جمال الزغيد (منقول): تحية أجلال وأكبار لكل يد ساهمت فى نهضة الوطن

Download Report

Transcript جمال الزغيد (منقول): تحية أجلال وأكبار لكل يد ساهمت فى نهضة الوطن

Slide 1

‫أعالم من بالدي‬
‫مدرسة عمال بنغازي الليلية‬
‫اإلبتدائية‬
‫محمد العنيزي ‪2008/10/15‬‬


Slide 2

‫أنشئت هذه المدرسة في مدينة بنغازي في ‪17‬‬
‫أغسطس من عام ‪ .1944‬وكانت عبارة عن مدرسة‬

‫مسائية قام بالتدريس فيها مجموعة من المدرسين‬
‫المتطوعين دون مقابل‪ ،‬وكان هدفهم هو تعليم الصغار‬
‫من أبناء مدينتهم الذين لم تتح لهم الفرصة لتلقي‬
‫تعليمهم في الفترة الصباحية‪ ،‬والذين شاءت الظروف أن‬
‫يعملوا طيلة النهار من أجل توفير لقمة العيش لعائالتهم‪،‬‬
‫فكان تأسيس المدرسة الليلية من قبل أهل الخير‬
‫والصالح هو الحل الذي مكن هذه الفئة ( فئة العمال‬
‫الصغار) من تلقي تعليمها أسوة بأقرانه ‪.‬‬


Slide 3

‫فكرة تجسدت على أرض الواقع‬
‫كان صاحب فكرة إنشاء مدرسة ليلية‬
‫لتعليم العمال‪ ،‬األستاذ الفاضل محمد العالم‬
‫حويو‪ ،‬وهو من مواليد بنغازي عام‬
‫‪ .1911‬تلقى تعليمه اإلبتدائي في‬
‫المدرسة اإليطالية‪ ،‬وعمل بالتجارة ‪.‬‬
‫رأى محمد العالم ذات مساء مجموعة من‬
‫األطفال الصغار يرتدون مالبس الكاكي‪،‬‬
‫وهو الزي الخاص بعمال النظافة آنذاك‪،‬‬
‫‪.‬فأحس بشعور من الشفقة تجاههم‪،‬‬


Slide 4

‫وأدرك مدى تعاسة هؤالء الصغار العائدين من العمل‪ ،‬بعد‬
‫أن أمضوا طيلة النهار في كنس الشوارع مقابل أجر‬
‫زهيد‪ ،‬األمر الذي حرمهم من تلقي التعليم في الفترة‬
‫الصباحية ‪.‬‬
‫راودت فكرة إنشاء مدرسة لتعليم هؤالء الصغار ذهن‬
‫محمد العالم حويو‪ ،‬وكان يدير متجرا مع أخيه سعد حويو‬
‫في ميدان الحدادة لبيع المواد المنزلية‪ .‬وعرض محمد‬
‫العالم حويو على أخيه سعد هذه الفكرة‪ ،‬فوافقه في‬
‫الحال‪ ،‬ووعده بأن يتفرغ هو للمتجر مقابل أن ينفذ محمد‬
‫العالم هذه الفكرة اإلنسانية التي تعود بالنفع على الصغار‬
‫العاملين في النهار ‪.‬‬


Slide 5

‫صباح اليوم التالي كان محمد العالم حويو في مقر بلدية‬
‫بنغازي‪ ،‬وقد قام بزيارة سكرتير البلدية األخ علي فالق‬
‫في مكتبه‪ ،‬وعرض عليه فكرته لتعليم األطفال العاملين‬
‫في النظافة‪ ،‬فتحمس األخ علي فالق للفكرة‪ ،‬وطلب محمد‬
‫العالم من علي فالق أن يعمل على تسريح هؤالء األطفال‬
‫في موعد ينقص ساعة عن موعد دوامهم الرسمي حتى‬
‫يتمكنوا من اإللتحاق بالمدرسة المسائية‪ ،‬ووافق األخير‬
‫على الطلب‪ ،‬كما طلب منه أيضا أن ال يقبل تعيين أي‬
‫عامل في النظافة إال بعد أن ينتسب للمدرسة الليلية‪،‬‬
‫ويقدم العامل شهادة للبلدية تفيد بإنتسابه للمدرسة‪ ،‬وذلك‬
‫تشجيعا للعمال في الفترة الصباحية على الدراسة في‬


