عمر بن عبدالعزيز نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي إعداد : متعب بن راشد الغنام إشراف الدكتور : مشعل بن سليمان العنزي تمهيد هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي.

Download Report

Transcript عمر بن عبدالعزيز نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي إعداد : متعب بن راشد الغنام إشراف الدكتور : مشعل بن سليمان العنزي تمهيد هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي.

Slide 1

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 2

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 3

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 4

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 5

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 6

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 7

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 8

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 9

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 10

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 11

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬


Slide 12

‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫نموذج قيادي من التاريخ اإلسالمي‬
‫إعداد‪:‬‬
‫متعب بن راشد الغنام‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مشعل بن سليمان العنزي‬

‫تمهيد‬
‫هو عمر بن عبد العزيز األموي القرشي ‪ ,‬يكنى بأبي حفص‪ .‬ثامن‬
‫الخلفاء األمويين‪ ،‬خامس الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويرجع نسبه من أمه إلى‬
‫عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن‬
‫عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة‬
‫عمر بن عبد العزيز‪ .‬ولد عام ‪61‬هـ بالمدينة وهو قول أكثر‬
‫المؤرخين ‪ .‬وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان‬
‫في المدينة المنورة ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى‬
‫دمشق عاصمة الدولة األموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن‬
‫مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب‬
‫تسمى دير سمعان وظل واليا ً عليها حتى سنة ‪ 86‬هـ‪.‬‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫صفته ‪:‬‬
‫ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم‬
‫حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد خطه الشيب‬
‫وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال‬
‫أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية‪.‬‬

‫مكانته العلمية وواليته للمدينة ‪:‬‬
‫لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خالفته سيرة الخلفاء‬
‫الراشدين‪ .‬تولى الخالفة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة‬
‫‪ 99‬هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم‪ .‬في ربيع‬
‫األول من عام ‪ 87‬هـ والّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ثم ضم إليه والية الطائف سنة ‪ 91‬هـ‪ .‬وبذلك صار واليآ‬
‫على الحجاز كلها ‪.‬‬

‫واليته على المدينة المنورة وأعماله فيها ‪:‬‬
‫بنى في مدة واليته المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك‬
‫له بذلك‪ .‬اتسعت واليته فصار واليا ً على الحجاز كلها‪ ،‬وراح ينشر‬
‫بين الناس العدل واألمن‪ ،‬وراح يذيقهم حالوة الرحمة‪ ،‬وسكينة‬
‫النفس‪ ،‬نائيا ً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه‪ ،‬متحديا ً جباريه وطغاته‪،‬‬
‫وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وكان عمر يمقته أشد المقت‬
‫بسبب طغيانه و َعسْفه ‪.‬‬

‫في عهد سليمان بن عبد الملك ‪:‬‬
‫قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخالئق بالموقف فقال لعمر‪:‬‬
‫أما ترى هذا الخلق ال يحصي عددهم إال هللا ؟ قال‪ :‬هؤالء اليوم‬
‫رعيتك‪ ،‬وهم غداً خصماؤك‪ .‬فبكى بكا ًء شديداً‪ .‬اصطحبه الخليفة‬
‫سليمان بن عبد الملك يوما ً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام‬
‫معسكر يعج بالعتاد والرجال‪ ،‬سأله سليمان في زهوه‪" :‬ما تقول في‬
‫هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال‪" :‬أرى دنيا‪ ،‬يأكل بعضها بعضا ً‬
‫وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت‪" :‬ما‬
‫أعجبك!!" فقال عمر‪" :‬بل ما أعجب من عرف هللا فعصاه‪،‬‬
‫وعرف الشيطان فاتبعه‪ ،‬وعرف الدنيا فركن إليها"‪.‬‬

‫مبايعته للخالفة ‪:‬‬
‫بويع بالخالفة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي‬
‫في الناس بالصالة‪ ،‬فاجتمع الناس إلى المسجد‪ ،‬فلما اكتملت جموعهم‪،‬‬
‫قام فيهم خطيبًا‪ ،‬فحمد هللا ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال‪ :‬أيها‬
‫الناس إني قد ابتليت بهذا األمر على غير رأي مني فيه وال طلب له وال‬
‫مشورة من المسلمين‪ ،‬وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي‪ ،‬فاختاروا‬
‫ألنفسكم خليفة ترضونه‪ .‬فصاح الناس صيحة واحدة‪ :‬قد اخترناك يا‬
‫أمير المؤمنين ورضينا بك‪ ،‬فَ َّو ِل أمرنا باليمن والبركة‪ .‬فأخذ يحض‬
‫الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في اآلخرة‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫" أيها الناس من أطاع هللا وجبت طاعته‪ ،‬ومن عصى هللا فال طاعة له‬
‫على أحد‪ ،‬أيها الناس أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإن عصيت هللا فال‬
‫طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر‪.‬‬

