المحاضره الآولي

Download Report

Transcript المحاضره الآولي

‫مشكالت الطفولة‬
‫المحاضرة األولى‬
‫الطفل المشكل وغير المشكل‬
‫ليس من السهل تعريف الطفل المشكل بصورة واضحة فمعظم‬
‫األطفال بشكل عام يعانون من المشكالت السلوكية التي تتراوح بين‬
‫التمرد ونوبات الغضب والسعي لجذب االنتباه وبين الخوف‬
‫والشعور بالنقص ورفض المدرسة لذا فانه اليوجد فاصل قاطع بين‬
‫األطفال المشكلين واألطفال الغير مشكلين فالفرق بين السواء‬
‫والالسواء هو اختالف في الدرجة وليس النوع ‪.‬‬
‫لذلك يكتفى بتحديد أنماط السلوك والسمات التي تبدو غريبة أو‬
‫شاذة عن المألوف والتي تجاوزت الحد الطبيعي أو ابتعدت بشكل‬
‫كبير عن المتوسط وذلك تبعا للمجتمع الذي يوجد به الطفل ‪.‬‬
‫الطفل المشكل والغير مشكل‬
‫المشكالت السلوكية هي مشكالت ناجمة عن التعامل مع الصعوبات‬
‫الحياتية ‪ ،‬الطفل المشكل ليس موضوعا يمكن دراسته بمعزل عن‬
‫بيئته فمشكالت تنشأ نتيجة تفاعله مع الناس اآلخرين في المنزل‬
‫وفي المدرسة وفي المجتمع ‪.‬‬
‫يرى معظم الناس أن السلوك يكون سويا ومقبوال عندما يكون‬
‫مألوفا ومتطابفا مع سلوك الغالبية العظمى من الناس ‪.‬‬
‫اذا كان الطفل غير قادر على التكيف مع المعايير السائدة في‬
‫المجتمع أو اليريد أن يتكيف معها فانه يصبح طفال سيء التكيف ‪.‬‬
‫ولكن تواجهنا صعوبة واضحة في الحكم على سواء السلوك أو‬
‫انحرافه ألن هذا الحكم نسبي يختلف من مجتمع آلخر ‪.‬‬
‫أوضحت الدراسات التي قام بها علماء النفس واألنثربولوجيا‬
‫مدى االختالف الكبير بين المجتمعات في تقديرهم لصفات‬
‫السلوك المرغوب مثال قبيلة األرابش أفرادها يتسمون بالوداعة‬
‫وحب السلم لذا هم يقدرون سمات االستسالم وعدم العدوان‬
‫وااليثار ويقومون بغرسها في نفوس أبنائهم بالتالي تصبح جزءا‬
‫من سلوك الطفل نتيجة محاكاته لسلوك أفراد قبيلته ‪.‬‬
‫أما قبيلة المونداجامور فهم على النقيض تماما ينبذون العدوان‬
‫ويغرسونه في نفوس أبنائهم فالسلوك السوي بالنسبو ألحد هذين‬
‫المجتمعين يعتبر غير سوي بالنسبة للمجتمع اآلخر ‪.‬‬
‫إذن المعيار المحدد لوصول الطفل في أي مرحلة تعليمية الى‬
‫المستوى الذي يعتبر عنده الطفل سوي أو غير مشكل هو معيارنسبي‬
‫يختلف من بيئة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى ‪.‬‬
‫غالبا ماتميل المعلمة إلى استحسان وتشجيع األطفال المشابهين لهم‬
‫من حيث الخلفية األسرية والحديث واللباس واألخالق ‪.‬‬
‫ويالحظ أن طبيعة المزاج الخاصة بالفرد تحدد ماهية الطفل المشكل‬
‫‪.‬‬
‫نظرا إلى أن السلوك يتغير خالل النمو السريع للطفولة فان ذلك‬
‫يجعل تعيين بداية االضطراب السلوكي أمرا صعبا ‪ ،‬فالسلوك الذي‬
‫يعتبر سويا في سن معينة اليعتبر كذلك في سن أخرى ‪.‬‬
‫هناك اجماع واتفاقا على أن الذكور من األطفال أكثر عرضة‬
‫لالسواء من االناث وهذا يرجع إلى مايتوقعه المجتمع عادة من أن‬
‫سلوك البنات يتميز بالهدوء والرقة واألوالد يميل أكثر إلى العناد‬
‫والتمرد والعدوانية ‪.‬‬
‫تعريف الطفل المشكل ‪:‬‬
‫هو الطفل الذي يعاني من بعض المشكالت المعيقة أو هو‬