Slide 6

‫المساء ووافق األخ علي فالق على طلب محمد العالم‪ ،‬ثم‬
‫اتصل محمد العالم حويو باألخ محمود دريزة بصفته نائبا‬
‫لناظر مدرسة األمير‪ ،‬وعرض عليه الفكرة طالبا منه‬
‫المساعدة في إيجاد مقر للمدرسة المسائية‪ ،‬فلم يتردد‬
‫محمود دريزة في المساعدة وتمكين محمد العالم من اتخاذ‬
‫مدرسة األمير مقرا للتعليم المسائي (وقد تغير اسمها فيما‬
‫بعد إلى مدرسة التحرير وتم هدمها وإعادة بنائها)‪ ،‬كما‬
‫أطلع محمد العالم األستاذ محمود امبارك الشريف على‬
‫الفكرة‪ ،‬ورحب األخير بها‪ ،‬وبذل كل ما في وسعه من وقت‬
‫وجهد من أجل إنجاح هذا المشروع الخيري‪ ،‬وكان محمود‬
‫امبارك الشريف يتلقى تعليمه في الفترة الصباحية‪ ،‬وإلتحق‬


Slide 7

‫أيضا لتلقي الدروس في المدرسة الصيفية لتثقيف الشباب‪،‬‬
‫والتي افتتحتها جمعية عمر المختار في صيف عام‬
‫‪ ،1943‬وكان قد تطوع للتدريس بها كل من‪ :‬األستاذ‬
‫مصطفى بن عامر‪ ،‬األستاذ الشريف الماقني‪ ،‬الشيخ عبد‬
‫الجواد فريطيس‪ ،‬الشيخ رجب عصمان‪ ،‬الشيخ رمضان‬
‫قرقوم ‪.‬‬
‫واتصل محمد العالم بعد ذلك ببعض األغنياء والموسورين‬
‫من أهل البر واإلحسان الذين تبرعوا للمدرسة بمبلغ مالي‪،‬‬
‫اشترى به كافة مستلزمات المدرسة من أدوات قرطاسية‬
‫وأقالم وكراسات‪ .‬وقد قام األخ سعد حويو بالمرور على‬
‫التجار في محالتهم لجمع التبرعات للمدرسة‪ ،‬وكان‬


Slide 8

‫عبد الحفيظ شمسة ‪ -‬وهو من تجار‬
‫المدينة ‪ -‬قد ساهم بأكبر مبلغ من‬
‫التبرعات‪ ،‬وتم فتح باب التسجيل و‬
‫اإللتحاق بالمدرسة‪ ،‬فتوافد عليها‬
‫األطفال العاملون في نظافة المدينة‬
‫ومعهم مجموعة من كبار السن‪ ،‬حيث‬
‫تم قبول الجميع والذين بلغ عددهم ‪82‬‬
‫تلميذا‪ ،‬وتم تقسيمهم إلى فصلين‪ ،‬فصل‬
‫لألميين (سنة أولى تحضيري)‪ ،‬وفصل‬
‫لآلخرين (سنة ثانية تحضيري)‪،‬‬
‫واستلم محمد العالم حويو فصال‪،‬‬


Slide 9

‫ومحمود امبارك الشريف الفصل اآلخر‪ ،‬وباشر اإلثنان‬
‫التدريس ليكونا بذلك أول مدرسين في مدرسة العمال‬
‫الليلية كما أطلق عليها ولجذب إنتباه الصغار لهذه‬
‫المدرسة‪ ،‬كان األستاذان محمد العالم‪ ،‬ومحمود الشريف‪،‬‬
‫يجمعان الطالب‪ ،‬ويوزعان عليهم الحلوى‪ ،‬وينظمانهم في‬
‫طابور يسير عبر الشوارع باتجاه المدرسة‪ ،‬والطالب‬
‫يرددون نشيد العلم‪ ،‬الذي كتب كلماته محمد بشير‬
‫المغيربي‪ ،‬ولحنه سالم بشون‪.‬‬
‫بعد ثالثة أشهر من بداية الدراسة‪ ،‬كان الطالب الصغار قد‬
‫بدأوا يتعرفون على الحروف الهجائية‪ ،‬ويكتبون أسماءهم‪،‬‬
‫حينها طلب األستاذ محمد العالم أن يكتب كل واحد منهم‬


