Transcript تـحـمـيل
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة السياحة و الصناعة التقليدية
واليــــــــة قسنــــــطينة
مديرية السياحة و الصناعة التقليدية
الدورة العادية الثانية لسنة 2011
للمجلس الشعبي الوالئي
ملف السياحة
المواقع األثرية في والية قسنطينة.
-2011-
المواقع األثرية في والية قسنطينة :
* مقدمة :
ال يمكن الحديث عن السياحة بوالية قسنطينة بمعزل عن موقعها ،وتاريخها ،فثرواتها صنفتها كمحطة
سياحية بمرسوم 31جانفي 1924وهذا لموقعها المنفرد في العالم و تموضعها فوق الصخر المسيطر على
اآلفاق المجاورة التي ال يمكن أن تضاهيها ،مما زاد من تكاثر السياح المتوافدين إليها سنويا .
إستنادا إلى ما سبق :قسنطينة تستحق الكثير فهي قطب سياحي من الطراز الرفيع و نقطة ال متناهية من
جوانب عديدة في مجاالت التقليدي و األثري و غيرها .
لمحة تاريخية عن قسنطينة :
إن قسنطينة زيادة على مجاهلا الطبيعي املتميز تزخر أيضا بتاريخ عريق وخاص .
قسنطينة من أقدم مدن العامل ،تتمتع مبيزة قلما وجدت فقد عاشت قرابة 3000سنة دون إنقطاع يف نفس املوضع ،
بدأ أول سكان املدينة باإلستقرار يف مرتفعاهتا حبثا عن األمن و متثلت هذه األخرية يف مرتفعات املنصورة ،جبل الوحش
و يف مغارات جبل سيدي مسيد أين وجدت العديد من اآلثار الشاهدة على تلك الفرتة ،مث أخد هؤالء السكان
يتوسعون و يوسعون رقعتهم باإلنتقال إىل الضواحي اجملاورة مثل "بكرية ،تيديس ،اهلرية و سيقوس " أين نضجت
احلضارة "امليغالتية" و اليت خلفت آثار كثرية يف شكل قبور).(DOLMENS
و يف األخري استقر هبم احلال على الصخر العتيق أين قاموا بإنشاء املدينة العظيمة اليت كانت حممية طبيعيا
بفضل أخاديد الرمال اليت مسحت هلا أن تتمتع مبوضع دفاعي مغري و بذلك شهدت هذه املنطقة تعاقب عدة
حضارات جعلت تارخيها حافال بالبطوالت و اآلثار و الدالئل يشهد عليها كل شرب من املدينة .
كل هذه احلضارات تركت وراءها معامل و آثار كثرية شاهدة على تارخيها العريق حيث تلعب دورا كبريا يف احلفاظ
على هوية املدينة ،و قد يكون هلا دورا كبريا يف اإلنعاش اإلقتصادي إذا ما مت إستغالهلا يف اجملال السياحي ،حيث
أن السائح ال جتذبه العمارات أو احملالت بقدر ما جتذبه املعامل التارخيية و األثرية .