‫الطفل الذي اتخذ من السلوك الشاذ أو التصرف الخاطيء‬
‫أسلوبا متبعا ثابتا اليتغير واليستجيب للتوجيه والنصح ‪.‬‬
‫األطفال الذين يعانون من اضطراب السلوك هم أكثر‬
‫عرضة للفشل المدرسي ‪.‬‬
‫متى نعتبر سلوك الطفل مشكلة تحتاج لعالج ؟‬
‫قد يلجأ الوالدان لطلب استشارة نفسية عاجلة لسلوك طفله وذلك‬
‫إما لجهله بطبيعة نمو الطفل أو لشدة الحرص على سالمة الطفل‬
‫وخوفا عليه من األمراض واالضطرابات النفسية وقد يكون‬
‫سلوك الطفل طبيعيا تبعا للمرحلة التي يمر بها ‪.‬‬
‫يعد سلوك الطفل مشكلة تستدعي عالجا عندما نالحظ العالمات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬تكرار المشكلة ( ظهور سلوك شاذ مرة أو مرتين أو ثالث‬
‫اليدل على وجود مشكلة ربما يكون سلوكا عارضا يختفي‬
‫تلقائيا)‬
‫متى نعتبر سلوك الطفل مشكلة تحتاج لعالج ؟‬
‫‪ -2‬عندما يكون هذا السلوك عائقا لنمو الطفل الجسمي والنفسي‬
‫واالجتماعي ويؤدي إلى اختالف سلوكه ومشاعره عن سلوك‬
‫ومشاعر من هم في سنه ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تعمل المشكلة على الحد من كفاءة الطفل في التحصيل‬
‫الدراسي وفي اكتساب الخبرات وتعوقه هذه المشكلة عن التعليم‪.‬‬
‫‪ -4‬عندما تسبب هذه المشكلة إعاقة الطفل عن االستمتاع بالحياة‬
‫مع نفسه ومع اآلخرين حيث تؤدي المشكلة إلى شعور الطفل‬
‫بالكآبة وضعف قدراته على تكوين عالقات جيدة مع والديه‬
‫وإخوته وأصدقائه ومدرسيه‪.‬‬
‫جميع األطفال يمرون بفترات من الصعوبات السلوكية‬
‫واالنفعالية ‪ ،‬تظهر نتائج دراسات النمو في كاليفورنيا أن كال‬
‫من الذكور واالناث يعانون بالمتوسط من خمس إلى ست‬
‫مشكالت في أي وقت خالل مرحلة ماقبل المدرسة والمدرسة‬
‫االبتدائية وتنخفض درجة انتشار هذه الصعوبات السلوكية مع‬
‫التقدم بالعمر ‪ .‬مشكالت األطفال العاديين يجب أن اليقلل األهل‬
‫من أهميتها وأن التترك لتحل نفسها بل البد أن تواجه وتحل‬
‫بشكل فعال إذ أن االهمال يؤدي إلى مشكالت أكثر خطورة ‪.‬‬
‫يحاول اآلباء تبرير عدم تدخلهم عندما يعاني أطفالهم من‬
‫مشكلة سلوكية بتبريرات مثل ‪:‬‬
‫‪-1‬لقد تم تضخيم المشكلة أكثر من الالزم ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشكلة سوف تنتهي لوحدها مع مرور الوقت ‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بأي تدخل يؤذي طبيعة الطفل الحساسة ويجعل‬
‫الطفل يزيد من تفكيره في المشكلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الطفل مقدر له بطبيعته أن يعاني من هذه المشكلة‬
‫وليس هناك مايمكن عمله ‪.‬‬
‫السلوك السوي مقابل السلوك غير السوي‬
‫متى يمكن اعتبار سلوك الطفل المشكل من الشدة بحيث يحتاج إلى‬
‫مساعدة ؟‬
‫تقول آنا فرويد( إن تحديد الحد الفاصل بين الصحة العقلية‬
‫والمرض هو أصعب في مرحلة الطفولة من المراحل الالحقة )‬
‫إن الفرق بين السلوك السوي والغير سوي هو فرق في الدرجة أي‬
‫في مدى تكرار السلوك الذي يؤدي إلى حدوث مشكلة للطفل أو‬
‫األهل أو المجتمع ‪ .‬كل مازاد مايظهره الطفل من سلوك غير سوي‬