Slide 10

‫اسمه‪ ،‬وأصلح لهم األخطاء‪ ،‬ثم طلب‬
‫منهم أن يمضوا بأسمائهم لتكون‬
‫بديال عن البصمة باإلبهام‪ .‬وتعلم‬
‫الطالب اإلمضاء بأسمائهم‪ ،‬وفي‬
‫موعد استالم رواتبهم من البلدية‬
‫قاموا باإلمضاء بدال من البصمة‪،‬‬
‫مما أدهش الموظف البريطاني‬
‫المسؤول عن الحسابات‪ ،‬ونتيجة‬
‫لذلك زادت البلدية رواتبهم بمقدار‬
‫قرش واحد لكل فرد ‪.‬‬
‫مقالة للشاعر حسين الغناي حول ختام الفصل الدراسي لمدرسة‬

‫العمال‪ ،‬نشرت في جريدة بنغازي الصادرة في ‪ 15‬يونيو ‪1945‬‬


Slide 11

‫كانت مواعيد الدراسة تبدأ من الساعة ‪ 18‬إلى الساعة‬
‫‪ ،21.45‬بمعدل ‪ 5‬حصص يوميا‪ ،‬مع إلغاء حصص‬
‫الرياضة البدنية‪ ،‬واألشغال اليدوية‪ ،‬والرسم‪ ،‬لضيق‬
‫الوقت المخصص للحصص الدراسية‪ .‬وقد إلتزمت إدارة‬
‫المدرسة بمواعيد الحصص الدراسية‪ ،‬وألزمت الطالب‬
‫بالحضور في الموعد المحدد‪ ،‬حيث كانت الحصص تبدأ‬
‫في تمام الساعة السادسة مساء‪ ،‬و يتم إغالق الباب‬
‫الرئيسي‪ ،‬األمر الذي جعل الطالب يسارعون في‬
‫المجيء‪ ،‬ويلتزمون بالمواعيد‪.‬‬
‫وكانت كثرة انقطاع التيار الكهربائي من المشاكل التي‬
‫واجهتها المدرسة‪ ،‬مما يضطر المدرسين إلى إيقاد‬
‫الشموع ألستكمال الدروس‪.‬‬


Slide 12

‫أثناء سير الدراسة كان أحد ضباط الجيش البريطاني‬
‫يتردد على المدرسة لمعرفة كيفية سير عملها‪ ،‬فطلب‬
‫منه األستاذ محمد العالم أن يزود المدرسة بالمالبس‬
‫المستعملة التي يستبدلها أفراد الجيش البريطاني‪ ،‬نظرا‬
‫لحاجة الطالب إلى المالبس‪ ،‬حيث كان الناس يعانون من‬
‫الفقر المدقع‪ .‬ووافق الضابط البريطاني على طلب محمد‬
‫العالم‪ ،‬لكنه اشترط عليه أن يغير لون المالبس (وكان‬
‫محمد العالم آنذاك الوكيل التجاري مع أخيه سعد في‬
‫استيراد أصباغ المالبس من نوع ‪DYLON‬اإلنجليزية)‪.‬‬
‫واتفق محمد العالم مع الضابط البريطاني على تغيير لون‬
‫المالبس‪ ،‬بعد أن أراه التوكيل التجاري‪ .‬وأحضر الضابط‬


Slide 13

‫البريطاني للمدرسة عدد ‪ 60‬بدلة‬
‫مستعملة وعدد ‪ 60‬حذاء‪ ،‬وأخذ‬
‫محمد العالم المالبس إلى محل‬
‫السنوسي شمسة لحياكة المالبس‬
‫العسكرية ومعها األصباغ‪ ،‬فتطوع‬
‫السنوسي شمسة‪ ،‬وقام بتقييفها‪،‬‬
‫وتهذيبها‪ ،‬وتغيير لونها‪ ،‬مساعدة‬
‫منه لطالب المدرسة كانت المدرسة‬
‫في حاجة إلى كتب دراسية‬
‫للتالميذ‪ ،‬ومع بعض المساعي‬
‫الحميدة ‪ ،‬والجهود المتواصلة ‪،‬‬