أهم المعالم التاريخية و األثرية لوالية قسنطينة :
-1مدينة تيديس :
يف العصور القدمية كانت املدن الكبرية حماطة مبدن صغرية حمصنة تعمل على محايتها و تعرف بـ "كاستال" وذلك هو
حال مدينة تيديس اليت كانت حتمي مدينة سريتا من اهلجمات األجنبية ،تبعد مدينة تيديس عن قسنطينة حبوايل
30كلم على الطريق الوطين رقم 27جببل ذي صخور صلبة شديدة اإلرتفاع تنتشر عليها آثار بارزة ذات لون أمحر
ساطع ملدينة قدمية كانت تعرف مبدينة قسنطينة القدمية إىل أن اكتشفت هبا بعض الكتابات اليت بينت امسها احلقيقي
و هو :
CASTELLUMTIDDITANOUM
و الذي يعين املكان احملصن و كان ذلك سنة ،1941و رغم كون بناءاهتا ذات طابق عمراين روماين إال أهنا ال
تدين للرومان بالوجود ألهنا كانت مأهولة قبل جمـيئهم ،فعصر ما قبل التاريخ يكشف عن جمموعة من القبور تسمى
( ،)DOLMENSو تعين املناضد الصخرية و كذا مقربة قدمية مع عدد من املباين األثرية الدائرية املتأثرة بطريقة
الدفن اجلماعي ،و تتميز هذه املباين الكثرية بنقوشها اخلزفية ،اليت تضم كثريا من العناصر اخلزفية اهلندسية لشرق
البحر األبيض املتوسط شبيهة بتلك املتواجدة على األواين القبائلية ،و إىل جانب هذه األطالل ظهرت الثقافة
الفينيقية من خالل النصب و األسوار و الكتابات املتبقية الرامزة من بينها إىل اإلله "بعل" بينما يتجلى الطابع
الروماين يف املناهج املتعلقة بنظام ختطيط املدن ،فنالحظ بداية الشارع الرئيسي , CARDOسطحا ضيقا هو
ساحة FORUMو حلل مشكل نقص املياه بنيت عشرات اخلزانات املائية جلمع املياه السائلة من أعلى سطح
املنازل (مياه األمطار اجلارية ).
إضافة إىل ذلك جند أدوات صغرية للحياة اليومية ،آالت للصنــاعة اليدوية و عناصر من حلي تيديس كالعقود و
األقراط و حىت دبابيس العاج.
-2ضريح ماسينيسا :
إن ضريح ماسينيسا كمعلم تارخيي و أثري يعترب موضع هام لإلكتشاف و جلب فضول العديد من السياح ،كما ميكن
استعماله كموضع استثماري سياحي .
يقع ببلدية اخلروب على بعد 16كلم عن مدينة قسنطينة ،بين يف مكان عايل إلعتقاد النوميديني أنه أقرب إىل اآلهلة
كما أن امللوك و األمراء يف تلك الفرتة كانوا يدفنون يف أماكن عالية قبالة العاصمة اليت حيكموهنا ،بين يف النصف
األول من القرن الثاين قبل امليالد من طرف عمال إغريق و قرطاجيني أحضرهم ملوك نوميديا مثل ماسينيسا و يعترب
طرازه املعماري مزدوجا إفريقي بونيقي و يظهر ذلك جليا يف حجارته املنحوتة باألسلوب البنائي املعروف عن
احلضارتني والذي ساد خاصة خالل األيام األخرية من استقالل قرطاجة ،و يتخــذ الضريــح
شكل مستطيل بين على شكل مدرجات ،يبلغ طول املدرج األرضي 1.90م .يتكون من ثالثة صفوف حجرية ،و
لقد ظلت معامله جمهولة حىت بداية أشغال التصنيف و األحباث به سنة . 1915
و لقد قامت الوكالة الوطنية لآلثار سنة 1992 – 1991بتوقيع بطاقة فنية و تسييج املساحة احمليطة بالضريح و
كذلك توظيف حراس بالتعاون مع بلدية اخلروب لكن احلراسة توقفت عن املوقع سنة 1994إثر األوضاع األمنية
املتدهورة اليت عاشتها البالد ،و يف سنة 2000أعيد استصالح ما حطم من سياج ،و حتويط املعلم يف إطار
مشروع إعادة االعتبار للضريح يف شكل قرية سياحية و تعرف بـ "القرية النوميدية" حترتم فيها مواد البناء و اهلندسة
املعمارية و التهيئة على أن تتماشى و الطابع اخلاص بالعهد النوميدي .
من أهم التجهيزات املربجمة يف هذه القرية السياحية :
* التجهيزات تتمثل يف مساحات للعرض ،مسرح على اهلواء الطلق ،حدائق تتماشى و اهلندسة النوميدية ،قاعة
عرض و متحف.
* الصناعات التقليدية :ورشات للحرف التقليدية.
* السياحة :منازل صغرية ،chaletsدار الشباب.
