زيارة المراقد عند الشيعة زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي.

Download Report

Transcript زيارة المراقد عند الشيعة زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي.

Slide 1

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 2

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 3

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 4

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 5

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 6

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 7

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 8

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 9

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 10

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬


Slide 11

‫زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد فقرة صغيرة بين فقرات شريعة اإلسالم الكبيرة والكثيرة‬
‫قد ال تتعدى كونها عمالا مباحا ا يستوي فيه طرف الفعل مع طرف الترك‪،‬‬
‫وقد كان منهيا ا عنه في بداية التشريع اإللهي حتى سمح به النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بقوله الشريف‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) ولم‬
‫يرد عنه في القرآن العظيم تنويه وال ذكر قط ‪ ،‬هذا العمل الذي لو مات‬
‫مسلم ولم يكن قد زار قبراا لما سئل عنه لم ترك أو فعل؟ ولكن عند‬
‫الشيعة شأن آخر فلو عمل إنسان عمل األنبياء عليهم السالم لكن لم يزر‬
‫قبوراا بعينها فإنه لن يقبل هللا منه صرفا ا وال عدالا وغضب هللا عليه ولعنه‬
‫وأعد له جهنم خالداا!‬

‫منزلة زيارة المراقد عند الشيعة‬
‫زيارة المراقد عند الشيعة تضاهي ركن الحج إلى بيت هللا‬
‫الحرام في اإلسالم! بل ‪-‬إن شئت فقل‪ -‬تفضله وتزيد عليه وجوبا ا‬
‫وأجراا ومنزلة!‬
‫ولك أن تتصور إماميا ال يصلي وال يحضر المساجد لكنك ال‬
‫تستطيع أن تطلق العنان لخيالك فتتصوره بمعزل عن القبور‬
‫والمشاهد!‪.‬‬
‫وإن أكثر الذين يحرصون على زيارة القبور ال يحرصون على‬
‫الصالة حرصهم على "الزيارة"‪ .‬بل إن كثيراا منهم جداا ال‬
‫يصلون أصالا!‬

‫ما هو الدليل على هذا العمل (العظيم) ؟‬

‫ال شك أن عمالا عباديا ا له هذه المنزلة العظيمة والميزة الشريفة على‬
‫باقي األعمال ال بد أن يرد *تشريعه و*الترغيب فيه و*الترهيب من تركه‬
‫باآليات القرآنية الصريحة الواضحة‪.‬‬
‫لكننا ‪ -‬إذا رجعنا إلى هذا الكتاب‪ -‬ال نجد فيه نصا ا واحداا يذكر النجف أو‬
‫كربالء أو قُم أو غيرها من تلك البقاع التي هي ‪-‬كما يعتقد الشيعة‪ -‬أفضل‬
‫من الكعبة‪ ،‬أو يصرح بزيارة القبور‪ ،‬ويحث عليها‪ ،‬أو يذكر منسكا من‬
‫مناسكها‪ ،‬وحكما من أحكامها وشعائرها!‬
‫وهذا يعني ‪ -‬بال شك‪ -‬بطالن تلك العقائد وهبوطها إلى حد التصورات‬
‫الخرافية واألوهام الشعبية‪.‬‬

‫الحج ومكة والمساجد في القرآن‬

‫تحدث القرآن كثيراا عن الحج إلى بيت هللا ‪ ،‬وفضله‪ ،‬ووجوبه‪.‬‬
‫وذكر أحكامه ومناسكه وشعائره‪ ،‬ونوه بالكعبة المعظمة ومكة‬
‫المكرمة‪ .‬وذكر المساجد وفضلها وندب عباده إلى قصدها‬
‫والعكوف عندها صباحا ا ومسا اء وغدواا وعشيا ا‪ .‬ولقد جاء ذلك‬
‫في عشرات اآليات‪ .‬سأورد هنا بعضا ا منها تجنبا ا لإلطالة‪ .‬هذا‬
‫وال كلمة واحدة فضالا عن آية تذكر مرقداا أو قبراا أو (إماما ا) أو‬
‫(مشهداا)‪ ،‬وال قم وال نجف وال كربال وال‪ ..‬وال‪.!..‬‬