‫نماذج من عدله ‪:‬‬
‫اشتهرت خالفة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء‬
‫في أرجاء البالد اإلسالمية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله‬
‫فيبحث عن الفقراء فال يجد من في حاجة إليها‪.‬‬

‫تواضعه وزهده ‪:‬‬
‫اشتهى عمر تفاحاً‪ ،‬فقال لو كان لنا شيء من التفاح‪ ،‬فإنه طيب الريح‬
‫طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً‪ ،‬فلما جاء به قال‬
‫عمر‪ :‬ما أطيب ريحه وأحسنه‪ ،‬أرفعه يا غالم فاقرئ فالنا ً منا السالم‬
‫وقل لهُ‪ :‬إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب‪ .‬فقال الرجل‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يأكل الهدية‪ ،‬وال يأكل الصدقة‪ ،‬فقال ‪ :‬ويحك‪ ،‬إن‬
‫الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة‪.‬‬

‫سياسته الداخلية ‪:‬‬
‫قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخالفة تمرّس باإلدارة واليًا‬
‫وحاك ًما‪ ،‬واقترب من صانعي القرار‪ ،‬ورأى عن كثب كيف تُدار‬
‫الدولة‪ ،‬وخبر األعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخالفة كان لديه‬
‫من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية‬
‫ومباشرة مهام الدولة‪ ،‬وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم‬
‫ومباهج السلطة‪ ،‬وحرص على المال العام‪ ،‬وحافظ على الجهد‬
‫والوقت‪ ،‬ودقَّق في اختيار الوالة‪ ،‬وكانت لديه رغبة صادقة في‬
‫تطبيق العدل‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد ووالية‬
‫ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر األمانة‪،‬‬
‫وراقب هللا فيما أُوكل إليه‪ ،‬وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بج ٍّد‬
‫واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بدأ بنفسه فجردها من كل نعيم زائل‪ ،‬وأعاد األراضي واألموال التي‬
‫وهبت له ولزوجته وأوالده إلى بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫عزل الوالة الظالمين‪ ،‬وعين بدال منهم والة عرفوا بالتقوى والصالح‬
‫وحسن السيرة‪.‬‬
‫أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة ‪.‬‬
‫اهتم بالنواحي االقتصادية كإصالح كثير من األراضي الزراعية‪،‬‬
‫إقراض المزارعين‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬شق الطرق‪ ،‬وتوحيد المكاييل‬
‫والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية‪.‬‬
‫فتح باب الحوار مع الخوارج واستمالهم بالحجة‪ ,‬فغلبهم بأخالقه‬
‫وعلمه‪ ،‬وانصاع كثير منهم للحق‪.‬‬
‫اهتم بالناحية العلمية‪ ،‬فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأمر‬
‫بتدوين الحديث النبوي وجمعه‪.‬‬
‫أمر بعودة الجيش المحاصر للقسطنطينية‪ ،‬رأفة بالجند الذين تعرضوا‬
‫للجوع‪ ،‬والبرد‪ ،‬والطاعون‪.‬‬

‫نتائج سياساته ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتناق كثير من الناس اإلسالم‪ ،‬لما عرفوا عدله بين الناس‪ ،‬وإيقافه‬
‫لحروب كثيرة‪ ،‬ومكاتبته الملوك والدعوة إلى اإلسالم بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬قل نفوذ المعارضين للحكم األموي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي‪ ،‬وانعدمت طبقة‬
‫الفقراء ‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫توفي الخليفة األموي عمر بن عبد العزيز سنة ‪ 101‬هـ ودفن في‬
‫منطقة دير سمعان من أعمال معرة النعمان بالقرب من حلب بالشام‬
‫(سوريا)‪ .‬وقد قال بعض المؤرخين أن عمر عبد العزيز قد قتل‬
‫مسموما على أيدى بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم‬
‫وصادر ممتلكاتهم وأعادها إلى بيت مال المسلمين وهذا الرأي‬
‫األرجح‪ .‬استمرت خالفته فترة قصيرة جداً‪ ،‬فلم تطل مدة خالفته‬
‫سوى عامين وخمسه أشهر‪ ،‬ثم حضره أجله والقى ربه عادالً في‬
‫الرعية قائما ً فيها بأمر هللا ‪ .‬وعندما توفي لم يكن في سجنه سجين‬
‫واحد‪.‬‬