‫شهادة تقدير من إدارة مدرسة عمال بنغازي المسائية‬

‫اإلبتدائية لألستاذ عبد السالم محمد العالم حويو‬


Slide 14

‫تحصلت المدرسة من نظار المدارس الصباحية على بعض‬
‫الكتب المنهجية القديمة‪ ،‬والغير مستعملة‪ .‬وكان الطالب‬
‫الذين يدرسون في الفترة الصباحية ولديهم إخوة يدرسون‬
‫في المدرسة الليلية يشركون إخوتهم في المذاكرة‬
‫والدراسة معهم في كتب المنهج الدراسي‪ .‬وقد قام السيد‬
‫محمد العالم حويو باإلتصال بكل من األستاذين علي‬
‫الجربي مدير المعارف‪ ،‬ومصطفى بن عامر مدير جمعية‬
‫عمر المختار‪ ،‬وكان حينها يعمل مفتشا في نظارة‬
‫المعارف‪ ،‬وأبلغهما بحاجة المدرسة الليلية لكتب المنهج‬
‫الدراسي‪ ،‬فساعداه وأمداه بالكتب الالزمة وكان المنهج‬
‫المقرر في ذلك الوقت هو نفس المنهج الدراسي المصري‬


Slide 15

‫والذي أقرته اإلدارة البريطانية‪،‬‬
‫بعد أن كانت قد أقرت وضع منهج‬
‫دراسي مستعينة بالمقررات‬
‫الدراسية في السودان وفلسطين‪،‬‬
‫لكن األستاذين مصطفى بن عامر‪،‬‬
‫وعلي الجربي‪ ،‬تصديا لهذا القرار‪،‬‬
‫ألنه ال يخدم مصلحة البالد‪،‬‬
‫وأرغما اإلدارة البريطانية على‬
‫إقرار المنهج الدراسي المصري‬
‫وكان المنهج الدراسي الخاص‬
‫بالمرحلة اإلبتدائية‪ ،‬والمعتمد من‬

‫بطاقة دعوة لحضور الحفل الذي أقامته المدرسة‬
‫الليلية بمناسبة تسليم إدارتها إلى المعارف عام‬
‫‪1963‬‬


Slide 16

‫إدارة معارف برقة في النصف الثاني من أربعينيات‬
‫القرن الماضي‪ ،‬وحتى بداية الخمسينيات‪ ،‬يشمل‬
‫المواد الدراسية التالية ‪:‬‬

‫القرآن الكريم والدين‬
‫اللغة العربية‬
‫اللغة اإلنجليزية‬
‫الحساب والهندسة‬
‫الجغرافيا والتاريخ‬
‫مباديء العلوم والصحة‬
‫الرسم‬
‫األشغال اليدوية والنسوية وفالحة البساتين‬
‫التربية البدنية والموسيقى‬


Slide 17

‫صورة تجمع طلبة مدرسة العمال الليلية مع األساتذة وهم الجالسون من اليمين‪:‬‬
‫محمد حويو‪ ،‬أحمد الفاسي‪ ،‬منصف النجار (من تونس)‪ ،‬محمود امبارك الشريف‬


Slide 18

‫وفي نهاية العام الدراسي األول قامت إدارة المعارف‬
‫بتشكيل لجنة من األساتذة إلجراء اإلمتحانات يوم‬
‫‪ ،17/5/1945‬فكانت المفاجأة أن نسبة النجاح مائة في‬
‫المائة‪ .‬وكانت فرحة الجميع ال توصف‪ ،‬وتم منح الطلبة‬
‫شهادات رسمية‪ ،‬وذاع نبأ المدرسة‪ ،‬وأقبل عليها‬
‫الطالب من عمال وموظفين وجنود وتجار وعاطلين‬
‫عن العمل‪ ،‬وكانت إدارة المدرسة تقبل تسجيل الجميع‬
‫دون شرط أو قيد‪.‬‬