* مساحات خاصة باللعب :ملعب تينيس ،كرة اليد .......إخل.
-3األقواس الرومانية :
من شواهد احلضارة الرومانية تتواجد عند إلتقاء واد الرمال بواد بومرزوق ،كانت تستغل حلمل قنوات التزويد باملياه
الصاحلة للشرب من منابع بومرزوق إىل اخلزانات و الصهاريج املوجودة يف كدية عايت يبلغ طوهلا 60مرتا و
إرتفاعها 20مرتا ألن عدد األقواس 10مبنية من احلجارة و مل يبقى منها سوى 5و مت تصنيفها كرتاث وطين
سنة .1900
-4قصر أحمد باي:
يعد إحدى التحف املعمارية اهلامة ،تعود فكرة إنشائه إىل "أمحد باي" إنطلقت به األشغال سنة 1827لتنتهي
سنة ،1835ميتد على مساحة 5600م ،²ميتاز باتساعه و دقة تنظيمه و توزيع أجنحته إىل عبقرية يف املعمار
و الذوق معا.
-5ضريح لوليوس :
يقع بالقرب من مدينة تيديس ببلدية بين محيدان على بعد 25
كلم عن قسنطينة له شكل أسطواين بين من حجارة منحوتة و
شيد من طرف "لوليوس ابريكيس" حكم روما آنذاك ختليدا
لعائلته.
-6مقابر :Dolmens
كانت مقابر أهايل املدينة على قدر كبري من الفخامة تقع بقمة سيدي مسيد يف املكان املسمى نصب
األموات ،كما كشفت قبور أخرى تقع حتت كهف الدببة و أخرى ناحية بكرية مشال شرق املدينة كما توجد
مقابر أخرى مبنطقة اخلروب باملواقع املسماة خلوة بوحجر ،قشقاش و كاف تاسفة ببونوارة حيث تسجل املقربة
امليغاليتية هلذه األخرية ما بني 3000و 4000دوملان غري أن عددا كبريا منها تعرض للتلف و اإلندثار.
-7الكهوف (المغارات):
-
كهف الدببة (Grotte des Ours) :يبلغ طوله 60مرت و يوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة.
كهف األروي (Grotte des Mouflons) :يوجد قرب كهف الدببة و يبلغ طوله 6مرت ،و يعترب كال
الكهفني حمطتني لصناعات أثرية تعود إىل فرتة ما قبل التاريخ.
مغارة الحمام ﴾Grotte des Pigeons﴿ :توجد هذه املغارة أسفل القصبة قبالة املغارتني السالفيت الذكر،
حيث اكتشفت هبا العديد من بقايا احليوانات و اخلزفية.
-8مختلف الكتابات الرومانية المنحوتة على جدران
القصبة و كذا المتواجدة بمتحف سيرتا.
-9مواقع أثرية أخرى:
-
باب سيرتا:
معلم أثري يوجد مبركز سوق بومزو و يرجح أنه كان معبدا ،و يعـود تاريخ اكتشافه إىل سنة ،1935و
حسب بعض الدراسات فإن املعبد قد بين حوايل سنة 363م.
-
نصب األموات Le Monument Aux Morts :
يعود بناؤه إىل سنة ، 1934و قد شيد ختليدا ملوتى فرنسا اللذين سقطوا إبان احلرب العاملية األوىل و من
سطحه يستطيع الزائر أن ميتع نظره ببانوراما رائعة ملدينة قسنطينة ،أقيم عليه متثال النصر الذي يبدو كطائر
يتأهب للتحليق ،و من خصوصيات هذا النصب انه يقع يف منتصف املسافة بني اجلـزائر العـاصمة و تونس
العاصمة.
-
تمثال سيدة السالمNotre dame de la paix :
و يعرف أيضا بتمثال مرمي العذراء و الواقع قبالة نصب األموات أعلى قمة سيدي مسيد.