‫وكان سلوكه اليتناسب وكلما مر عليه فترة زمنية أطول وزادت‬
‫مقاومته للجهود المبذولة لمساعدته كلما دل ذلك على الحاجة إلى‬
‫مساعدة متخصصة لحل المشكلة ‪.‬‬
‫سمات السلوك السوي‬
‫‪ -1‬العالقة الصحية مع الذات ‪:‬‬
‫تتمثل في ثالثة أبعاد وهي فهم الذات وتقبل الذات وتطوير الذات‪.‬‬
‫فهم الذات يعني أن يعرف المرء نقاط القوة ونقاط الضعف لديه ويفه‬
‫ذته فهما أقرب للواقع فال يبالغ في تقدير صفاته واليقلل من قيمتها‬
‫بمعنى اليوجد خال من السلبيات واليوجد خال من االيجابيات ‪.‬‬
‫تقبل الذات اليعني الرضا السلبي عن الذات بل يجب أن ينتقد ذاته‬
‫ويحاول تحسينها ‪.‬‬
‫تطوير الذات هو أن يحاول تحين وتطوير ذاته ومحاولة التغلب‬
‫على النقائص ومناطق الضعف والتقليل من العيوب وأثرها ‪.‬‬
‫سمات السلوك السوي‬
‫‪ -2‬المرونة ‪:‬‬
‫الشخص السوي هو القادر على التكيف والتوافق وظروف‬
‫الحياة دائمة التغير لذلك يضطر االنسان إلى أن يعدل استجابته‬
‫أو يغير نشاطه كلما تغيرت ظروف البيئة المرونه ضرورة‬
‫للحياة السوية والتصلب مدعاة لحدوث االضطراب ‪.‬‬
‫‪ -3‬القدرة على االستفادة من الخبرة ‪:‬‬
‫االنسان السوي هو القادر على التعلم واالستفادة من التجارب‬
‫الماضية ‪.‬‬
‫سمات السلوك السوي‬
‫‪ -4‬القدرة على التواصل االجتماعي ‪:‬‬
‫تقوم حياة االنسان على التفاعل االجتماعي والشخص المتوافق‬
‫اجتماعيا يشارك في ذلك وتتميز عالقاته االجتماعية وتفاعالته‬
‫بالعمق واالقتراب واالستقالل في الوقت ذاته‪.‬‬
‫‪ -5‬الواقعية ‪:‬‬
‫أي التعامل مع حقائق الواقع فالذي يحدد أهدافه وتطلعاته على‬
‫أساس امكاناته الفعلية والمدى الذي يمكنه الوصول إليه وفق‬
‫استعداداته الخاصة يعتبر سوي ‪.‬‬
‫سمات السلوك السوي‬
‫‪ -6‬الشعور باألمن ‪:‬‬
‫الفرد السوي يشعر باألمن وهذا اليعني أنه اليشعر بالخوف أو القلق عندما‬
‫يعرض لما يثير القلق ولكنه يعمل مباشرة على حل المشكلة وإزالة مصدر التهديد‬
‫ويحسم األمر باتخاذ القرار المناسب في حدود امكاناته‪.‬‬
‫‪ -7‬التوجه الصحيح ‪:‬‬
‫الشخص السوي عندما يتعرض لمشكلة فانه يفكر فيها ويحدد عناصرها ويضع‬
‫الحلول هنا هو يتجه إلى قلب المشكلة ويواجهها وقد يعلن فشله إذا لم ينجح في‬
‫حلها ‪.‬‬
‫‪ -8‬التناسب‪:‬‬
‫بمعنى عدم المبالغة خاصة في المجال االنفعالي ‪ ،‬السوي يشعر بالسرور والحزن‬
‫ويعبر عن انفعاالته بقدر مناسب للمثيرات التي أثارها ‪.‬‬
‫إذن السلوك السوي والغير سوي متعلم للمجتمع دور كبير بمعاييره وقيمه وثقافته‬
‫في تحديده‬
‫معايير السلوك السوي والسلوك الشاذ‬
‫‪ -1‬انحراف السلوك عن المعايير المقبولة اجتماعيا واختالف‬
‫معايير الكم على السلوك باختالف المجتمعات والثقافات والعمر‬
‫والجنس ‪.‬‬
‫‪ -2‬تكرار السلوك وهو عدد مرات حدوث السلوك في فترة‬
‫زمنية معينة حيث يعد السلوك غير سوي ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تكرر حدوثه بشكل غير طبيعي في فترة زمنية معينة ‪.‬‬
‫‪ -4‬مدة حدوث السلوك حيث تكون بعض أشكال السلوك غير‬
‫عادية ألن مدة حدوثها ق تستمر فترة أطول بكثير أو أقل مما‬
‫هو متوقع ‪.‬‬