‫الحج في القرآن‬

‫سميت سورة من القرآن الكريم باسم (الحج) تضمنت آيات كثيرة عن‬
‫هللا‬
‫يل ِ‬
‫الحج وأحكامه ومناسكه‪( .‬إِن الذِين كف ُروا وي ُ‬
‫صدون عن س ِب ِ‬
‫ِف فِي ِه والبا ِد ومن ُي ِرد‬
‫اس سوا اء العاك ُ‬
‫والمس ِج ِد الحر ِام الذِي جعلناهُ لِلن ِ‬
‫فِي ِه ِبإِلحاد ِب ُظلم ُنذِق ُه مِن عذاب ألِيم * وإِذ بوأنا إلِبراهِيم مكان البي ِ‬
‫ت أن ال‬
‫ُتش ِرك ِبي شي ائا وط ِّهر بيتِي لِلطائِفِين والقائِمِين والرك ِع الس ُجو ِد * وأ ِّذن‬
‫اس ِبالح ِّج يأ ُتوك ِرجاالا وعلى ُكل ِّ ضامِر يأتِين مِن ُكل ِّ فج عمِيق )‬
‫فِي الن ِ‬
‫كما ورد الحج في آيات ومواضع كثيرة في القرآن غير سورة (الحج) ‪،‬‬
‫منها سورة (البقرة)‪(:‬الحج أش ُهر معلُومات فمن فرض فِي ِهن الحج فال‬
‫رفث وال فُ ُ‬
‫سوق وال ِجدال فِي الح ِّج وما تفعلُوا مِن خير يعلم ُه هللاُ‬
‫ون يا أُولِي األلبا ِ‬
‫ب)‬
‫وتزودُوا فإِن خير الزا ِد التقوى واتقُ ِ‬

‫مكة والكعبة والبلد األمين‬
‫س للذِي بِبكة ُمبار اكا‬
‫(إِن أول بيت ُوضِ ع لِلنا ِ‬
‫و ُهداى لِلعالمِين * فِي ِه آيات ب ِّينات مقامُ إِبراهِيم‬
‫س حِج البي ِ‬
‫ت‬
‫ومن دخل ُه كان آ ِم انا و ِلِلِ على النا ِ‬
‫من استطاع إِلي ِه سبِي اال ومن كفر فإِن هللا غنِي‬
‫عن العالمِين) (آل عمران‪.)97-96:‬‬
‫اس)‬
‫(جعل هللاُ الكعبة البيت الحرام قِيا اما لِلن ِ‬
‫(المائدة‪.)97:‬‬
‫ور سِ ينِين * وهذا‬
‫ين والزي ُت ِ‬
‫(وال ِّت ِ‬
‫ون * و ُط ِ‬
‫ِين) (التين‪.)3-1:‬‬
‫البل ِد األم ِ‬

‫البيت الحرام والمسجد الحرام‬
‫اام إِبااراهِيم‬
‫(وإِذ جعلنااا البياات مثابا ااة لِلنا ِ‬
‫ااس وأم انااا وات ِخ ا ُذوا ِماان مقا ِ‬
‫ُمصا ااالى وع ِهااادنا إِلاااى إِباااراهِيم وإِساااما ِعيل أن ط ِّهااارا بيتِاااي لِلطاااائِفِين‬
‫والعا ِكفِين والرك ِع الس ُجو ِد) (البقرة‪.)125:‬‬
‫(وال آ ِّمااااين البياااات الحاااارام يبت ُغااااون فضااااالا ِماااان ر ِّب ِهاااام و ِرضااااوا انا)‬
‫(المائدة‪.)2:‬‬
‫(وال ُتقاااااااتِلُوهُم عِنااااااد المساااااا ِج ِد الحاااااار ِام حتااااااى ُيقاااااااتِلُو ُكم فِياااااا ِه)‬
‫(البقرة‪.)191:‬‬
‫هااذا بعااض مااا جاااء فااي القاارآن ماان التصااريح بفضاال مكااة والكعبااة‬
‫والبيت الحرام‪ ،‬ووجوب قصاده والحاج إلياه‪ ،‬وأحكاماه ومناساكه‪ ،‬أماا‬
‫كربالء والنجف وقم ومشهد وطهران‪ ..‬فأشهد أن ال ذكر لهاا فاي آياة‬
‫واحدة من القرآن!‬