Slide 19

‫واستمر األستاذ محمد العالم حويو‬
‫يعمل مدرسا وناظرا للمدرسة‪ ،‬إلى‬
‫أن تركها في نهاية العام الدراسي‬
‫‪ 49/50‬ليستريح ويتفرغ لعمله‪،‬‬
‫ولكنه ظل على اتصال بالمدرسة‪،‬‬
‫وبعد مسيرة حافلة بالعمل الخيري‬
‫إنتقل إلى جوار ربه في عام‬
‫‪1995‬‬


Slide 20

‫مدرسون بال مقابل‬
‫إلتحق بمدرسة العمال الليلية الكثير من أبناء المدينة‪،‬‬
‫الذين كانوا يؤمنون بأهمية العمل التطوعي‪ .‬وقد أرادوا‬
‫أن يقدموا خدماتهم‪ ،‬وازداد عدد المدرسين الذين أبدوا‬
‫رغبتهم في أداء واجبهم التعليمي دون أجر او مقابل‪،‬‬
‫وتناوب على المدرسة العديد من النظار‪ ،‬وكان الحماس‬
‫يدب في نفوس المدرسين‪ ،‬والتنافس بينهم على أشده‪،‬‬
‫من أجل تقديم أفضل ما لديهم للطال‪ .‬ومن الذين تطوعوا‬
‫للتدريس في هذه المدرسة نذكر األسماء التي تمكننا من‬
‫جمعها وهم‪ :‬محمد العالم حويو‪ ،‬محمود امبارك‬
‫الشريف‪،‬‬


Slide 21

‫محمد ابراهيم الفالح‪ ،‬بن عروس مهلهل‪ ،‬طاهرمحمد‬
‫الشريف‪ ،‬علي أحمد بوسنينة‪ ،‬مفتاح شرمدو‪ ،‬أبوبكر‬
‫الفقهي‪ ،‬محمد فرج التونسي‪ ،‬ابراهيم القرقوري‪ ،‬محمد‬
‫السنوسي المرتضي‪ ،‬أحمد محمد القالل‪ ،‬محمد سليمان‬
‫جعودة‪ ،‬محمود رافع العجيل‪ ،‬عبد السالم محمد حويو‪،‬‬
‫عبد القادر المحيشي‪ ،‬يوسف السعداوية‪ ،‬محمد زغبية‪،‬‬
‫طالب الرويعي‪ ،‬محمد فرج حمي‪ ،‬عبد هللا عبدالقادر‬
‫الحراثي‪ ،‬محمد جحا الهوني‪ ،‬رجب شرمدو‪ ،‬مصطفى‬
‫القرقوري ‪.‬‬


Slide 22

‫صورة لطلبة المدرسة اإلبتدائية اإليطالية مع المدرسين عام ‪،1924‬‬

‫ويظهر فيها محمد العالم حويو الرابع من اليمين وقوفا‬


Slide 23

‫تسليم المدرسة لوزارة المعارف‬
‫أصدرت وزارة المعارف عام ‪ 1963‬قرارا بضم مدرسة‬
‫العمال الليلية إليها‪ ،‬فرفض العديد من المدرسين‬
‫اإلستمرار في التدريس بها‪ ،‬ألنهم اعتبروا أن عملهم‬
‫تطوعي‪ ،‬فيما استمر اآلخرون في التدريس مقابل أجر‬
‫بسيط من المعارف‪ .‬وقد أقامت إدارة المدرسة يوم اإلثنين‬
‫‪ 14/10/1963‬احتفاال بمناسبة تسليم مفاتيح المدرسة‬
‫إلى إدارة تعليم الكبار ‪.‬‬
‫حضر اإلحتفال مجموعة كبيرة من الطالب الذين تخرجوا‬