-
حمامات القيصر:
مازالت آثارها قائمة إىل اليوم ،توجد يف منحدر وادي الرمال يف اجلهة املقابلة حملطة القطار
كانت تستقطب العائالت و اآلسر لالستحمام مبياهها الدافئة و االستمتاع باملناظر احمليطة هبا
خاصة يف فصل الصيف ،غري أن فيضانات 1957أتلفت هذا املعلم.
-
إقامة صالح باي:
هي منتجع للراحة ،يقع على بعد 08كلم مشال غرب قسنطينة ،و قد كان من قبل منزال ريفيا خاصا ،
قام صاحل باي ببنائه ألسرته يف القرن ، 18لينتصب بناية وسط احلدائق اليت كانت تزين املنحدر حىت وادي
الرمال ،و تتوفر اإلقامة على قبة قدمية هي حمج تقصده النساء ملمارسة بعض الطقوس التقريبية ،اليت تعرف
باسم النشرة.
-
المدينة القديمة:
تضفي املدينة القدمية بدروهبا الضيقة و خصوصية بناياهتا طابعا مميزا ،و جند بيوهتا أطول ،تدل على
حضارة و طابع معماري يرفض الزوال ،و تعترب املدينة القدمية إرثا معنويا و مجاليا يشكل ذاكرة املدينة
بكل مكوناهتا الثقافية و االجتماعية و احلضــارية وقد عرفت قسنطينة كغريها من املدن و العواصم
اإلسالمية األسواق املتخصصة ،فكل سوق خاص بتجارة أو حرفة معينة مثل :اجلزارين ،احلـدادين ،سوق
الغزال ،و غريها.
هذا إىل جانب املساحات اليت حتيط هبا املنازل و اليت تسمى الرحبة ،أما األسواق اخلاصة بكل حي من
أحياء املدينة ،فإهنا كانت تسمى السويقة .
-
درب السياح:
قام املهندس الفرنسي ريميس عام 1895بإجناز ممر للسياح يبلغ طوله 1800مرت ،ميتد مبحاذاة
وادي الرمال ابتداءا من جسر الشيطان مرورا حبمامات القيصر ,إىل أن يصل إىل النفق حتت جسر سيدي
مسيد ،و تتخلل هذا الدرب العجيب مناظر مثرية للدهشة و الذهول كثريا ما أغرت السي ـاح و سلبت
ألباهبم ,حىت أن هناك من يرى أنه إذا كانت عج ـائب الدنيا سبعا ،فإن هذا الدرب ثامنها ،و لكن حاليا
مل يتبقى منه إال أثاره املرتامية مبحاذاة الصخر العتيق و حتت اجلسور املعلقة.
-
مصعد سيدي مسيد :
يتواجد هذا املصعد وسط أخدود صخري على عمق 156م ,و مبحاذاته يوجد سلم حديدي خاص
للنجدة بطول 800درجة ,و يقع مدخله بالغريان بشارع يوغسالفيا ,و يستعمل يف النزول إىل جسر
الشالالت و الطريق املؤدي إىل مسبح سيدي مسيد ،أما اآلن فهذا املصعد مغلق إىل حني...
-
الجســور:
نظرا ملوقع املدينة الوعر و أخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها ,أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل
احلركة و التنقل و أمهها جسر سيدي راشـد ,جسر سيدي مسيد ،جسر مـالح سليم ـان و جسر باب
القنطرة و اليت تربط بني وسط املدينة و األحياء األخرى اليت توجد يف الطرف الثاين من الصخرة اليت خيرتقها
واد الرمال ,و اشتهرت قسنطينة بعد ذلك باسم مدينة اجلسور املعلقة.
الخاتمة:
كل هذه املعــامل ذات القيمة التارخيية و الثقافية و السياحية الكبرية تتطلب العناية ،النظافة و احلماية ،
لتصبح مواضع سياحية كبرية ختلق الفضول لدى السياح لزيارهتا و استكشافها ،حيث تعــد من العناصر املهمة
للتنمية السياحية.
مديرية السياحة و الصناعة التقليدية .