (بربك‪ -‬بركت – بركته)‪ .‬وكانت الغاية من‬
‫هذه األدعية التبرك والحفظ‪ ،‬ومن خاللها يتقرب العبد‬
‫إلى معبوده‪ ،‬وحتى يستجاب للمتعبد يجب عليه تقديم‬
‫النذور والقرابين والهدايا لإلله والقيام بالواجبات‬
‫الدينية‪.‬‬
‫• ومن أشكال الصالة عند العرب األنباط‬
‫السجود إذ يعد عمال خالصا بالصالة التي‬
‫كان الغرض منها استجداء حماية اإللهة‬
‫وخصوبة األرض والرواج للتجارة‬
‫والخالص من الفقر والمرض‪.‬‬
‫• الطقوس المصاحبة ألداء الطقوس الدينية‬
‫الرئيسة‬
‫والرقي‪:‬‬
‫‪ -1‬التراتيل والتمائم ّ‬
‫ولألنباط تراتيل خاصة يرددونها‬
‫ويؤدونها أثناء زيارتهم لمعابدهم وقيامهم‬
‫بطقوسهم الدينية الواجبة عليهم‪ .‬وقد ذكر‬
‫المؤرخ اليوناني (أبيفانوس) أن األنباط كانوا‬
‫يقومون بأداء تراتيل باللغة العربية‪.‬‬
‫وعثر في منطقة بئر السبع في صحراء النقب‬
‫بفلسطين على بردية نبطية يعود تأريخها إلى‬
‫القرن األول قبل الميالد تتناول موضوع التمائم‬
‫وتتضمن طلب رجل من المالئكة واألرواح‬
‫مساعدته في التخلص من سيطرة امرأة عليه‪.‬‬
‫وكان أيضا من ضمن طقوس األنباط التنبؤ‪ ،‬وذلك‬
‫حين تنبؤوا بموت األمبراطور الروماني‬
‫(تيبريوس‪ ،)Tibirius -‬وأن الجيش الروماني لن‬
‫يدخل مدينة البتراء‪.‬‬
‫• ‪ -‬الطهارة واالغتسال‪:‬‬
‫• أما عند األنباط فقد كان التطهر واالغتسال‬
‫من أهم واجبات المتعبدين‪ ،‬إذ عثر بالقرب من‬
‫معبد اإلله (ذو الشرى) في مدينة البتراء على‬
‫العديد من األحواض المائية والتي خصصت‬
‫للتطهر واالغتسال‪ .‬وعثر على مثيل لهذه‬
‫األحواض في المناطق واألماكن المقدسة لإلله‬
‫(ذو الشرى) في كل من وادي فرسا وسد‬
‫المعاجيل (المعاجن) ومناطق المذبح‪.‬‬
‫• إن وجود مثل هذه األحواض أو‬
‫الخزانات المائية بالقرب من األماكن‬
‫المقدسة عند األنباط دليل يؤكد مبدأ‬
‫الطهارة في عبادتهم‪ ،‬فهي تعد من األركان‬
‫المهمة في الطقوس الدينية التي ال يجوز‬
‫انتهاكها‪.‬‬
‫• وكانت عادة التطهر واالغتسال سائدة‬
‫عند عرب الجنوب حيث يمنع المتعبد من‬
‫الدخول إلى المعبد بثوب نجس‪ ،‬وأن فعل‬
‫ذلك ينتهك مبدأ الطهارة ويخرج على‬
‫القانون‪ .‬لذلك ينبغي عليه االعتراف علنا‬
‫بالخطأ الذي اقترفه‪ ،‬كما يوجب عليه دفع‬
‫كفارة‪ ،‬وطلب الصفح من اآللهة‪.‬‬
‫• ‪ -‬حرق البخور والتبخير‪:‬‬
‫• يعد حرق البخور عند الديانات السامية‬
‫القديمة جزءا مهما من الطقوس الدينية‪ ،‬وقد حل‬
‫في مرحلة متقدمة مكان تقديم القرابين لآللهة‪.‬‬
‫ففكرة الحرق عند الشعوب السامية تقوم أساسا‬
‫وحسب اعتقادهم على مبدأين‪ ،‬األول‪ :‬نشر أو‬
‫إرسال رائحة زكية وطيبة إلى اإللهة لتسر بها‪،‬‬
‫أما الثاني فهو حرق الخطايا التي ارتكبها‬
‫الشخص المقدم لها؛ وذلك بغرض نيل رضا‬
‫اإللهة وقبولها وغفرانها لخطاياه‪.‬‬
‫• ويعد حرق البخور عند العرب األنباط من‬
‫العادات والطقوس الدينية الشائعة‪ ،‬فيذكر الجغرافي‬
‫(سترابو) أن األنباط كانوا كل يوم يقومون بحرق‬
‫الكثير من البخور في معابدهم تقربا لآللهة‪ .‬والبد‬
‫هنا من اإلشارة إلى أنه من الطبيعي أن يكون‬
‫استخدام البخور عند العرب األنباط في المعتقدات‬
‫والطقوس الدينية يوميا سواء في المعابد أو في‬
‫المنازل‪ ،‬وذلك الشتغالهم في تجارة البخور‬
‫وعملهم فيه‪ .‬وكانت طريقة حرق البخور تتم في ما‬
‫يسمى (المباخر‪ -‬المجامر)‪.‬‬
‫• وقد عثر على عدد كبير من مجامر‬
‫البخور وبأحجام مختلفة في المواقع‬
‫النبطية‪ ،‬وال زال بعضها يحتفظ على سطحه‬
‫بآثار حرق البخور‪ ،‬وتشير النقوش النبطية‬
‫إلى أن األنباط صنعوا هذه المباخر إرضاء‬
‫آللهتهم وذلك لحرق البخور فيها‪.‬‬