‫المساجد في القرآن‬
‫وهذا بعض ما جاء في القرآن العظيم من ذكر المساجد‪ ،‬وأحكامها وفضيلة‬
‫قصدها والصالة فيها‪(:‬فِي ُب ُيوت أذِن هللا ُ أن ُترفع و ُيذكر فِيها اس ُم ُه ُيس ِّب ُح ل ُه فِيها‬
‫هللا وإِق ِام الصال ِة)‬
‫ال * ِرجال ال ُتل ِهي ِهم تِجارة وال بيع عن ذِك ِر ِ‬
‫ِبال ُغد ُِّو واآلص ِ‬
‫(النور‪(.)36،37:‬وأقِي ُموا ُو ُجوه ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد واد ُعوهُ ُمخلِصِ ين ل ُه الدِّين)‬
‫(األعراف‪.)29:‬‬
‫(وأن المساجد لِل فال تدعوا مع هللا أحداا) الجن‪18/‬‬
‫(يا بنِي آدم ُخ ُذوا ِزينت ُكم عِند ُكل ِّ مس ِجد) األعراف‪31/‬‬
‫(وأقِي ُموا الصالة وآ ُتوا الزكاة وارك ُعوا مع الرا ِكعِين) البقرة‪43/‬‬
‫سس على التقوى مِن أو ِل يوم أحق أن تقُوم فِي ِه) التوبة‪108/‬‬
‫(لمس ِجد أ ُ ِّ‬
‫أما الصالة في كربالء‪ ،‬ومرقد علي‪ ،‬ومشاهد األئمة‪ ،‬فالِل يشهد أن ال ذكر لها‬
‫في آية واحدة من كتابه!‬

‫ال مراقد وال قبور في القرآن‬
‫لقد خال القرآن الكريم من ذكر كربالء والنجف وقم ومشهد‪.‬‬
‫وليس فيه إشارة إلى ذكر المراقد أو القبور وزيارتها وبنائها‬
‫والمشي إليها وما إلى ذلك‪ .‬وأنت إذا قارنت بين ما وضعوه‬
‫لها من فضائل فاقت ما ورد في فضل الكعبة بيت هللا الحرام ‪-‬‬
‫ناهيك عن المساجد األخرى‪ -‬وبين الصمت المطبق عنها في‬
‫القرآن تبين لك قطعا ا كذب تلك الروايات وبطالن تلك الفتاوى‪.‬‬
‫وإال أفكان هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نسيا ؟! (أم ل ُهم ُ‬
‫شركا ُء شر ُعوا ل ُهم‬
‫الدِّين ما لم يأذن ِب ِه هللاُ) الشورى‪.21/‬‬
‫مِن‬
‫ِ‬

‫اتباع المتشابه‬
‫لو سألت عن هذا البناء للقبور ‪ ،‬ما أساسه من القارآن؟ لماا وجادت جواباا ا غيار آياة‬
‫واحاادة متشااابهة! هااي قولااه تعااالى‪(( :‬قااال ال اذِين غل ُبااوا علااى أم ا ِرهِم لنت ِخااذن علااي ِهم‬
‫مس ِجداا)) الكهف‪ .21/‬وقارن ذلك بماا جااء فاي القارآن عان المسااجد ‪ ،‬وماع هاذا فاإن‬
‫داللة اآلية ظاهرة في خالف ما ذهبوا إليه‪ :‬فاألمر باتخاذ المسجد علاى قباور أصاحاب‬
‫الكهف صدر من (الذِين غل ُبوا على أم ِرهِم) أي علية القاوم وأمارائهم‪ .‬وهاالالء ليساوا‬
‫مصدراا تشريعيا ا‪ .‬وهام عاادة ماا يكوناون طغااة متجبارين‪ .‬ولهجاة الطغياان واالساتبداد‬
‫واضحة في عبارتهم‪( :‬لنتخِذن علي ِهم مس ِجداا)‪ .‬فهاو أمار مالكاد ال باد مان تنفياذه دون‬
‫اعتبار لرأي أو دليل‪ .‬وحتى لو حملنا المعنى على أخف محاملاه فاإن دينناا ناسا لكال‬
‫دين‪.‬‬
‫فالقول بمشروعية اتخاذ المسااجد علاى القباور وتعظايم المشااهد واألمار بزيارتهاا ‪،‬‬
‫ليس له من القارآن إال آياة واحادة متشاابهة‪ .‬والصاحيح أن نبحاث فاي آرائناا وعقولناا‬
‫عما ياليد ما ثبت أوالا بالقرآن‪ .‬وليس العكس‪ .‬والفرق كبير جداا بين هذا وذاك‪ .‬فاألول‬
‫يسااتخدم القاارآن‪ ،‬والثاااني يخدمااه‪ .‬والقاارآن ساايد مخاادوم‪(.‬وكلِما ُاة هللاِ ِه اي ال ُعليااا وهللاُ‬
‫ع ِزيز حكِيم) (التوبة‪.)40:‬‬