Slide 24

‫من المدرسة‪ ،‬والمدرسين الذين ساهموا في التدريس‬
‫بها‪ ،‬وكان على رأس الحضور األستاذ محمد العالم حويو‬
‫مؤسس المدرسة‪ ،‬والسيدة حميدة العنيزي‪ ،‬واألستاذ‬
‫محمود دريزة مساعد مدير إدارة تعليم الكبار‪.‬‬
‫إفتتح اإلحتفال القارئ الشيخ محمود دهيميش بآيات‬
‫بينات من سورة الفتح‪ ،‬ثم ألقى األستاذ عبد القادر‬
‫المحيشي وكيل المدرسة كلمة هيئة اإلدارة والمدرسين‪.‬‬
‫بعدها ألقى األستاذ محمود دريزة مساعد مدير إدارة تعليم‬
‫الكبار كلمة‪ ،‬وجه من خاللها شكره وتقديره لكل‬
‫المدرسين لما بذلوه من جهود قيمة‪ .‬ثم قام األستاذ محمد‬


Slide 25

‫العالم حويو بتسليم مفاتيح المدرسة إلى األستاذ محمود‬
‫دريزة وسط تصفيق الحضور‪ ،‬لتؤول تبعية المدرسة إلى‬
‫المعارف بعد مسيرة ما يقرب من العشرين عاما في‬
‫العمل التطوعي‬


Slide 26

‫من مدرسة العمال إلى رسالة الماجستير‬
‫كانت مدرسة العمال الليلية مثاال للعمل الجماعي‪ ،‬والنية‬
‫الصادقة‪ ،‬وإنكار الذات‪ ،‬والجهود المتواصلة‪ ،‬التي‬
‫أسهمت في خلق أجيال حملت فيما بعد مسؤلية النهوض‬
‫بالبالد‪ .‬ونذكر هنا أحد الطالب الذين درسوا بمدرسة‬
‫العمال الليلية‪ ،‬وواصلوا تعليمهم إلى أن وصلوا‬
‫للدراسات العليا‪ ،‬وهو األستاذ محمد إبراهيم الجهاني‪،‬‬
‫الذي تلقى تعليمه في هذه المدرسة‪ ،‬وأثناء دراسته‪ ،‬وفي‬
‫نهاية العام الدراسي األول‪ ،‬وقبل موعد اإلمتحان‬
‫النهائي‪ ،‬حان وقت الحصاد‪ ،‬وأراد محمد الجهاني أن‬


Slide 27

‫يمضي مع والده ليساعده في جمع الغلة التي جادت بها‬
‫األرض قرب منطقة قمينس‪ ،‬واستأذن معلمه األستاذ‬
‫محمد العالم‪ ،‬وأخبره بأنه مضطر لمساعدة والده في‬
‫الحصاد‪ ،‬ولن يتمكن من حضور اإلمتحان النهائي‪،‬‬
‫وسوف يعود للمدرسة إلعادة العام الدراسي من جديد‪،‬‬
‫فأجرى له األستاذ محمد العالم اإلمتحان وحده‪ ،‬واعتبره‬
‫امتحانا نهائيا ‪.‬‬
‫ومضى محمد الجهاني لمساعدة والده‪ ،‬ثم عاد إلى‬
‫المدرسة‪ ،‬ليجد نفسه ناجحا إلى الصف الثاني مع بقية‬


Slide 28

‫الطلبة‪ .‬وتمضي السنوات‪ ،‬ويكمل محمد الجهاني دراسته‪،‬‬
‫ليتحصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (االقتصاد‬
‫الزراعي) من كلية الزراعة جامعة عين شمس‪ ،‬ثم يستوفي‬
‫دراسته‪ ،‬ويتحصل على درجة الماجستير في االقتصاد‬
‫الزراعي‪ .‬وعرفانا بالجميل‪ ،‬يهدي األستاذ محمد ابراهيم‬
‫الجهاني رسالة الماجستير إلى أساتذته في المدرسة‬
‫الليلية‪ ،‬فيكتب في مقدمة رسالته ‪:‬‬

‫إهداء‬
‫إلى أساتذتي الذين أسسوا مدرسة العمال الليلي بجهودهم‬
‫وأموالهم في ظروف صعبة عرفانا بفضلهم علي وعلى‬
‫زمالئي ‪.‬‬

‫جزاهم هللا خيرا‬